بلير : لن نسمح لايران بالتدخل في العراق
GMT 14:00:00 2005 الخميس 6 أكتوبر
د. أسامة مهدي

ايلاف
--------------------------------------------------------------------------------



طالباني يؤكد انتهاء خلافه مع الجعفري
بلير : لن نسمح لايران بالتدخل في العراق

أسامة مهدي من لندن : اكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عدم السماح لايران بالتدخل في الشؤون العراقية وقال ان القوات البريطانية لن تخرج منهزمة من العراق وهي باقية هناك مادام العراقيون راغبون في ذلك فيما شدد الرئيس العراقي جلال الطالباني على ان انسحاب القوات الاجنبية من بلاده سيكون كارثة للعراقيين ونصرا للارهابيين واشار الى ان خلافاته مع رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري قد انتهت بالتفاهم على اسسس عمل جديدة .
وقال بلير في مؤتمر صحافي مشترك مع طالباني اثر اجتماعهما في لندن اليوم ان العراق يمر بظروف صعبه ولابد لابنائه ان يتفقوا على ارضية مشتركة للعمل والتعايش واوضح ان هذه الصعوبات مصدرها الارهاب الذي يؤثر على سير العملية السياسية بشكل جيد واضاف ان الديمقراطية التي تجري في العراق يمكن تطبيقها في جميع بلدان الشرق الاوسط . واشار الى انه من الضروري المضي بالعملية السلمية الى نهاية المطاف بالترافق مع القضاء على الارهابيين الذين يريدون خلق البلبلة وعدم الاستقرار بين الشيعة والسنة مشددا العمل على عدم السماح للارهابيين من تحقيق اهدافهم من خلال مساعدة العراقيين في جميع المجال ومنها بناء قواتهم المسلحة القادرة على حفظ الامن موضحا ان بقاء القوات المتعددة الجنسيات في العراق حاليا ليس وراءه اهداف استراتيجية وقال "اؤكد للعراقيين اننا باقون معكم مادمتم بحاجة لنا" مشيرا الى ان القوات البريطانية ستظل في العراق حتى تسلم الامن في جميع مناطق العراق الى القوات العراقية من اجل حماية العملية الديمقراطية .

وحول الاتهامات البريطانية لايران وحزب الله بادخال اسلحة الى جماعات اسلامية في العراق لاستخدامها ضد القوات البريطانية قال بلير ان ماهو واضح ان هناك بعض العبوات الناسفة التي استخدمت ضد القوات البريطانية في جنوب العراق هي ذات طبيعة ومواصفات ايرانية من النوع الذي يستخمه حزب الله اللبناني واشار الى انه لم يتم التاكد بعد من ذلك وان فحص هذه العبوات مستمر حاليا وقال انه يود ان يوضح للحكومة الايرانية ان القوات الابريطانية في العراق باقية هنام بطلب من الامم المتحدة ومن الحكومة العراقية .. وشدد بالقول على ان على ايران ان لاتتدخل في الشؤون العراقية والاتفاق مع الاوربيين حول ملفها النووي .
واكد رئيس الوزراء البريطاني عدم السماح لايران ولاي بلد في المنطقة من التدخل في العراق مشيرا الى ان الايرانيين يريدون ربط هذه الامور بالماف النووي . واضاف ان العراق اصبح اختبارا لما تريده شعوب المنطقة من حرية وديمقراطية وهو مايعمل الارهابيون ضده باسم الاسلام وكذلك انصارالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين واشار الى ان هناك حكومات في المنطقة تتخوف من التحولات الديمقراطية في العراق والتي ستدفع شعوبها بالمطالبة ايضا بالديمقراطية والحرية . وشدد على ان بلاده ستستمر في دعم العراقيين وقال ان الارهابيين هم سبب وجود القوات المتعددة الجنسيات في العرق وقال انه بعد الانتخابات المقبلة في اواخر العام ستنبثق حكومة ديمقراطية واذا طلبت منا مغادرة العراق فسنغادر .

ومن جهته شكر طالباني البريطانيين على مساعدة العراقيين في تحرير بلدهم من الدكتاتورية وقال ان العراقيين ماضون للمصادقة على الدستور الجديد بالرغم من محاولات الارهابيين منعهم من التصويت عليه واوضح ان مسودة الدستور لم تحظ بقبول جميع العراقيين ولكن الاستفتاء هو الذي سيقرر قبوله او رفضه واضاف ان منفذي العمليات الارهابية هم انفسهم الذين قتلوا العراقيين من قبل في عهد صدام واكد حاجة العراق الى بقاء القوات المتعددة الجنسيات في الوقت الحاضر . واضاف ان انسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق في ظروفه الحالية سيكون كارثة على الشعب العراقي ونصرا للارهابيين وقال ان وضع جدول زمني لانسحابها سيساعد الارهابيين على الاستمرار في عملياتهم موضحا ان هذه القوات لاتعتبر قوات احتلال لانها موجودة بطلب من العراقيين من اجل فرض الامن والاستقرار .

وفي الختام اكد طالباني انتهاء الخلاف مع الجعفري وقال ان مباحثات لزعماء اكراد في بغدادج خلال اليومين الماضيين نجحت في تسوية جميع الخلافات بين التحالف الكردستاني والائتلاف الشيعي على اساس احترام قانون ادارة الدولة والاتفاق الموقع بين الطرفين عند تشكيل الحكومة الحالية في نيسان (ابريل) الماضي.

ويلتقي طالباني اليوم مع ممثلين عن الجالية العراقية في بريطانيا خلال زيارته التي تستمر ثلاثة ايام وهي الاولى التي يقوم بها الى اوروبا منذ استلم مهامه والتي تأتي ايضا بعد يوم من الاتهام الذي وجهته بريطانيا الى ايران بالعمل على تهريب اسلحة الى العراق لتستخدم في شن هجمات على القوات البريطانية. فقد اتهم مسؤول بريطاني رفيع المستوى الحرس الثوري الايراني بتزويد المسلحين العراقيين بتكنولوجيا المتفجرات المرتبطة بمقتل الجنود البريطانيين في العراق .. لكن طهران رفضت هذه الاتهامات على انها "كاذبة".