أنا امرأةٌ تبحثُ
في تيارات عمقهِ
عن طفلٍ مات …
تفتشُ في ضجة روحهِ
عن آخر ضوءٍ
أكلتهُ يدُ العتمة …
ترمي جرس صوتها المبحوح
_ المكبل بصهيل الألم _
بين كومةِ مشاعرهِ اليابسة
لعلها تُوقظُ فيه الذكريات …
لعلها تذبحُ فلسفةَ الشرِ
المتكاثر والماكث بداخله
بعدما تكسرت بين يديه
مفاتيحُ العبورِ لجنة الرحمة …

هو بقايا الإنسان العصري
والعاشق الوثني
والشاعر الصوفي
والرجل الملقى
على صدر الطفولة ...
اليوم أراهُ يراسلُ ماضيه
يقلبُ صفحاتَ ذكرياته المعلبة
كأنهُ أستهلكَ كل ثواني العمر
ووقف الآن وحيداً
يحاربُ عفريتَ الكهولة …

أنا المذنبةُ بجريمة العشق
لأني عشقتُ
_ بكل تطرفي

توتري


توحدي _
تقلباتَ المناخِ
فوضى الكوارث
حالات الفصول
وأنا التي عبدتُ
حضارة الربيع …
ويا ليتني جنيت ثمار
تصوفي وتعبدي …
أنا التي نزفتُ الحب
وعرشَ على جدران جسدي
النور والعطر
قادني قلبي المقيد
مع قلبٍ يضيع …
يحارب الدفء
بدم متجمدِ …

هو الطائرُ الذي ينفردُ
بكسر أجنحة الطيور …
بأكل الموائد
بنهب الشهوة
برشف الخمور …
هو السكيرُ الذي
عبد آنية النوم
ففقد شهية الروح
أصبح ميتاً يمشي
حجراً يتكلم
ريحاً ترقص
على وجع القبور …

أنا وهو
أُنثىً وذكر
كلانا
حكايةٌ وشيكةُ النهاية
أنا من يكره الخاتمة …
كلانا
كأسٌ بها رشفةٌ واحدة
أنا التي عنها صائمة …
كلانا
جرحٌ ينزفُ تعباً
أنا من تحميه بالنذور …

أنا وهو
أُنثىً وذكر
كلانا
أمنيةٌ تنتظرُ المهدي
يا ليته هو
يبثُ فيها روحاً دائمة …
ويجعلُ الحبَ من جديدٍ
في صدورنا يثور …



:wr: