لا اله الا الله ..



عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا

فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء

وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء

حتى يصير على قلبين

أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض

والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه

رواه مسلم .

هذا الحديث ايها الاخوة يتحدث حول فتن الشهوات والشبهات الفكرية التي تعرض للعبد المؤمن , والتي يلقيها شياطين الانس والجن , حول وجود الله وملائكته وكتبه ورسله وحول صدق ماجاءت به الرسل الكرام من عقائد الاسلام ..

يقول صلى الله عليه وسلم :

تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا

فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء

وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء

حتى يصير على قلبين

أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض

والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه

يقول ابن القيّم :

شبه عرض الفتن على القلوب شيئا فشيئا كعرض عيدان الحصير شيئا فشيئا , وقسم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين :

1- قلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها كما يشرب السفنج الماء فتنكت فيه نكتة سوداء فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس وهو معنى قوله كالكوز مجخيا أي مكبوبا منكوسا فإذا اسود وانتكس عرض لهمرضان خطران متراميان به إلى الهلاك :

أحدهما : اشتباه المعروف عليه بالمنكر فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة والحق باطلا والباطل حقا

الثاني : تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وانقياده للهوى واتباعه له وقلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها فازداد نوره وإشراقه وقوته

والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها..

وهي

فتن الشهوات وفتن الشبهات

فتن الغي والضلال

فتن المعاصي والبدع

فتن الظلم والجهل

فالأولى توجب فساد القصد والإرادة

والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد

انتهى كلامه رحمه الله تعالى .

ان طاعة الله تنقسم الى قسمين : علم وعمل .

نتعلم دينه ثم نعمل به .

وان الواقع الذي يواجه المسلم فيه مضادان لهذا العلم والعمل ..

فتن الشهوات : تمنع العمل الصالح وتسبب فساد حب الانسان للخير وطاعة الله . وسببها الهوى .

وفتن الشبهات : تمنع العلم النافع وتسبب فساد ايمان العبد بالله ودخول الشيطان من أوسع أبوابه . وسببها الجهل .

فعليكم اخواني بطلب العلم النافع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , فهذا زمن الفتن !

وإن كان نبي الله ورسوله وخليله ابراهيم يدعو الله بأن يقيه عبادة الاصنام وخاف على نفسه منها فماذا نقول نحن ؟


وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ

رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( سورة ابراهيم ) .

نسأل الله تعالى حسن الخاتمة .


(f)