الحكيم الرائى
والله يا حكيم لولا أننى أعرفك جيداً وأثق فى ثقافتك ونباهتك لكنت قلت لك : عيب يا شاطر متتكلمش فى أمور أكبر من سنك ومستوى تفكيرى .
ما هذه الشخبطة والكلام الفارغ الذى تكتبه فى عصبية وكأن حد بيجرى وراك أو خايف ان يفوتك شىء ؟

اقتباس:سيناريوهات فى منتهى الغربة فاولا قطقط وزكريا بطرس ظواهر مرتبطة بالوضع الحالى فى مصر..يعنى لو كان الوضع اخر ماكان هناك لاقطقط ولازكريا بطرس..

كانت دعابة منى فلا تحمل الأمور أكثر مما تحتمل .

اقتباس:افترض الزملاء ان دخول العرب والاسلام الى مصر كان رحمة مهداة وعندى كان كارثة تاريخية بمعنى الكلمة,فلقد حرم بلد على مدى قرونا طوالا من ان يكون لاهلها كلمة بها فحكمها التركى والشركسى والمغولى والعربى والفارسى

كلام قومى مصرى غرائزى من الدرجة العشرين .
أولا لم يتحدث أحد عن "رحمة مهداة" والمطروح هو نظرة إيجابية لحدث الفتح الإسلامى الذى اراه ـ وهذه وجهة نظرى الخاصة ـ أهم حدث فى التاريخ المصرى الحي (غير الأسطورى) على الإطلاق ، وبالنسبة لى هو الحدث الذى أخرج مصر من عزلتها وغرامها القديم بالانكفاء بين الصحارى وربطها بمحيط اجتماعى وحضارى ممتد وهائل ووفر لها الإسلام فرصة جديدة للنهوض ومواصلة دورها الحضارة وقد فعلت .
كلامك غير دقيق فى أن المصريين لم يكن لهم كلمة فى شأن بلدهم ، وكلنا نعرف أن العرب حين غزوا مصر لم يكن لديهم أى فكرة عن أمور مثل الرى والزراعة والإدارة واعتمدوا اعتماداً كاملاً أبناء البلد ، تماما كما أن جزء مهم من أموال الجزية والخراج كان يصرف فى الداخل على تطوير وسائل الري ومعاشات المحتاجين وخلافه ، وباستثناء الحكم الذى كان إسلاميا بطبيعة الحال كان المصريون يقودون بلدهم فى كل شئونها تقريبا .
فعلا لم يحكم مصرى مصر لفترة طويلة وهذا يثير حنق البعض وغرائزهم أحياناً وقد يكون لديهم بعض الحق ، لكن ارتهان حركة التاريخ عند نقطة معينة وكأنها لم تتحرك إلى أبعد منها لن يفيد كثيراً .

اقتباس:لكن الاسلام قضى بشكل نهائى على اية امل ان تعود مصر لتكون مرة اخرى شعاعا منيرا لتتحول الى اقطاعية بأسى مستنزفة فقيرة وهو الحال الى الان....

مصر عادت بالفعل لتكون "شعاعاً منيراً" لكن مع الإسلام وفى ظله ، وللخمسمائة سنة الماضية على الأقل كانت مركز التعليم والأفكار الرئيسى لأبناء إحدى الثقافات الكبرى فى العالم .

اقتباس:ولو لم يدخل الاسلام مصر لربما كانت ثمة فرصة لهذا البلد ان يستيقظ ويصير فى اسوأ الفروض على مستوى اليونان او حتى قبرص, ولربما لفظ المصريون الكنيسة القبطية وانضموا لحركة الاصلاح البروتستناتى ولربما ارتدوا نهاية عن المسيحية....

وما الذى منع المسيحية المصرية من الانضمام للإصلاح البروتستانى او الارتداد ؟ ، المسيحية المصرية موجودة لم يقض عليها الإسلام وإن كانت قد فقدت صدارتها للمجتمع فهذا كان أدعى لها أن تصلح من شأن نفسها ولكن للأسف لم تفعل .
أما مستوى اليونان أو قبرص فأمرك غريب والله ، تحيل أوضاع اليوم والأمس القريب إلى أحداث مرت عليها قرون .
ولعلمك مصر حتى منتصف الستينات كانت تسير فى مضمار التنمية جنبا إلى جنب مع كوريا الجنوبية (أكثر تقدما من اليونان) ، وفى كل الأحوال موضوع الفشل فى التنمية يدرس فى ظل مرحلته وأوضاعه وليس بإحالته إلى أحداث قديمة انتهت .