حافظ الشيخ صالح

جيّدٌ أنْ يستقبل نائب رئيس الوزراء/ وزير الشئون الإسلاميّة، الشيخ عبداللّه بن خالد آل خليفة، عدداً من الأكاديميين والباحثين في التاريخ، استعداداً لمؤتمر الخليج العربيّ القادم عن التاريخ، ولتأسيس الجمعيّة الخليجيّة للتاريخ. لكنْ لفتَ نظري، ولفتَ أيضاً أنظار آخرين من الـمُهتمّين أنه يوجد من بين الذين استقبلهم الشيخ عبداللّه، من هم من الصفويين (ولا أقول الشيعة أو الإثنيعشريّة)، من الموغلين في الصفويّة، ومن غلاة المتعصّبين.

ولقد أبدعتْ قبل برهة، ولاتزال تبدع، الزميلة الأستاذة سميرة بنت رجب في تحليل الصفويين في البحرين، وتبيان غاياتهم واستراتيجياتهم، وخطوطهم وخيوطهم، وبيان الشرّ الـمُستطير الذي يُشيعونه في البحرين، وفي الخليج، والشرّ الذي يُضمرونه للبحرين والخليج العربيّ، ويُشيعونه يوميّاً في أوساط طائفة الإثنيعشريّة. إنّ عِلمَ التأْريخ والتدوين التأْريخيّ والتوثيق هو من أخطر الأبواب على الإطلاق، التي يتسلّلُ من شقوقها الصفويون ومعشر الشعوبيين والحاقدين ومَرضى القلوب، ومعشر المترصّدين والـمُتربّصين بالمصبّ الرئيس، هذا الذي هُو وحدَه (أكرّر: وحدَه قصراً وحصراً) مَنْ حفظ لحمة الأمّة على تعاقب القرون، من لدُن العهد النبويّ الشريف حتى هذه الساعة، فهُو مفهوم كيانيّ ومصيريّ أساسٌ، لا مُساومة فيه ولا مُقايضة، ولا مُهادنة ولا مُداهنة، وإنْ انفقأتْ من القهر والحسرة مرارة الصفويين والشعوبيين والذين على منهاجهم والـمُتعاطفين والـمُتلاقين بالباطل معهم.

بابُ التأْريخ والتدوين التاريخيّ والتوثيق ليس هُو باباً هبيطاً حتى يتسلّقه هكذا ويدخل منه علينا الصفويّون والشعوبيون، ومَنْ والاهُم ووافقهم وانتسبَ إلى فكرهم واستراتيجيّتهم الشعوبيّة الفارسيّة، فلا تنفع هاهنا الغفلات والغفوات، ولا تنفع السذاجات السلطويّة والمكتبيّة (البيروقراطيّة) والـمُجاملات الاجتماعيّة، كما لا تنفع هاهنا ألبتة مُحاولات استرضاء الصفويين والشعوبيين، والتقربات إليهم وتقريبهم، فضلاً عن المسارعة فيهم، «يقولونَ نخشى أنْ تصيبنا دائرةٌ«، بنصّ الكلم القرآنيّ. وهذا الكلام أسُوقه هاهنا شخصيّاً، وفي إلحاحٍ بليغٍ وقوي وشديدٍ، إلى الشيخ عبداللّه بن خالد، فلينظرْ النظر الحصيف في هؤلاء وأمثالهم، وليفرزْ ولـيُميّز ويُفرّق، ولا يغرّه كلامهم السيّال المعسول، فلا نريد أنْ تؤتَى كلّ مشاريع التأْريخ والتدوين التأْريخي والتوثيق، من قِبَلِ الحاقدين، الـمُترصّدين الـمُتربّصين، من صفويين وطائفيين وشعوبيين وأشباههم، ومَنْ هُو على استراتيجيّتهم، ذات المراحل الـمُتدرّجة الـمُتدحرجة، ومنهاجهم كالذي يُطبّق الآن بحذافيره الفارسيّة في القُطر العربيّ العراقيّ، من شتى الجهات وعلى جميع الـمُستويات. إننا نرى الآنَ، ومن ثلاث أو أربع سنوات، هجمة صامتة، ولكنها ماضية وشرسة وعاتية، على هذا العِلم (علم التأْريخ والتوثيق التأْريخيّ والتدوين) وعلى هذا المجال، من جانب أفراد ومجموعات من الصفويين والشعوبيين الحاقدين، في جامعة البحرين وفي غير جامعة البحرين، ومن شقوق في الدولة والسلطة، هي شقوق شتى، بينما لا مُجيب ولا مُستجيب، في الدولة والسلطة، لتحذيرات الغيارى والـمُخلصين والخائفين، فالمهمّة، أيْ مُهمّة التصدي للصفويين والشعوبيين، في هذا الميدان الخطر والخطير بالذات، وطردهم صاغرين من هذا الميدان، بعد فرزهم وتمييزهم، لا يُمكن أنْ تنهض بها جهة واحدة، ولكننا نضعُ هذا الكلام، أيْ الذي في السطور السالفة، على طاولة العمل والقرار للشيخ عبداللّه بن خالد، وعلى طاولة العمل والقرار للدكتورة الفاضلة رئيسة جامعة البحرين، وحذارِ وحذارِ، ثمّ حذارِ، من الغفلات عن هذا الميدان، ومن الاسترضاءات، هذه الاسترضاءات التي صارت مُسرفة أيّما إسراف، على كلّ الأصعدة تقريباً في البحرين.

وإلا فستقرؤون في المستقبَل القريب، غير البعيد، تواريخ صفويّة وشعوبيّة للبحرين والخليج والجزيرة العربيّة، وسيتعلّمُ أولادنا وبناتنا في جامعة البحرين (وغداً في المدارس) مناهج صفويّة وشعوبيّة، تشتتنا، نحن أهل البحرين والإخوة العرب في البحرين، أيّما تشتيتٍ، إلى «كانتونات« و«غيتوات« معرفيّة وفكريّة، و«كانتونات« و«غيتوات« في مصبّ الهويّة العربيّة الجزيريّة (من شبه الجزيرة العربيّة الكُبرى) البحرينيّة. فالحذر الحذر، في شدّة وفي استمرار وفي مثابرة على ثغرِ هذا الميدان، يا نائب رئيس الوزراء/ وزير الشئون الإسلاميّة، ويا رئيسة جامعة البحرين، ويا كلّ وطنيّ وقوميّ من أهل البحرين، ومن معشر العرب في البحرين.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=149081&Sn=shkh