حتى نتذكر فضل رسولا الاسلام علينا العودة الى عام 618 . كان العرب المتحضرون يعيشون في المناطق الداخلية من الشام و مركزهم (بصرى) جنوب دمشق و هم الغساسنة ... الفئة الاخرى هم المناذرة و كان مركزهم مدينة الحيرة (جوار الفالوجة اليوم).

غالبية المجموعتين اعتنقوا المسيحية . لكن المناذرة تحالفوا مع الفرس و الغساسنة مع الروم اثناء حروبهم الطاحنة.

الروم لم يراعوا حق حلفائهم العرب بقيام دولتهم , عند هدوء الحرب الفارسيى-الرومانية في اوائل القرن السابع , لم يراعي كلا الطرفين حق حلفائهم العرب في الحرية , فقد دمر الرومان الغساسنة قبل ان يؤسسوا دولة عتيدة تضم بقية الطوائف السامية في الشام.

ام المناذرة فقد قرر الفرس خطف بناتهم و تعمدوا اهانتهم ... و هو ما ادى الى قيام حلف فريد بين العشائر العربية.

في ذلك الوقت لم يجد هؤلاء العرب الوثنيين و المسيحيين سوى الهتاف ((منصور يا محمد)) اثناء هجومهم على الفرس ....

في ذلك الوقت كان محمد مطلوبا حيا او ميتا لقريش لشتمه الهة العرب .... و لكن حملهم هذا الشعار ((لعدوهم و شاتم الهتهم!!)) له دلالاتين:

- الحرب (معركة ذي قار) حرب ذات بعد عنصري و عدائي للعرب كشعب ... فالفرس العظماء ارادوا اذلالهم و تناسوا انهم ضحوا بكل شئ لمناصرتهم ضد الروم. فالعرب كانوا بامس حاجة لشخصية عظيمة توحدهم و تنافس عظماء الفرس ... فلم يجدوا افضل من هذا صاحب الدين الجديد المطارد!! كان يشعرون بغطرسة و عنصرية الفرس.

- الرسول محمد فرض احترامه على اعدائه ... فهم يؤمنون بسموه الاخلاقي و تميزه الحضاري ... لكن عدائهم له نبع عن خوفهم علىمصالح زعمائهم.

http://www.samiyusuf.com/video/mv_real/almu_128.rmvb