{myadvertisements[zone_1]}
الآلهة .. حينما تكون انعكاساً للركاكة البشريّة .. !!
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #1
الآلهة .. حينما تكون انعكاساً للركاكة البشريّة .. !!
هذه الآلهة التي تعبدونها هل هي "كاملة" .. !!؟؟
أم أنّها انعكاس للركاكة البشريّة .. !!؟؟

الإله الإنساني ..
مهما اختلفنا في رسم صورة للبداية المثولوجيّة لنشوء الله .. فلن نختلف كثيراً .. في إقرار أن الله في النهاية كان .. ولا زال .. حاجة بشريّة ..
خلق الإنسان الله .. ليلبّي احتياجاته المختلفة .. هذه الاحتياجات تطوّرت واختلفت مع الزمن .. وكان الله "هذا المخلوق الخارق" أهلاً لسدّها في كلّ مرّة ..
منذ بداية الأديان والأساطير .. وضع الإنسان صفاته الإنسانيّة في إلهه .. فهذا الإله كان يتزوّج .. وينجب .. (في أساطير أديان بلاد الرافدين .. والتي اقتبست منها المسيحيّة فكرتها) .. وكان يغضب (كما غضب يهوة "الله التوراتي" مرّة على البشرية .. وكاد يقضي عليها لولا أنّ موسى استطاع تهدئته بحنكة وذكاء) .. بل إنّ القدماء تخيّلوا آلهتهم على شاكلتهم ونحتوها أصناماً (في الأديان الوثنيّة) .. وكان يتآمر ويضع المخططات لإبادة العدو (كما في بعض الأساطير اليونانيّة وأساطير بلاد الرافدين) .. وفي المعتقد الإسلامي فإن الله يجلس على العرش .. وله 99 صفة مقاييسها إنسانيّة .. (وهنا يستخدم الله اختراعاً بشرياً .. ويجلس على الطريقة الإنسانيّة .. مع وجود العديد من المخلوقات في الطبيعة التي لا تستطيع الجلوس)
ربّما كان سبب هذا التشخيص البشري لشخصيّة الله .. هو لشعور الإنسان بالتفوّق على ما حوله .. ووجود إله بشاكلته .. بصفاته .. بمقاييسه .. يشبع غروره .. كما أنّ صفات الله الإنسانيّة تجعله أقرب للطبيعة البشريّة .. متفهّماً لمخاوف الإنسان .. وملبّياً "في كثير للأحيان" لرغباته .. (في الخلود بعد الموت مثلاً .. خصوصاً وأن الموت هو هاجس الإنسان الأكبر .. وفي تعذيب الأعداء مثلاً) ..
فالإنسان لم يخلق .. إلهاً ظالماً سيعذّب الجميع ..
أو إلها يعطّل في يوم الجمعة .. لا يراقب أفعال الناس في هذا اليوم ..
أو إلهاً ينسى .. ولا يحفظ جيّداً أخطاء الناس وفضائلهم ..

الإنسان يريد أن يكون الله يشعر بعذابه .. يشعر بعذاب الولد حين يفقد أبويه .. ويكافئ الأبرياء المقهورين دائماً بعد موتهم .. مع أن "الشعور" .. هي أيضاً صفة .. عاطفة .. إنسانيّة بحته .. ركّبها الإنسان على إلهه ..

يقول الفيلسوف سبينوزا : لو كانت الدوائر تنطق .. لجعلت الله دائرياً ..

فالله إذاً .. في أغلب الشرائع الدينيّة .. يرغب .. ويريد .. ويشاء ..
فقد أراد خلق الأرض .. والسماء .. ففعل .. وأراد خلق البشر .. ففعل .. كما أنّه مثلاً (ولتوضيح الفكرة) يهدي من يشاء .. ويضلّ من يشاء .. "في المعتقد الإسلامي" ..
أي أنّ أفعال الله .. دافعها إرادة معيّنة .. وبالتالي لتحقيق هدف معيّن ..
فهو خلق البشر والجن والإنس .. ليعبدوه .. أي أنّه "أراد" خلقهم في البداية و"رغب" بتحقيق هدف معيّن من هذا الخلق .. فـ"قام" بفعل الخلق ..

إنّ وجود "إرادة" .. و"رغبة" .. هو دليل على وجود حاجة معيّنة .. يسدّها القيام بما تمليه هذه الإرادة .. فلا يعقل أن تنشأ الإرادة بلا سبب .. وإلا كان "الله" أسير نزواته ومزاجيّاته ..
وحتّى إن لم يكن عند الله "حاجة" يسدّها بأفعاله .. فإنّ مجرّد إرادته .. ومن ثمّ قيامه بالفعل .. فيه إنقاص شديد لكمال الله ..
فامتلاك الله لرغبات وأطماع وأهداف .. يعني عدم كمال الله ..
وأنا كبشري .. فأرى أن الله أعطى لنفسه الحقّ ليريد ما يشاء .. فمن حقّي أن أريد أنا أيضاً ما أشاء .. خصوصاً أني محكوم بعقل .. وحاجات معيّنه قد ألبّيها فعل ما أريد ..
كما أنّ الله "يحب" .. ويفضّل .. ويكافئ .. وما هنالك من صفات .. جميعها تحدّ من كماليّة الله .. فالكامل لا يعشق شيئاً .. ويكره شيئاً آخر ..
وإلا .. فما الدوافع إذاً التي تجعله يعشق هذا ويكره ذاك .. !!
جميع هذه الصفات محكومة "عند الإنسان .. والذي هو مخلوق ناقص" .. بغرائزه .. وبعقله الباطن ..
فهل لله غرائز يشبعها .. !!؟؟ .. وعقل باطن يسيّره .. !!؟؟

ومن هنا .. أجد أنّ الديانات .. رغم اجتهادها .. وتنوّعها .. لم تنجح في خلق صورة إله كامل .. بل جعلته دوماً أسير إرادته وشهواته .. فالفكر الإنساني مهما تطوّر .. ومهما اجتهد .. لن يستطيع أن ينسلّ من نفسه .. ولن يستطيع أن يخرج من الحدود الإنسانيّة .. التي يصوّرها للأشياء ..

أنا أرى العالم بعين بشريّة .. حينما أرى صديقاً يموت في زلزال تسونامي مثلاً .. فإن عواطفي البشريّة قد تدفعني للحزن عليه .. وإذا كنت "ذو نزعة عدوانيّة" .. فإن عواطفي قد تجعلني أشمت به ..
فهل الله يملك ذات العواطف .. التي يملكها الإنسان !!؟؟ يحزن على ذاك .. ويفرح لعذاب آخر .. يدخل ذاك الجنّة .. ويدخل ذاك النار .. !!؟؟
لما لا يكون الله كما القوانين الفيزيائيّة .. كحركة الأمواج التي سببت الزلزال وسببت قتل صديقي .. لا تقيّم الأشياء بحدود إنسانيّة .. بل تخضع لتتالي معيّن .. السبب يؤدّي للنتيجة .. !!
لا عواطف لها .. ولا إرادة لها .. ولا إحساس .. لا دوافع ومآرب .. ولا تفضيل لشخص على آخر ..
حينها يمكن أن نفسّر الأعمال الحمقاء التي يواجهها الإنسان .. كالزلازل التي يسمح بها الله .. وخلقه لامرأة عاقر مثلاً .. وموت سكان أفريقيا بالمجاعات .. بأنّ الله لا يشعر .. كما يشعر البشر .. ولا يقيّم الأمور بمقاييس بشريّة ..
فكما أنّ موتي "الذي هو حدث سيّء بالنسبة لي وللمقربين" .. قد يكون حدثاً ساراً للنباتات أو الجراثيم التي ستتغذى على جسدي .. وقد لا تعني شيئاً لله الذي تركني بالأصل خاضعاً لقانون السببيّة .. وقد تعني لطالب الطب شيئاً جيّداً بأن وجد هيكلاً عظمياً يتدرّب عليه ..

أنا لا أدعو هنا لإله جديد .. بل إني أحاول أن أوضّح أنّ الصورة التي رسمتها الديانات لله ناقصه .. يعيبها الكثير من نقاط الضعف .. لأنّها إمّا أن تلصق به الكمال .. وبنفس الوقت تجعل صفاته ناقصة .. أو أنّها تعترف بصفاته الإنسانيّة .. وبالتالي بعدم كماله ..


أرسطو .. والإله الكامل ..
دائماً ما يتّهم أسطو بقصور أفكاره الميتافيزيقيّة .. ودائماً ما يُفسّر ذلك بطغيان المنطق وعلوم البيولوجي على أفكاره .. مما أضعف خياله الميتافيزيقي ..
أفكاره الميتافيزيقيّة قليلة على أي حال .. ولا تشغل شيئاً من مؤلّفاته .. لكنّها .. ورغم ضحالتها وبساطتها .. أراها مفيدة جداً .. وتشرح كلامي أعلاه ..
أرسطو .. رأى بالمادّة أزليّة وخلوداً .. ويبدو أن اليونان في تلك الفترة كانوا يؤمنون بوجود نوع من أنواع التطوّر الذي يربط بين الكائنات (طبعاً لم تكتمل هذه الفكرة القديمة حتّى جاء دارون) ..
لكنّه رفض أن تكون الحركة في الكون بلا سبب أوّل .. بلا حركة أولى .. وهنا .. وجد أنّ الحركة الأولى هي الله ..
طبعاً .. أنا شخصياً .. لا أفضّل الخلط بهذه الطريقة .. بين المنطق وبين الإيمان .. فالمنطق إن احتاج لحركة أولى .. فلا يعقل أن نفسّر هذه الحركة بمخلوق لا يتخيّله العقل البشري .. فالمنطق لا يصل لله .. لأنّ الله بالأصل شيء غير منطقي .. ولا يخضع للمنطق ..
على كلّ .. هذا لا يهمّنا هنا .. المهم أنّ أرسطو أوجد إلهاً حرّك الدنيا .. لكنّه لا يتحرّك .. إلهاً معنوياً ليس مادياً .. (يختلف بذلك عن أغلب الديانات) .. وهو حيويّة خالصه .. وليس شخصاً ..
أرسطو صوّر الله لا يعمل .. ولا يرغب .. ولا يحب .. ولا يقوم بشيء .. لأنّه كامل كمالاً مطلقاً .. والكامل لا يخضع لإرادة .. ولا لرغبة .. ولا لعواطف ..
إله أرسطو .. كما الصنم .. ويبدو أنّ الكمال لا يمكن أن يتخيّله الإنسان .. إلا بالصنم .. الجامد ..



هل يمكن الإيمان بإله "غير" كامل .. ؟؟
أجد شخصياً أن هذا الموضوع يستحقّ البحث ..
هل يمكن الإيمان بإله عنصري مثلاً .. يدخل البيض للجنّة .. والسود للنار .. !!؟
أو إله شرّير .. يخترع صيغاً لتعذيب البشر في دنياهم وفي آخرتهم .. دون أن يرعي خضوعهم لعدّة مؤثّرات تسيّر حياتهم .. !!!!؟؟
أو إله أحمق .. يحاسب الناس بناء على معتقداتهم .. وأفكارهم التي وصل إليها "عقلهم المحدود" في هذه الحياة .. !!؟؟

خوليو
10-20-2005, 05:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الآلهة .. حينما تكون انعكاساً للركاكة البشريّة .. !! - بواسطة خوليــــو - 10-20-2005, 05:14 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحركة الاسلامية وما يجب ان تكون عليه فى المستقبل بقلم / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 611 09-08-2011, 08:28 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  الحركة الاسلامية وما يجب ان تكون عليه فى المستقبل بقلم / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 694 09-08-2011, 08:24 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  الحركة الاسلامية وما يجب ان تكون عليه فى المستقبل بقلم / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 2 921 09-08-2011, 08:05 AM
آخر رد: Kairos
  الحركة الاسلامية وما يجب ان تكون عليه فى المستقبل بقلم / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 1 636 09-08-2011, 01:38 AM
آخر رد: Kairos
  .. عندما تكون كلمة العقل غير معقولة .. عقلينوس ! 9 2,762 09-21-2010, 06:12 AM
آخر رد: سيف الدين الآمدي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS