سورية تتوقع عقوبات اقتصادية ولديها القدرة علي تجاوزها لمدة 29 شهرا

الاخ مزاجي، ويقود الحرس الجمهوري، والاخت تعرف بالسيدة الحديدية، زوجها يقود الاستخبارات العسكرية، والرئيس يقوم بادارة الثلاثة بادارة ديكتاتورية بدون ديكتاتور . ويقول دبلوماسيون ومحللون نقلت عنهم صحيفة واشنطن بوست ان الاربعة يمثلون شركة تعمل بمثابة القيادة لسورية اليوم، والتي تعاني اسوأ الأزمات التي تمر عليها منذ وصول الرئيس السابق حافظ الاسد الذي توفي عام 2000، وذلك بعد التقرير الذي قدمه القاضي الالماني ديتلف ميليس، واتهم فيه مسؤولين من المؤسستين الامنية اللبنانية والسورية بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.



ويقول المحللون انه في ظل الأزمة التي تتعرض لها سورية فان دائرة الرئيس، عائلته تكون غالبا مصدر قوته ومصدر ضعف آخر، وإذا ثبت تورط احد من أقاربه في عملية الاغتيال فبشار الاسد وحكومته يواجهان خطر السقوط. وكان ميليس قد ذكر تحديدا صهر الرئيس آصف شوكت، وشقيقه ماهر. ونقلت الصحيفة عن مسؤول امني سوري قوله ان ما يجري يدور حول المصلحة، يقولون، علينا حماية انفسنا واذا سقطنا نسقط جميعا . ويعتقد المحللون ان سورية بامكانها الخروج من الازمة طالما ظلت الدائرة العائلية متماسكة، واي تغيير يجب ان يحصل من الداخل وليس من الخارج. وفي هذا السياق يقول فلينت ليفيرت مؤلف كتاب عن سورية وبشار الاسد محاكمة بشار بالنار ان طالما ان افراد العائلة لا يقومون بالتآمر ضده اي بشار سيكون من الصعوبة بمكان الحديث عن انقلاب ناجح .. ولكن ليفيرت الذي عمل في مجلس الامن القومي، يقول ان هذا لا يعني عدم وجود سيناريو يحاول فيه اشخاص الاطاحة بالرئيس السوري.

ويقول استاذ في جامعة دمشق لا احد يسمع، لا احد يقرأ، لديك مجموعة من الأشخاص الذين يتحكمون في القرارات السياسية . واعتمد حافظ الأسد علي طائفته العلوية في الأمور العسكرية والامنية، واقام علاقات مع الغالبية في البلاد، خاصة جماعات المصالح، والحزب الحاكم البعث، مما جعله شخصية مقبولة داخل البلاد، وفي المقابل فان بشار الذي ورث شكل الدولة من والده، يفتقد الي قدرات والده، حيث لم يبد اي اهتمام بالطائفة العلوية وقيادتها وركز كل السلطات في يد مجموعة من المقربين. ويقول محلل سوري ان حافظ الأسد لم يقد البلاد، بل العائلة، والطائفة والجيش، أما الرئيس بشار فليست لديه هذه القدرات القيادية .

ويقول مثقف سوري ان آصف شوكت لعب دورا في تعزيز الحكم السوري، وهو شخصية قاسية لكنه يعرف ما يقوم به. اما ماهر، فلا يرى في الاضواء العامة، ويعرف بمزاجيته الشديدة. وبالنسبة للشخصية الرابعة بشري فهي توصف بالشخصية القوية التي تقوم بتعزيز موقع زوجها ومصالحها.

ويعتقد ان المشكلة في بشار، لا تنبع من شخصيته ولكن من فقدان التجربة، وهو بهذه المثابة ليس قائدا طبيعيا ويعتمد علي القرار الجماعي والتشاور. ولكن تقليص الدائرة المحيطة ببشار عمل في صالح شوكت، فالساحة كما يقول مثقف سوري خالية، خاصة بعد انتحار كنعان، مما يعني ان هذه الاجواء تناسب شوكت. والخطورة في الوضع السوري ان اي تحرك من بشار ضد اعضاء دائرته المغلقة ستكون له انعكاسات خطيرة، فاي تحرك من هذا النوع يعتبر خطاً أحمر.

ورفضت سورية، تقرير ميليس باعتباره مسيسا، ومع انها لم تقدم حتي الان سياسة منسجمة مع الضغوط الدولية التي تقودها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وتطالب بالتعاون الكامل مع ميليس وفريقه، إلا ان النظام السوري بدأ خطوات داخلية للحصول علي الدعم الشعبي فقد اشار معلقون الي ان قرار الحكومة السورية الذي اعلن عبر وكالة الانباء الرسمية سانا اعادة النظر في قرار صدر قبل 43 عاما بشأن مواطنة الاكراد السوريين، يهدف لخلق جبهة موحدة ضد الضغوط الدولية. ولكن هذه الخطوة الاخيرة لم تؤثر علي المشاعر القلقة داخل الرأي العام السوري من عقوبات اقتصادية يعتقد مسؤولون في سورية انها صارت شبه مؤكدة. وحتي الان لم يظهر الرئيس بشار في الصورة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وتقول صحيفة نيويورك تايمز ان العديد من السكان يشعرون بالحيرة لتردد بشار الأسد في الظهور ومخاطبة السوريين. ولكن مسؤولين نقلت عنهم الصحيفة قالوا ان المسألة ليست ترددا بل عدم قدرة القيادة العليا التعامل مع الأزمة التي لا تطال قيادة مؤثرة فقط بل عائلة الرئيس نفسه. ومن هنا فبشار يواجه أزمة كبيرة، فهو مطالب بمواجهة الضغوط الدولية، عائلته والرأي العام السوري. ويعتقد محللون ان بشار لن يوافق علي تسليم اي من افراد مجموعته للتحقيق معها. ويقول محللون اقتصاديون ان سورية بامكانها تجاوز العقوبات الاقتصادية لمدة 29 شهرا، من خلال استخدام رصيدها النقدي.

وتخضع سورية منذ فترة طويلة لعقوبات امريكية.

ومنذ ادراج سورية في اللائحة الامريكية للبلدان التي تدعم الارهاب في 1979 وحتي القانون الذي فرض عقوبات اقتصادية وسياسية علي سورية في كانون الاول (ديسمبر) 2003، قلصت واشنطن تدريجيا اتصالاتها بدمشق. وفي ما يأتي ابرز العقوبات المطبقة:

ـ حظر اي مساعدة اقتصادية او عسكرية امريكية لسورية.

ـ حظر اي مشاركة او مساعدة اقتصادية دولية لسورية.

ـ لا يحق للرعايا الامريكيين اقامة علاقات مالية مع سورية.

ـ حظر تصدير منتجات التكنولوجيا الرفيعة المستوي المخصصة مبدئيا للاستخدام المدني والتي يمكن استخدامها لغايات عسكرية.

ـ حظر تصدير المنتجات الامريكية الي سورية باستثناء المواد الغذائية والطبية.

ـ لا يحق للمصارف الامريكية اقامة علاقات مع البنك التجاري السوري.

ـ ارصدة بعض الافراد او الشركات السورية في الولايات المتحدة مجمدة.

ـ المجال الجوي الامريكي مقفل امام الطائرات السورية.

ـ السفير الامريكي في دمشق قد استدعي.

وثمة ايضا تدبيران واردان في قانون العقوبات علي سورية لم يستخدمهما بعد الرئيس جورج بوش، وهما:

ـ تقييد تنقلات الديبلوماسيين السوريين في الولايات المتحدة.

ـ خفض الاتصالات الديبلوماسية.

"القدس العربي"