تبدأ الاربعاء محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بغداد بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وسيمثل صدام مع سبعة من اركان حكمه السابق امام المحكمة للنظر في اتهامهم بقتل مئة وثلاثة و أربعين مواطنا شيعيا في بلدة الدجيل الواقعة إلى الشمال من بغداد، وذلك في أعقاب محاولة لاغتيال صدام عام 1982.

ومن بين من يحاكمون مع صدام، أخوه غير الشقيق برزان التكريتي، ونائبه طه يس رمضان، وعواد حمد البندر الذي كان يشغل منصب رئيس محكمة الثورة التي أصدرت الأحكام في أحداث بلدة الدجيل.

وقال خليل الدليمي العضو بفريق محامي الدفاع عن صدام إنه سيطلب تأجيل المحاكمة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل ليتمكن من اعداد دفاعه.

وأضاف الدليمي أنه تحدث إلى الرئيس العراقي السابق الذي كان ينتظر محاكمته و هو مقتنع تماما ببراءته.

ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن الدليمي قوله: "لقد تركته منذ دقائق فقط (يقصد صدام). كان يتمتع بمعنويات عالية جدا وانه متفائل وواثق جدا من برائته رغم عدم شرعية المحكمة التي سيمثل امامها."

من ناحيتهم، قال مسؤولو المحكمة إنه من المرجح انهم سيوافقون على تأجيل المحاكمة، ولكنهم لم يفصحوا عن امد التأجيل.
دعوة لتكثيف الهجمات

على صعيد آخر، دعا مؤيدو الرئيس المخلوع الى تكثيف الهجمات المسلحة بالتوافق مع بدء محاكمته يوم الاربعاء.

وطالب بيان نشره حزب البعث على موقع على الانترنت اتباع الحزب بأن "يحيوا القائد عند ظهوره العلني في المحاكمة بطلقات القتل وقذائف الموت تنطلق لأهدافها المشروعة وتنال من جند المحتل ومعداته وآلياته وقواعده."
محاكمة صدام تثير اهتماما دوليا واسعا
سرية

هذا وستجرى المحاكمة في قاعة بنيت خصيصا لهذا الغرض تقع في المنطقة الخضراء ببغداد (وهي المنطقة التي تتمركز حول حي كرادة مريم حيث القصر الجمهوري القديم). وسوف يترأس المحكمة خمسة قضاة لم يفصح عن هوياتهم.

ولن يسمح للجمهور بحضور جلسات المحكمة فيما عدا نفر قليل من الصحفيين والمراقبين ومصوري التلفزيون.

ويقول المسؤولون عن المحاكمة انه تم اختيار احداث بلدة الدجيل لمحاكمة صدام عنها لانها اسهل واوضح الحالات التي يمكن التعامل معها.

وينتظر ان يتناول محامو الادعاء وقائع اخرى مثل ضرب مدينة حلبجة الكردية بالاسلحة الكيماوية في عام 1988، مما اسفر عن مقتل خمسة آلاف فرد على الاقل. بالاضافة الى قمع انتفاضة الشيعة في اعقاب حرب تحرير الكويت عام 1991.

وفي حالة ادانة صدام سيتم الحكم عليه بالاعدام، الا انه يحق له الطعن في الحكم.
مواجهات

وعلى صعيد اعمال العنف قال الجيش الامريكي صباح الاربعاء ان جنديا اميركيا قتل وجرح اثنان آخران بانفجار عبوة ناسفة على جانب طريق بالقرب من بغداد.

واضاف ان الجنود كانوا ضمن دورية في منطقة الاسكندرية جنوب بغداد عندما استهدفها الانفجار مساء الثلاثاء.

ويذكر ان ما يقرب من الفي جندي اميركي لقوا حتفهم في العراق منذ بدء الحرب في مارس/اذار 2003.

وفي الوقت ذاته اعلنت وزارة الدفاع البريطانية يوم الاربعاء ان احد جنودها قتل متأثرا بجروح اصيب بها من جراء انفجار عبوة ناسفة على جانب الطريق