* "سانا" تنقل عن صحيفة عربية انتقادها للتهديدات الأمريكية رغم أن الصحيفة ممنوعة من دخول سورية ومحجوبة على الإنترنت!

دمشق – أخبار الشرق

سارعت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، ومن ورائها الصحف السورية الحكومية، إلى اقتباس عبارات من مقال نشرته صحيفة "القدس العربي" التي تصدر في لندن، هذه العبارات تنتقد الضغوط الأمريكية على دمشق. لكن اللافت ليس فقط اقتباس عبارات تخدم وجهة النظر الرسمية السورية رغم أن الصحيفة (والمقال المقال المقتبس منه أيضاً) تنتقد النظام السوري باستمرار حتى في ذات المقالات التي تنتقد الضغوط الأمريكية، بل أيضاً أن الصحيفة ممنوعة من دخول سورية كما أنها موقعها على الإنترنت محجوب، مثل كثير من المواقع السياسية التي تخالف التوجهات الرسمية السورية.

ونقلت الوكالة السورية عن المقال الذي كتبه رئيس تحرير الصحيفة عبد الباري عطوان؛ أن "فشل المشروع الأمريكى فى العراق زاد من التهديدات الأمريكية على سورية وممارسة ضغوط عليها" مشيرة إلى أن "تصاعد هذه الضغوط تستهدف الهروب من المأزق العراق"، حيث أن "واشنطن التى وصلت إلى طريق مسدود للخروج من المأزق فى العراق بعد فشل العملية السياسية فيه بدأت تبحث عن أعذار وكبش فداء ولم تجد غير سورية لتوجيه اللوم والتهديدات اليها وتحميلها المسؤولية الأكبر فى هذا الفشل"، علماً بأن هذه العبارات لم ترد في المقال الأصلي بهذه الصيغة، وإنما أضاف كاتب خبر "سانا" كلمات وعبارات. كما لا يورد خبر "سانا" – مثلاً - تفسير الصحيفة العربية لوصف سورية بأنها "كبش فداء"، وهو "لأنها معزولة عربياً ودولياً، ومتآكلة داخلياً". كما يقول عطوان.

ويشار إلى أن عطوان في المقال المذكور؛ يحمل على الولايات المتحدة بسبب تهديداتها الأخيرة تجاه دمشق، لكنه في المقابل ينتقد بشدة أيضاً النظام السوري، لأن موقفه تجاه الولايات المتحدة "يحظى بتأييد الغالبية الساحقة من المواطنين العرب (لكنه) غير مسنود بسياسات داخلية إصلاحية، ودبلوماسية خارجية نشطة وفاعلة"، مشيراً إلى أنه "بعد أربع سنوات من حكم الرئيس الشاب بشار الاسد تسير اوضاع البلاد الى الوراء، وتنتقل من سيئ الى أسوأ. فكل الوعود بالإصلاح والتغيير تبخرت، واستفحل الفساد وتحول الى اهم مؤسسة في البلاد. والأكثر من ذلك ان الذين نهبوا اموال البلاد هربوا بها الى دبي، واستثمروها في مشاريعها لخلق وظائف للهنود والفلبينيين، وكأن الشعب السوري لا يستحق الا الجوع والفقر والبطالة في نظر هؤلاء!" حسب تعبير عطوان.

وأضاف: "النظام السوري الحالي هلامي وبلا هوية محددة، فلا هو رأسمالي ولا اشتراكي، ولا تعددي، ولا ديمقراطي، ولا هو نظام السوق، ولا نظام موجه، فهو في فوضى عارمة، لا هو صيني او روسي او امريكي. الوصف الوحيد الذي يمكن ان يطلق عليه هو انه نظام أمني ونقطة على السطر".

ورأى عطوان في مقاله التي اقتبست منه "سانا" بضعة سطور تؤيد الموقف الرسمي السوري؛ أن "سورية تعيش أزمة، والشعب السوري في حال من القلق، وإعلام بلاده يتصرف وكأنه في دولة مثل سويسرا او السويد. والمسؤولون يلتزمون الصمت ويواصلون كنس الاوساخ تحت السجادة، وكأن الامر لا يعنيهم. لا بد من مصارحة الشعب وتعبئته، ولكن بالقضاء على الفساد أولاً وبدء عملية التغيير" وفق تعبير الصحيفة العربية.
--------------


هذا الإعلام و لا بلاش ... :25:



:baby::baby: