أسدلت عيني
أرهفت أذني للمرة الثانية
يجتاحني نبض الصخور
المقلة تحتجّ والصخر ينتحب
والسير يتصبـّب
أعملت فكري للمرة الثانية
في البدء كان الكلمة" "
أنـّى لي أن أعتّق الكلمات؟


في ريش إحدى الأمسيات
اختبأت أغنية
سكنني جني ثم لاذ بالفرار
فقلبي ترتيلة وأحشائي رقيّة من نور ونار

زوابع الكلمات ترهقني
ويصيح صائح بي
الشعر هو حروف
والحروف رسوم
تتخمر في رحم الخواء
فما هي العملة ومن هو الشاري؟
أفكر في جدوى العشق, ثم المراثي
فأكف مضنيـّةً في ملكوت السأم, والصمت

يا للهول!

عَلَق الأشخاص يربكني
هم واحدٌ وأنا المياه
سأنام ليستفيق تراب الكون
لأنجب البر وأغسل العبق
عسى أحدهم أن يضل الطريق

أنقذ نفسك بي,رتب حروفك في هَذ َري
على حافة جرفك أنحني
لاأسقط, بل أطير
أعتصم في دمي, في هول الانهزام الفريد

صرختُ آخر الصرخات
لثمتُ آخر الدموع
ثم جريتُ الى الرقاد
وتلحـّفتُ بالظل وبالحبل
تكتلتُ كجنين لم يكتمل
استسلمتُ للغزو
وغفوت

كم ثمن فتاة حزينة؟

ليس للريح طَـرَفٌ ولا مكيال
على حافة الجرف لاأخاف
فقد تركت ليلَكَ يحميني
أنت تجري في السوق وأنا العملة
تبدلني تبذرني تسرقني
مراراً تقفز الريح مني وتسقطك
على وسائد, على قصائد,
على حناجر وأصابع
تعزف أنشودة الغياب

وفي قبر ذلك الصبر
كنت أعتّق الكلمات
ما نفع الرسم واللون أمام ذلك الرِّبا؟
وشرارة الفجر من يسرقها
من ينتشلها من جيب الظلام؟
ومن يعرّي الأفق المورّد بأحلام القشور وآفات الطنين؟

ظننت الحياة أريكة
فقلت أرتاح
لكن الانتظار يبصق على النهار
ويرفسه نحو ظلمة الوداعة
واللااختيار

أبشر
لا أمتثل إلا لطاغوتك
فقد أُقفلت ليالي الصيف على ملح البحر
وأُوصدَ الليل على الظلام
الآن, فقط الآن
أستطيع أن أكمل اغفاءتي
فقد تلاشت أصداء الصرير
وانفتحت أبواب الهياكل
للانبعاث,
لخشوع السنين