لماذا يكره الأخوة المسلمين بولس الرسول ؟!
الأخوة الأفاضل
أهلا بكم
اسمحوا لي أولا أن أقدم بحث بسيط يوضح حياة بولس الرسول , لان من الواضح انه هناك كثير من الأخوة المسلمين الذين يهاجمونه دون علم أو معرفة به سوي الاسم فقط , كما أن الكثير منهم يتلقى معلومات عنه من مصادر مغرضة و غير نقية و غير أمينة لغرض في نفوسهم .
علي الرغم من أن القديس بولس ليس له أي علاقة بالإسلام ولا برسول الاسلام لا من قريب ولا من بعيد , ومع ذلك من النادر أن تجد مسلم يتكلم عنه حسنا .. لماذا ؟
علي الرغم من أن القديس بولس لم يكن من بين الرسل الاثني عشر الذين دعاهم المسيح له المجد ليكونوا له تلاميذ , فانه قد صار للمسيح رسولا وتلميذا له بعد صعوده له المجد إلى السماء , فقد ظهر له بذاته في نور عظيم أبهي من لمعان الشمس .( أع 26 : 13 )
وقال له :
" قم وقف علي رجليك , سأنقذك من شعب اليهود ومن الأمم الغير اليهودية التي سأرسلك أنا إليهم , لتفتح عيونهم , فيرجعوا من الظلمات إلى النور , ومن سلطان الشيطان إلى الله , حتى ينالوا بالإيمان بي , غفران خطاياهم , ونصيبا مع المقدسين " ( أع 26 : 16- 18 )
وقد صرح الرب يسوع عنه لحنانيا الرسول ( أحد الرسل السبعين الذين اختارهم الرب يسوع أثناء وجوده بالجسد علي الأرض ) بان يذهب ويعمده قائلا :
" اذهب فان هذا لي إناء مختار , ليحمل اسمي أمام الأمم ( الغير يهودية ) وملوك وبني إسرائيل , فاني سأريه كم ينبغي أن يتألم من اجل اسمي " ( أع 9 :15- 16 )
ولما عمده حنانيا نقل إليه رسالة السيد المسيح قائلا له :
" اله آبائنا انتخبك لتعلم مشيئته و تبصر البار و تسمع صوتا من فمه , لأنك ستكون له شاهدا لجميع الناس بما رأيت و سمعت " ( أع 22 : 14 – 15 )
لهذا صار القديس بولس بحق رسولا للمسيح , فقد صار يلقب بالرسول الثالث عشر , وكان يفتتح رسائله مبينا هويته كرسول للمسيح , فيقول في رسالته الأولي إلي تلميذه تيموثاوس :
" بولس رسول المسيح يسوع بأمر الله مخلصنا وربنا يسوع المسيح رجائنا " ( 1 تي 1: 1 )
وفي رسالته الثانية إلى تلميذه تيموثاوس يقول :
" من بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة الله " (2تي 1: 1 )
وكان بولس معاصرا للسيد المسيح في الزمان والمكان , وكان بولس في نحو العشرين من عمره عندما بدأ السيد المسيح خدمته الجهرية , ومع ذلك يبدو أن بولس لم يتبعه ولم يتأثر به في كل فترة إقامته علي الأرض إلي أن صعد له المجد إلي السماء , ومهما يكن من أمر فقد يكون هذا مؤشر علي ما بين الناس من تباين واختلاف , فان توبة بعض الناس قد تأتي متأخرة عن توبة غيرهم , ذلك لان عقول الناس وأفكارهم ونفسياتهم متباينة , ولهذا يجب علي خدام الله أن يتحلوا بالصبر وطول الأناة , ولا يتعجلوا الاستجابة لدعوة الإيمان , فقد يكون من بين الرافضين والمقاومين اليوم من سيقبل الدعوة غدا بعد طول ضلال وقسوة قلب .
وقد أشار السيد المسيح إلي هذه الحقيقة الإنسانية في مثل عمال الكرم , الذين لم يقبلوا دعوة صاحب الكرم في وقت واحد , فمنهم من استجاب في الساعة الأولي من النهار وبعضهم استجاب في الثالثة منه , وبعضهم في السادسة , وبعضهم في التاسعة , وآخرون في الحادية عشرة , ومع ذلك لم يبخس صاحب الكرم أصحاب الساعة الحادية عشرة حقهم في الأجر , فإنهم مع أنهم جاءوا متأخرين لكنهم اشتغلوا بحرارة وحماس فاقت كثيرين ممن أتوا قبلهم .
وهذا ما حدث مع القديس بولس الرسول , فرغم أن بولس تبع السيد المسيح متأخرا جدا , لكنه بذل من الجهد والتعب والنشاط ما جعله يتفوق علي آخرين من بين الرسل الاثني عشر , وقد اضطر بولس الرسول أن يقول عن نفسه بشئ من هذا ردا علي الذين انكروا عليه رسوليته للمسيح , ليفسدوا عمله وخدمته بين المؤمنين وغير المؤمنين فيقول :
" أنا تعبت أكثر منهم جميعهم و لكن لا أنا بل نعمة الله التي معي " ( 1 كو 15 : 10 )
ثم يذكر هذه الأعمال فيقول :
" في الأتعاب أكثر في الضربات أوفر في السجون أكثر في الميتات مرارا كثيرة , من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة , ثلاث مرات ضربت بالعصي مرة رجمت ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا و نهارا قضيت في العمق , بأسفار مرارا كثيرة بأخطار سيول بأخطار لصوص بأخطار من جنسي بأخطار من الأمم بأخطار في المدينة بأخطار في البرية بأخطار في البحر بأخطار من أخوة كذبة , في تعب و كد في اسهار مرارا كثيرة في جوع و عطش في اصوام مرارا كثيرة في برد و عري , عدا ما هو دون ذلك التراكم علي كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس " ( 2 كو 11 : 23 – 33 )
ولذلك سأفرد لهذا القديس والخادم العظيم بحث خاص وبسيط حتى يستوعبه الكل , حيث أنني وجدت أن بولس الرسول هو الشوكة التي في حلق كل مسلم .. ولا ادري لماذا ؟
منذ فترة دخلت منتدى إسلامي و كنت اكتب به ووجدت أن معظم المسلمين يكرهون هذا القديس العظيم ويتكلمون عنه بألفاظ لا تليق , وأيضا وجدت هذا أيضا في هذا المنتدى , كثيرين يرددون الكلام الذي ينم عن الكراهية والحقد والجهل نحو هذا الرسول العظيم , وهم يرددون هذا الكلام دون سبب منطقي واحد لهذا الكره كما قلت فليس له أي علاقة بالإسلام , فسالت نفسي لماذا يكرهون هذا الرسول العظيم وهو ليس له أي علاقة لا بالإسلام ولا برسول السلام ولا بالمسلمين ؟
في الحقيقة لا اعرف بالضبط ولكن ربما هناك بعض الاحتمالات منها :
1- ربما لان بولس تعب في نشر المسيحية والإيمان بالمسيح في كثير من البلاد أكثر من جميع الرسل الآخرين فهو لذلك مكروه للمسلم .
2- ربما بسبب انه وضع في موقف مقارنة مع رسول الإسلام أمام السحرة و الشياطين , فأنكشفت العملة الحقيقية من الأخري المزيفة , فرأينا موقفه مع الساحر اليهودي " باريشوع " الذي تحداه ولكن بولس حكم عليه بان يكون اعمي ولا يبصر الشمس إلي حين , فصار اعمي في الحال , فبولس الرسول بذلك اثبت رسوليته عمليا واثبت سلطانه الرسولي الذي تسلمه من السيد المسيح علي الشياطين , في حين سقط رسول الإسلام صريعا أمام الساحر اليهودي " لبيد بن الاعصم " الذي جاز سحره فيه , فأتاه عقله واسقط شعر رأسه , وهو بهذا الموقف المقارن كشف زيف نبوة رسول الإسلام وضعفه أمام الشيطان .
3- لان بولس الرسول كان صاحب معجزات كثيرة أثبتت رسوليته عمليا , في حين عجز رسول السلام عن تقديم معجزة واحدة تثبت رسوليته ونبوته .
4- لان بولس كان فيلسوفا و من أصحاب التعليم العالي وكان يجيد التكلم بأكثر من لغة , في حين أن رسول الإسلام كان أمي بحسب أقوال علماء الإسلام .
5- لان المنتديات والمواقع الإسلامية تمتلئ بالأكاذيب والكلام الباطل المغرض لتشويه صورة هذا الرسول في عيون الاخوة المسلمين بغرض إضلالهم .
6- فقط من باب التعصب والحقد علي كل من هو ليس من دينهم .
7- بسبب كل هذه الأشياء السابقة مجتمعة .
لذلك رأيت أن أقدم هنا بحث من مصدر نقي يوصف حياة هذا القديس لكل إنسان يريد أن يعرف الحق , ويريد ان يعرف من هو بولس الرسول و الخادم العظيم في الرسل وتلميذ المسيح الحي ؟.
للحديث بقية
|