صوتّنا في انمتخابات الرئاسة ، وهذه تجربتنا بين يديكم



السلام عليكم ، بادئ ذي بدء احب ان اوضح انني لم "ابلع" طعم الانتخابات الرئاسية هذا ، ولكنني شاركت من منطلق "اداء الواجب" امام مصر ، لانني لست مقتنعاً ان الجلوس في المنزل ولعن "الفاسدين اللي ماسكين البلد" هو امر فعال ، كما انني مؤمن ان التسلط ، و النفاق ماهو الا انعكاس مباشر لعدم اهتمام الناس بالشأن العام ، فلو حرص كل مواطن علي قيد اسمه في كشوف الناخبين ، وحرص علي ان يتظاهر اذا ما حدث تزوير فاضح لاختشي الرئيس من تكرار الفعل، باختصار انا اري ان الكوب الفارغ يمتلأ هواءً ، والفساد الذي نراه هو "الهواء" الذي يملأ الكوب الفارغ ، والذي علينا ان نملأه بأفعالنا واهتمامنا ببلدنا.

ذهبت الي المدرسة التي يبدأ شارعنا بها ، وهي مدرسة فنية للبنات ، لاحظت وقوف كوادر الحزب الوطني علي باب المدرسة ، ممسكين للافتات مكتوب عليها نعم لمبارك ، تذكرت غمغمة الصحف عن ايمن نور بأنه "خرق" الحظر علي الدعاية بظهوره علي العربية امس لمده 20 دقيقة امس..

دخلت الفناء فوجدت كوادر الحزب الوطني قد رصوا اربعة موائد متجاورة وعليها كشوف الناخبين ، لوحت لي احد كوادر الحزب الجميلات ان تعال هنا ، ذهبت اليها فسألتني عن اسمي ، فاخبرتها به فقلبت الكشوف امامها ولم تجد اسمي ولكنها نظرت في عيني مطولاً وكأنها تبحث عن شئ ما وقالت " مش لاقية اسمك ، بس بيتهيئلي اني شفت الاسم ده قبل كده" ، قلت لها ان هذه اول مرة لي في الانتخاب ، وانني لم انتخب من قبل ، فظلت تبحث عن الاسم وتنظر الي في عيني كل فترة ، حتي تدخل زميلها "الحمش" قائلاً "طالما ما لقيتيهوش يبقي في لجنة تانية باذن الله". استفسرت عن مكان اللجنة الثانية منها ، فتدخل زميلها مرة اخري قائلاً انها مدرسة قريبة (ولاتسولني لم لم يضعوني باللجنة الاقرب لبيتي ) مشيت حتي المدرسة القريبة ، وطوال الطريق كنت اجد منظراً غريباً جداً ، عربة نصف نقل عليها 3 او 4 وميكروفون يصدحون بنداءات من نوع نعم للحرية ، نعم للنظافة ، نعم للديموقراطية ، مبارك رقم واحد رمز الهلال ويصفقون بطريقة شعبية ، رغم انني اسكن احدي المناطق الراقية.
وصلت للمدرسة فوجدت نفس المشهد يتكرر مرة اخري كوادر الحزب الوطني وكشوف الناخبين ، حصلت علي رقمي الانتخابي ورقم الصندوق ، وطلعت الي اللجنة ، فاعطاني الموظف بطاقة ابداء الرأي ، واشار لي الي سواتر من النوع الذي لا اراه الا في الاخبار ، وبصراحة ، فبمجرد رؤيتي لهذه السواتر، ارتفعت روحي المعنوية !

دخلت لاحد السواتر ، وصوتت لايمن نور ، كنت بالطبع قد حسمت هذا الاختيار من قبل ، فلن انخب مبارك ، لانني اري ابتداءً انه عليه الرحيل وان اي شخص هو احسن منه مادام قد وصل بهذه الطريقة الديموقراطية ، كان اقرب مرشحين لنور هما د/نعمان جمعه وهو رئيس الوفد الحزب العريق ، وانا احترم الوفد وتاريخه النضالي ، ولكنني احتقر نعمان خصوصاً بعد تصريحاته الجوفاء عن حتمية فوز مبارك.

اما الاخر الذي كدت ان اصوت له فهو اسامة شلتوت ، وهو رجل وقور متزن ، يقدم نفسه بأنه "ًصاحب الضربة الصاروخية التي دمرت العدو في 73 "، ولكنني لم انتخبه لانه قد يشتت الاصوات المعارضة لمبارك ، ولانني من ناحية اخري لا اريد "اصحاب ضربات" يحكمون مصر، ولست مقنعاً بصاحب ضربة يبتز شعبه بها الي الابد.

احب ان اؤكد انني احتقر اللبرالية التي يدعوا اليها نور ، ولكن حتي يظهر من هو في شعبيته ، فسأنتخبه ، وان اختلفت معه في التوجه.

المهم ، وضعت البطاقة في الصندوق ، فاشار لي احدهم بلباقة ان اغمس اصبعي في الحبر الفوسفوري ، فسألته "اي صوبع" قال لي "ايوه اي صوبع" ، فكرت بغمس الوسطي كأشارة الي ما فعلته في مبارك اليوم ، ولكنني سرعان ما نفضت الفكرة عن دماغي .

بالنسبة للاقبال فقد كان معقولاً بمعني انني في اثناء ال5 دقائق التي قضيتها في الغرفة دخل حوالي اربع ناخبين جدد ، ووقفت منتظراً دوري للحصول علي بطاقة ابداء الرأي

ولكن خوفي هو ان معظم المقبلين هم كوادر الحزب الوطني الذين سيصوتون لمبارك ، وعلي اي حال ، فلم اقابل اي شخص قال انه صوت لنور ، فمعظم من كان عندهم استعداد لانتخابه بقوا في بيوتهم ، لانهم لم يستخرجوا بطاقاتهم الانتخابية التي يشترط استخراجها بين شهري11الي 3 من كل عام...


تحية