لبنان ليس غوانتانامو يا سيد ميليس
د.فؤاد شربجي : ( كلنا شركاء) 25/10/2005
باحث ألماني من اصل عربي , سخر من تعامل الصحافة العربية مع المحقق الدولي ديتليف ميليس , خاصة فيما يروج عن نزاهته وجديته وموضوعيته ....!!!
سخر صاحبنا من عملنا الصحفي العربي , لأن أحداً منا لم يكتب عن تاريخ المحقق الدولي , ولم يتناول أي صحفي نشاط السيد ميليس في القضايا السابقة , .....وقال صاحبنا أن الصحفيين العرب الذين كانوا في المؤتمر الصحفي الذي عقده ميليس في بيروت كانوا سطحيين ومأخوذين بميليس, ربما لأنه ألماني , وخاصة وأن الألماني دائماً هو ماركة ممتازة بنظر جمهورنا ....وعندما حاولت أن أجادله في اتهامه سارع إلى تأكيد أسلوبية ميليس في التحقيق , حيث أنه – حسب الباحث الألماني – عندما حقق في قضية تفجير ( لابيل) عقد صفقة مع عميل للمخابرات المركزية الأمريكية , ليشهد في المحكمة ضد ( ياسر الشريدي ) وليثبت أن الشريدي هو من قام بتفجير ( لابيل ) ...وكانت صفقة ميليس هذه تقضي أن يشهد عميل ال CIA ليدين ( الشريدي ) مقابل أن يوقف ميليس ملاحقته في جرائم كان مطلوباً فيها , ولكن القاضي كشف القصة , ورفض شهادة هذا الشاهد...
وأكد لي الباحث الألماني أم ميليس معروف لدى حركات السلام والخضر في ألمانيا كونه المحقق الذي يخرق القانون ليحقق مصالح سياسية معينة , وفي كل قضية حقق فيها ارتكب ميليس تجاوزات مذهلة للقانون , فمثلاً ميليس لم يحقق مع عميل الموساد اوسترافسكي الذي كتب عن مشاركته بزرع محطة بث في طرابلس الغرب ترسل نداءات إلى السفارات الليبية تطالبهم القيام بأعمال إرهابية , واعترف اوسروفسكي في كتابه بأن الموساد هو من أرسل الإشارة التي تتضمن الامر بالقيام بتفجير لابيل , اوستروفسكي يكتب وينشر معترفاً بمساهمته ومساهمة الموساد بعملية تفجير لابيل ومع ذلك فإن ميليس لا يستجوبه حتى كشاهد وغض الطرف عنه وعن الموساد , وعن ما كتبه واعترف به ....واضاف صاحبنا الباحث الالماني , هل يحتاج غض الطرف عن الموساد إلى شرح أو تفسير أو تأويل...
هذه المعلومات كما قال صاحبنا معروفة ومنشورة , ولكن الصحافة العربية لم تذكرها , بل ساهمت صحافتنا في تغييبها وتغطيتها بكلام عن ميليس غريب جداً , وبدل الأغشارة إلى خرقه للقانون , جرى تسويق تزاهته , وبدل تلاعبه بالشهود جرى الحديث عن موضوعيته وبدل كشف وفضح تغاضيه عن الموساد , جرى تقديمه كمنقذ للبنان وللسلم الاهلي في لبنان .
فعلاً الامر غريب , كيف يغيب عن بال الصحافة كل هذه المعلومات المعروفة عن ميليس , أم أن الأامر ليس عفوياً ...ومن صاحب المصلحة في ترويج صورة براقة لميليس , تغطي وتطمس صورنه الحقيقية , التي جعلت الناشطة الالمانية هايدي بوزين ترفع احتجاجها إلى كوفي عنان عندما سمعت بتعيين ميليس كمحقق بقضية اغتيال الحريري , هذه الناشطة الالمانية لا تفهم كيف يعين من حاول جعل القضاء الألماني صورة عن غوانتانامو وكما قالت هايدي بوزين وأضافت وهو يحاول أن يجعل العالم كله يحترم أسلوبه تحقيق غوانتانامو وهو لا يخفي وجوه شهوده فقط بل هو يعمل على دفن العدالة بخرقه للقانون كل لحظة .
أنا سأعترف أن سخرية الباحث الألماني كانت قاسية علي ولكني وللأمانة سأعترف أنه وعند تعيين ميليس للتحقيق في اغتيال الحريري وحاولت الحصول على سيرته من موقع الأامم المتحدة , ولكنني لم أجد أكثر من عدة أسطر تمتدحه وتذكر حسناته ...
وبتقصير واضح يبدو أنني ومعظم الصحفيين لم نبحث في سيرة ومسيرة ميليس ..التقصير مشكلة أما التعامي عن الحقيقة لخدمة أهداف وظف لها المحقق الدولي , فهذه لها إسم آخر...
هزتني جملة هايدي بوزين : ألمانيا ليست غوانتانامو يا سيد ميليس ...
وتقريره عن إغتيال الحريري جعل صديقنا الباحث الالماني يقول : لبنان ليس غوانتانامو يا سيد ميليس
وللحديث بقية