تعجبت في البداية من تساؤلات كثير من الزملاء من غير المسلمين :

الحل لأي شيء ؟ الحل لماذا بالضبط ..............

فكنت أقول في نفسي : هل هؤلاء مغيبون عن الحياة او فاقدو الوعي الى هذه الدرجة ! ام انهم ( يستعبطون ) مع الاعتذار عن اللفظ !
لكن كانت هكذا خواطري ..................حتى وردت على بالي فكرة ( شمولية الاسلام ) وأنه منهج حياة كامل للفرد والجماعة , وان هذه ميزة يتفرد بها هذا الدين الفريد لاتتوافر لاديان وعقائد الميثولوجيات والملاحم الاسطورية مما تتحدث عن الضمير ( كان ) و ( سوف يكون ) ولا علاقة لها بوضعية ( الآن ) و ( اللحظة ) ماذا نفعل فيها وكيف ننظم حياتنا فيها ,فأين النهج الرباني المتكامل الشامل الذي يضع لنا الخطوط العريضة ورؤوس الاقلام التي ننسج على منوالها ونستهدي بهداها !!

نعم تذكرت هذا ...........وتذكرت ايضا - وعلى الفور - قول الله تعالى :

وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ

وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ .

لابد - عقلا - اذا كان هناك اله : ان يضع لنا ( خطة عمل ) ان صح التعبير , نترسم خطاها , لانه هو الاعلم والاحكم بلاشك !

فقد أدلت كل العقول والخبرات والتجارب البشرية على مر التاريخ بدلوها في هذا المضمار بما تنطوي عليه من مآرب سامية أو خسيسة , وبما تحمل في طياتها من أهداف مسبقة قد تخدم المصالح الشخصية لفرد أو جماعة أو حزب على حساب البشرية كلها ! . وكم ذاقت البشرية من ويلات من افكار امثال كارل ماركس ولينين وستالين وغيرهم ممن حاولوا وضع نظرية متكاملة - زعموا - لتنظيم المجتمعات البشرية .

اذن هل يعقل يارجل ألا يكون لربنا وراعينا ومربينا منهجا محكما غاية الإحكام يوفر علينا تلك الجهود الضائعة و الحيرة المستمرة وتقليب الابصار في السماء بحثا عن منهج ينظم حياة المجتمعات البشرية بشكل عادل وأقرب للكمال من افكار ونظريات وطروحات البشر الظلمة الجهلة الذين ليست لهم الرؤية البانورامية المتكاملة لجوانب الحياة والكون وحياة الفرد والجماعة وحقيقة وطبيعة النفس البشرية وتنظيم العلاقات بين هذا كله وصياغته وسبكه بشكل متوازن وعادل حتى لاتطغى حقوق الفرد على الجماعة ( كما في الرأسمالية ) او حقوق الجماعة على الفرد ( كما في الاستراكية ) بل يحدث التوازن والتوسط بين الطرفين ( كما في الاقتصاد الاسلامي ) .

بالله عليك : من يستطيع وضع مثل هذا النهج الا من احاط علما بكل شيء !


وفعلا : صدق الله :

وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ


ونحن عندما نقول : الاسلام هو الحل : فإناا نختصر ونختزل كل هذا الكلام في عبارة بسيطة جدا نعبر بها عن شمولية هذا وصلاحيته للحكم وضبط المجتمعات في كل زمان ومكان .

تلك هي النظرية الاسلامية والدستور الاسلامي الذي وضعه الله لنا .

أما الحديث عن الاشخاص فله ميدان آخر ليس موضوع تحكيم الشريعة هو المكان المناسب له في رأيي الخاص لاننا حينئذ نكون خلطنا الحابل بالنابل : فهل نتحدث عن نظرية ام اشخاص ؟

ودمتم .