...قيل سابقا أن اليساريين العرب كانوا يفتحون مظلاتهم ولو كان الجو مشمسا بسبب تساقط الأمطار في موسكو, ودرجت العادةعند الكثيرين منهم_على قلة عددهم _الانضمام الى جمعيات الصداقة الروسية من أجل تعلم اللغة الروسية للاطلاع على أدب الرفاق بلغتهم الأم
وكنت تراهم في الباصات والحافلات العمومية ووجوهم كالحة مسودة ومطفي نورها بسبب السهر والاجهاد وقد لبس أحدهم اسمالا بالية وولع لفافة تبغ من أردأ وأرخص الأنواع للدلالة على كدحه وقد تظاهر بقراءة كتاب يحمل عنوانا براقا لجذب الانتباه أو رواية الأم لمكسيم غوركي.
وكنت اذا أكرهت(لا سمح الله) على خوض نقاش مع أحدهم فأنه سرعان ما يمطرك بوابل من الكلمات الرنانة من طراز البرولتارية والتوتاليتارية والحتمية والشقنفيرية وما شاكلها من حوشي الألفاظ والتي أحلف بكل مقدساتي أنه لا يفهم معنى أي منها غير انه سمعها من أحد الرفاق أو تهجاها من أحد الكتب.
* * *
أيام دراستي الجامعية كنت على صداقة مع شاب دخل في احد التنظيمات اليسارية برغم معرفتي به أنه انسان غير مبال بأي فكر وانما بسبب ما يتوفر لدى التنظيم من حرية جنسية لدرجة ان أحدى البنات قد نامت في شقته أسبوعا بحاله وكان صديقي وأسمه جهاد يقول لي ان ما تعنيه لي الفكرة الماركسية انه يتمتع بالرفيقات ويحتسي الخمر معهن ويتبادلون النكات الخليعة ويستهزئون بالأديان ثم ينامون.
* * *
كان الامين العام لأحد الأحزاب الشيوعية العربية نصرانيا وكان نائبه مسلما وأتفق أن أراد أبن النائب أن يخطب بنت الامين العام فرفض الاخير بحجة انه لا يصح ذلك كون أقاربها سيحتجون نظرا لاختلاف الدين فضحك النائب حتى يقال أنه لشدة ضحكه ضرط ضرطة اهتزت منها شاربا الامين العام.