بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على النبي الأمي العربي الأمين، محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد زملائي الأعزاء في هذه الساحة خصوصا و النادي عموما، فلقد آلمني و صدمني ما اكتشفته مؤخرا أن جماعة من الإخوة المسلمين يناقشون انطلاقا من كره لغير المسلمين متذرعين بالقرآن و السنة و فهمهم الخاطئ جدا لما ورد فيهما و ترجمة معانيهما وفق أهواءهم و مشاعرهم الخاصة، و هنا أوجه دعوة للجميع لصرف النظر عن كذا فكر و أنصحهم ألا يجعلوا مشاعرهم الخاصة محركا لأعمالهم، و هنا أيضا أرد على بعض ما جاء في موضوع للعزيز جورجيوس الكريم:

في نقاش مع الزميل "أنا مسلم" أورد آيات من القرآن الكريم و استدل منها على وجوب كراهية غير المسلمين. و بعد التقصي و التحقق و الدرس مع جهابذة العلم الشرعي و الفقه و تفسير القرآن الكريم أضع هنا هذه الفائدة لكم جميعا و أرجو أن تتغير النظرة السيئة التي ارتسمت عند البعض و خصوصا الزميل جورجيوس:

أولا أورد الزميل "أنا مسلم" الآية التالية من سورة الحجرات و نصها: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }الحجرات7

هذه الآية معناها أن عمل الكفر و الفسوق و العصيان مكروه لا من يعملهما...
يعني أنا أكره الخمر و شربه لكنني لا أكره شارب الخمر، و أنا أكره الإلحاد لكنني لا أكره الملحد و أنا أكره ما أظن من التحريف في المسيحية و اليهودية لكنني لا أكره المسيحي و لا أكره اليهودي...

و الآية الثانية: يقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }الممتحنة1

هذه الآية كحال سابقتها إلا أنها لا تحرم على المسلم أن يكره من أعلن حربه على المسلمين و معناها ألا تخرج لجهاد المشركين و أنت تحمل الود لهم و لما يدعون مدعيا العكس لأن الله يعلم سرك و علنك...
الآن أنتم أغفلتم الآية الخرى التي (في معناها لأنني لا أستحضرها) أن نقسط مع غير المسلمين و أن نحسن إليهم فأين ذهبت هذه عنكم؟

و هذا الحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر

هداكم الله!!!!
صريح الحديث يأمرك ألا تجلس على طاولة يصب عليها الخمر و لا يأمرك ألا تجلس على طاولة يجلس إليها شارب خمر لكنه لا يشرب!!!!! و يأمرك أن تكره شرب الخمر و ألا تكره شاربه.... بل أن تشفق عليه و تنصحه أو تظهر له بغضك لفعله لعله يحس و ينتهي عنه في حضورك...

ثم أمر آخر، لو كان الإسلام يأمرنا بكراهية غير المسلمين فكيف يحلل لنا الزواج من الكتابيين؟

و أمر آخر أيضا، هو أنه لم يرد عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه دعا على أي إنسان في خطبه إلا على القبيلة التي قتلت قراء القرآن الكريم. و هذا عكس ما يقوم به شيوخ المساجد هذه الأيام....

و شيء آخر: أنت الذي تدعو على أمريكا و الكفار بشكل عام بالهلاك و الدمار هل سألت نفسك التالي:
من صنع السيارة التي أركبها؟
من صنع الكمبيوتر الذي أستخدمه لتصفح الإنترنت؟
من يؤمن لي العلم الذي أتعلمه؟
حتى اسأل نفسك: من الذي صنع المكيفات التي تلطف جو الحرم المكي الشريف؟
من الذي صنع الإضاءة للحرم المكي الشريف؟

و كثير كثير من الأسئلة التي لن تجد لها جوابا غير "الكفار"!!!!
فكيف تدعو عليهم هداك الله بدل أن تدعو لهم بالهداية لينصر الله بهم الإسلام!! الرسول عليه الصلاة و السلام كان يدعو لكفار قريش بالهداية و لم يدع عليهم، فلماذا رميت السنة الشريفة خلف ظهرك؟

عموما وصفت أنا بالسذاجة و قلة الدين و عدم ثبوت الإيمان، لكن أحب أن أرد بأن الله وحده عنده علم هذا و ليس أنتم إخوتي في الإسلام. :no2:

و في النهاية، أتلومون المسيحي أو الملحد إن سبكم و سب دينكم؟ أتلومون المسلمين الذي ارتدوا عن دينكم؟ فوالله الذي لا إله إلا هو لولا يقيني بأن الإسلام صحيح و غير ما تقولون لارتددت على عقبي إلى غير رجعة...

أرجو أن أكون قد أفدت...

تحياتي الوردية (f)