تمردي كما تشائين
سأتمرد في أحضانك
و سأضىء جسدك
و تتمرد في دمائي
شهي أنت كما الغياب
فلم يحدث يوما
أن تمردت على نفسي
فلا تدع الغياب لغة بيننا
اخترعني لغة تدمي القلب
شهيّ أنت كما الغياب

أيها القابع في عتمة الحزن
هل للقدر نكهة أخرى
فليس للمطر
وجه آخر يغسل الضجر
للمطر فقط صوت روحك
حين ينقر زجاج ضجري
لا تسلني
عن مكانك في دمائي
فهذا تمردي البارد
مضرج بالذهول
تعال
نغتال الزمن
عتق ذاكرتي في أحضانك
عتق زمرد شفاهي
بلهيبك الباكي على صدري
ما أنا بالنسبة إليك
وردة من نار
أم ثوب طهر
لا سيدي
اخترعني من جديد
اخترع جسدي
بلهفة الحضور
و بلهفة الغياب
لا تسل من أنا
تلك كلمات نحرها الضوء
و غابت في حضورك
لا تطلب مني لغة عشقك
لا تطلب مني أن أتأوه
على صدرك
على كتفيك أدميت عنقي
فلغتي صمت
و غياب أحرقك
سيحرقك
ستمطرك آلهتي بعشقي
فلا تطلب لغة للغياب
اخترعني
واخرج عن المألوف
عن التمرد ذاته
دع شفاهك
تلامس بقايا أنوثتي
لا تتكرني ذبيحة
على مشارف شرقيتك
دعن أكون مليكة جسدك
دعني أتوسد قلبك
و احملني بين يديك
و خذني قربانا لحب
لا يقرب الشمس
سأطفو فوق ذاكرتك
ستصحو من الحلم
و أنت مضرج
بما تشتهي من غيابك
في جسدي
النتهي فيّ
لامس إفاءة حنيني
على كتفك
دع جسدي يرتعش من الغياب
دعن أنتهي فيك
و ليبدد الزمن تعبه
في أحضان القدر
دعني أغيب
لقد اختمري كلماتي
بدد حزنها
بعثرني كما لم يحدث يوما
أن بعثرني أحد
اجعلني قبلة للغياب


1882005