مَن ْ يُوقف فتاواهم المجنونة؟
بلغ الأمر بالمتأسلمين؛المتطرفين والفارغين من كل فكر إلا أن يضيـّقوا على الناس ليصرخوا , وليكرهوا الخلق بالدين وبأهله لتدخلهم حتى بالألعاب المعتادة والمألوفة كرياضة ٍ وفعل إنساني بريء , وها متأسلمونا جعلونا والله أضحوكة وكرّهوا خلق الله بنا , انهم يضعون اليوم أنظمة للعبة كرة القدم وفق شرائع ما أنزل الله بها من سلطان, هؤلاء المجانين يريدون أن يلعب الناس بملابس النوم , فما الحكمة من ذلك ؟.
ويريدون أن يخالف عدد اللاعبين القانون الدولي بكرة القدم , لان واضعيه من الكفار , وان لا يستخدموا تسميات أجنبية كـ"الفاول والبنلتي والاوت" , والغريب انهم يريدون أن يلعب الناس وهم غاضبون وحزينون على أن الله خلقهم مسلمين , ربما هم محقون في ذلك , فنحن الذين ذكرنا القرآن كخير أمة أخـرجت للناس , لابد أن نتجهم محتجين على الخالق حد الكفر, لأننا اكتشفنا ألان أننا اكثر الأمم تخلفا, وأكثرها عنفا وفقرا وجهلا وأمية ومشاكل وأمراض نفسية, فلماذا نفرح ونلعب ؟
لكن الأقبح من ذلك هو ما قرروه بحق الفائز في اللعب الذي ادخل الكرة بالهدف , الويل له أن يبتهج فلابد من بصقة في وجهه ليرعوي ويثوب لرشده , فهل من حقه البهجة وهو مسلم؟
لقد بلغ الجهل بهم أن يتدخلوا باللعب الذي فطر الإنسان عليه ليبتهج ويسعد , أفلا يخيفنا هذا من الوصول إلى يوم يمنعون به القراءة والكتابة ؟ لان آلات الطباعة جاء بها الكفار, وقد قالها رجال الدين سابقا عندما كان اختراع الطباعة حديثا , حتى تأخر العرب عن سواهم باستخدام الطباعة اكثر من أربعة قرون, وألان نحن غالبا ما نستورد الورق منهم , والأقلام منهم , ونستورد الحبر منهم , ونستورد الأجهزة الكهربائية والإلكترونية منهم , ونستورد سياراتنا التي يفجرها لنا الانتحاريون او يفخخها الإرهابيون منهم , ألا نخشى من يوم يحرمون فيه علينا الدواء المستورد ويفجرون لنا كل ما هو حضاري بحجة انه من الكفرة ؟
وألا يشجعون بهذا أن تـقول الأمم علينا بأننا أمة مجانين لا نستحق ما لدينا من ثروات طبيعية ولا نحسن إدارة أنفسنا بنفسنا , وبأننا اقرب إلى القردة أي في الدرك الأسفل من ترتيب رقي البشر, كما قال ذلك هتلر سابقا, ألا تشكل هذه حجة للأمم المتحضرة وتطلق اقتراحات بشأننا وبأنه لابد من أن يقودنا من هم اكثر حضارة وعقلا منا إلى حين نستطيع الوقوف على أقدامنا و نبلغ مستوى البشر في الرشد والمصلحة, ولقد قالوها سابقا أثناء الاستعمارات والانتدابات , وهانحن نرجع القهقرى , فمن هو المسبب فيما لو جاءت قواتهم وجحافلهم الموجودة أصلا في الخليج واستأثرت بما لديه من نفط وخيرات ؟ من الملوم بعد أن صرنا فكاهة هذا الزمن الأغبر؟
هنا نتساءل بتعجب وبحيرة وقلق على مستقبل أبنائنا , من سيوقف عنهم هؤلاء؟
وأين الهيئات الإسلامية العاقلة لتتحدى هذه الفتاوى , ولتعاقب من يطلقها على عواهنها لتفسد عقول الشباب وتسير بهم نحو الانتحار؟
أن مثل هذه الفتاوى تهيئ لانتحاريين طالما عانت وتعاني بلداننا منهم أصلا, والذي نحتاج للكثير من التوعية والزمن لنوقف عنفهم وما يلحقه بنا من خراب وتخلف, فهي تجعل الشباب لا يقيمون للحياة أي معنى , لأنها تستكثر عليهم حتى الابتسام والفرح لحظة اللعب .
أين عقلاء الإسلام ؟
أين الحريصين على الأمة والمدعين أنفسهم دعاة للحق والخير ؟ أين من ينهون عن المنكر وهذا المنكر بعينه يدخل تحت ثيابهم ويأكل العقول شيئا فشيئا , وألا تعتبر هذه الفتاوى جرائم بحق المجتمع والدين والإنسانية ؟
ومن سيعاقب أصحاب هذه الفتاوى, ومن سيوقفها ؟ فهي حتى لو استنكرها بعض العقلاء من رجالات الدين , ستجد حتما جهلة كثر ممن يؤمنون بها حال سماعها , وما أن تـُطلق حتى تجد طريقها لبعض عقول الشباب , خاصة المقهورين واليائسين والعاطلين منهم ؟ ،وما أكثرهم في مجتمعاتنا . وما أن تـُسمع حتى تتلقفها بعض أجهزة إعلامنا العربية المرتزقة والفاغرة فاها لالتقاط وتفخيم مصائبنا وخيباتنا.
فمن سيوقف سيل جهلهم العرمرم المؤدي بنا إلى الهاوية؟
rezgar.com
|