من الصعب على قبيلة آل خليفة أن تتخلى عن إرثها وديدنها وأن تتعايش مع الأجواء التي يعيشها المجتمع الدولي والدعوات المنادية بالإصلاح وتفعيل دور الشعوب، لأن القراصنة القدماء الجدد الذين تعودوا على الغدر والبطش لا يمكنهم أن يتحولوا إلى ملائكة بين ليلة وضحاها خصوصاً مع وجود قوى المسايرة للنظام التي تخشى أن يحرج النظام من حراكها وتراقب جماهيرها في كل شاردة وواردة خوفاً أن لا تجرح كرامة رموز النظام أو أن يخدش كبريائهم وعلى الشعب المحروم أن يذهب للجحيم.

لقد أثبت نظام آل خليفة بما لا يدع مجالاً للشك أنه غير قادر على التنفس في أجواء حرية التعبير والحراك المطلبي السلمي الذي يمارسه شعب البحرين بكل تحضر وأنه لا يمكنه أن يتعامل مع المواطنين البحرينيين بعيداً عن القبضة الحديدية وسياط الجلادين..ففي السابق كان التعذيب يمارس بشكل فاضح وعلى رؤوس الأشهاد وكانت السجون صغيرة إلا أن اليوم وفي العهد الذي يسمونه زوراً وبهتاناً عهد الإصلاح فإن البحرين قد تحولت بأسرها إلى سجن كبير لا يتمكن الإنسان فيه من المطالبة بحقوقه ورغيف خبزه فهو موعود بجلاوزة النظام من مواطني دير الزور أو حضرموت أو بلوشستان كي يمرغوا أنفه في التراب وأن يمتهنوا كرامته ويعتدوا على شرفه.

إن ما حدث من قبل جلاوزة آل خليفة اللئام من جرم اقترفوه في حق المواطن المعدم الفقير موسى عبد علي شامخ الأنف قوي البأس لهو وصمة عار في جبين آل خليفة تضاف إلى سجلهم الأسود الذي لا تنظفه تطبيلات المطبلين أو دعم الداعمين بعد أن أصبح كالشمس الواضحة وانكشف للعالم بأسره.

إن جرائم جلاوزة الغدر والعار من المرتزقين وأزلام نظام آل خليفة لهي دليل على أن هذا النظام المتسرطن لا يمكن علاجه إلا بالبتر من الجذور لأنه فشل في التعاطي مع شعب البحرين المسالم خارج إطار الأسياط والبلطجة وأنه يحن إلى أيام قانون أمن الدولة الذي أسقطته دماء الشهداء وتضحياتهم الغالية التي كاد المرجفون والمطبلون أن ينسوها ويهيلوا عليها تراب النسيان.

وسوف تبقى هذه الجريمة الشنيعة واضرابها سبباً لأن ينكس آل خليفة رؤسهم ويطأطئوها ومبرراً للطعن في شرعية نظامهم القائم على البطش والتنكيل والقمع وتوظيف شتى الأساليب القذرة التي عفا عليها الزمن ولم يسبقهم إليها أجدادهم من بني صهيون.
إنها دعوة لكل الشرفاء من أبناء هذه الأمة التي ابتلاها الله وامتحنها بنظام سرطاني لا تجدي معه العقاقير التقليدية والمسكنات؛ فهو بحاجة إلى البتر من أجل ان تكتب لهذه الأمة العزة والأنفة والسؤدد.

لقد أثبتت كل دعاوى الحفاظ على السلم الأهلي عدم مصداقيتها وتلاشت بعد أن اصطدمت بصخرة الواقع المرير الذي كرسه آل خليفة منذ أن جاءوا إلى البحرين غزاة لهذه الأرض الطيبة وأصبح رموز الدين والوطن من الأحرار والشرفاء على المحك فإما أن ينتصروا لهذا الشعب المظلوم وينتصروا لكرامته وشرفه أو أن يؤدي الضغط النفسي على المواطنين إلى حدوث انفجار لا تحمد عقباه بسبب الممارسات اللا أخلاقية والتي لا تمت للإنسانية بصلة او علاقة..لقد حان أن ينكشف للعالم بأسره زيف مشروع الشيخ حمد ومن الواجب علينا جميعاً أن نذيب الجليد ليظهر الوجه الحقيقي البشع للنظام دون مستحضرات التجميل التي يبدو أنها على فعاليتها إلا أنها أثبتت فشلها في تجميل النظام وإظهاره بالمظهر الديمقراطي.

إن الحبر الذي كتبت به أدبيات منتدى المستقبل لم يجف بعد، وقد عجزت كوندوليزا رايس عن أن تقدم البحرين نموذجاً للتجارب الديمقراطية في الشرق الأوسط الأمريكي..إن نظاماً لا يخجل أن يكشف عورته أمام الملأ فإنه نظام بات يتحلل وأصبح في أشد حالات السرطان حرجاً مما يجعل علاجه ضرباً من المستحيل فإما أن يجتث من جذوره أو أن البحرين لن ترى الخير بعد اليوم.

إن العاطلين الشرفاء من أبناء هذا الوطن الكبير بأهله مطالبون أن يسجلوا موقفاً تاريخياً يكون ذخراً للأجيال القادمة في حراكها المطلبي فالصمود هو الحل وإلا استشرى السرطان الخليفي في جسد الأمة بأجمعها مما يفسح أمامه المجال واسعاً من أجل أن يتسرطن الجسد بأكمله.