لقد قمت بتبسيط و توضيح أسلوب المؤمنين في النادي في المحاججة. هم يبنون حجتهم على الجهل، فكلما تساءلوا عن ظاهرة معينة، إما أن يرفضوا تفسير الملحد لها أو يتخذوا من جهله دليلا على وجود اللـه.

فمثلا استشهادي المستقبل يسألنا عن أصل المادة، فإذا جئناه بتفسيرات منطقية و نظريات علمية، يرفضها كلها على أنها قاصرة عن التفسير، و يقول أن اللـه هو التفسير الوحيد. و إذا سألنا الاستشهادي عن شيء آخر و قلنا له أننا لا نعلم تفسير ذلك، احتفل الاستشهادي بجهلنا و أعلن أن التفسير الصحيح هو وجود اللـه.

ففي الماضي لم يعرف الناس سبب الرعد و البرق، فنسبوهما الى آلهة غاضبة مزمجرة. و لم يعرفوا سبب وجود النباتات، فنسبوها الى آلهة الخصب و التربة. و لم يعرفوا عن الشمس شيئا، فقالوا إنها عين اللـه المنيرة. و لكن جاء العلم بما لم يعلموا، و وجد العلماء تفسيرات طبيعية لكل ما سبق و أكثر، و اندحرت الآلهة شيئا فشيئا، و إختفت إلها تلو الآخر.

و الان يبني المؤمنون ايمانهم باللـه على الجهل بأصل المادة، او أصل الحياة، او العقل، و كل ما نجهله يصبح لهم أساسا لوجود اللـه، فإذا علمنا بشيء يُسحب البساط من تحت قدمي إلههم و يتبخر، فيبحثون عن شيء آخر نجهله لكي يستدلوا به على إلههم! فيسألون عن سبب وجود النظام كذا، او الالكترونات، او العين البشرية، الخ الخ الخ، و يسألون ألف سؤال على أمل أن نجهل الاجابة، فينسبونها إلى إلههم الخفي، و تصبح هذه "أدلة" على وجود اللـه.

لم أجد و لم أقرأ في حياتي أي دليل على وجود اللـه قائم على العلم، بل كل أدلتهم قائمة على الجهل او الجهل المزعوم.

و بئس الدليل ان كان الجهل دليلا.


هذه هي الرسمة التوضيحية، صنعتها خدمة للمؤمنين لكي يستعملوها وقت المحاججة، فهم لا يملكون دليلا اخر او اسلوبا أفضل: