أعتذر لمن ساند التجمع الساخر وانضم إليه....

وأشجعهم على المتابعة و المواصلة بدوني....

ولكن بعد اللغط الذي حصل من الكثيرين، والفوضى، والأمواج المتلاطمة التي أحسست نفسي غارقاً فيها، والمفاوضات السرية التي بدأت تردني، أعلن انسحابي من الانتخابات البرلمانية، وعودتي إلى كأس الشاي ودفء المضافة واللا تسييس....

حاولت بالتجمع الساخر أن أوحد الجميع بالبسمة واللاسياسة واللا تصنيف.
ولكن على ما يبدو أن السياسة وتصنيف النفس وتصنيف الغير أساس في حياتنا وتنعكس حتى على انتخابات افتراضية على الإنترنت.

حاولت أن أصور كوناً بلا جدران ولا شرفات نطل بها من فوق على الآخر....
ولكن الظاهر أن الجدران أمر واقع، والأسلاك الشائكة مصنعها سيحقق أرباحاً لقرونٍ وقرون....

أحب الحياة الهادئة وأكره وجع الرأس...
ولن أقرأ الخطابات المطولة لهذا وذاك، ونظريات السياسة والقانون والدستور والنظام والأخلاق وإلخ....................
حتى لا تتعقد حياتي وتصبح مجموعة من القيود والقوانين أفر منها في الحياة العادية، لأصطدم بها في الحياة الافتراضية على الإنترنت....

بانسحابي لن أتحالف مع أحد، ولن أنتخب أحداً، ولن ينتخبني أحد....
ولن يشتمني أحد، ولن أتعارك مع أحد، ولن يتهمني أحد بالتقصير ولن أتهم أحداً بالتآمر.

قبل أن يتهمني أحد بالبخل، أعد أني سأشارك بالدفع للسيرفر دون أن أكون ضمن البرلمان حباً للنادي وحلماً بثقافة حرة وواعية.... :D

لم أصنع للسياسة، وكل ما أعرف عنها أن الشجرة التي لا تنحني أمام الريح تنكسر....
هذا ما علمني أبي واتبعته طول عمري.
وهأنا أنحني لأستطيع الخروج بسلام من بابٍ ضيق وصغير.

أتمنى أن يكون الطابع الثقافي أقوى من الطابع السياسي في النادي.
أتمنى أن يكون حجم ساحة العلوم بنصف حجم ساحة الأديان أو الثقافة الجنسية...

أحلم كثيراً، ولكنني عندما صحوت من نومي وجدت هذا البرلمان حلماً أكبر مني، وأكبر من الكثيرين...

أتمنى ألا نضطر إلى أن نستنتج يوماُ أن هذا الحلم أكبر من النادي ومن العرب أنفسهم....

تحياتي إلى الجميع وانتخابات هادئة وسعيدة....

(f)