{myadvertisements[zone_1]}
الولاء و البراء (مختصر و للفائدة)
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #1
الولاء و البراء (مختصر و للفائدة)
بسم الله الرحمن الرحيم

تحياتي يا جماعة، هذه المادة المبسطة وجدتها أثناء بحثي في قضية الولاء و البراء، و أضعها لكم هنا للفائدة فقط و لا أقصد وضعها لفتح نقاش مع فلان أو فلانة حولها لكنها مع ذلك مفتوحة للتعليق و إبداء الرأي...

نواقض الإيمان:

يمكننا حصر الأمور التي تكون سببا في الخروج من دين الله عز و جل بأنواع أربعة هي:
1) إنكار الربوبية و الطعن فيها.
2) الطعن في الألوهية.
3) الطعن في أسماء الله عز و جل و صفاته.
4) إنكار الرسالة و الطعن في صاحبها صلى الله عليه و سلم.

و قد جئت على ذكر هذه الأمور الأربعة لوضع محددات عامة لما قد يكون عليه الكفر، و إن شاء الله أن لا أكون قد سهوت عن أي شيء آخر.

أما عن المسبب الخامس فهو الأهم و هو المدلل على عقيدة الولاء و البراء ألا و هو:
5) الرضا بالكفر و عدم الرضا بالإسلام:
مثالها: إن قال أحد صدقت لمن أنكر الشهادتين، أو كذبت لمن نطق بهما. و تتخذ هذه عدة أساليب منها:

1) عدم تكفير الكافرين من ملحدين و مرتدين و مشركين، و يتخذ هذا الأسلوب صورا مختلفة كالشك في كفرهم أو تصحيح أي مذهب من مذاهبهم الكافرة (محمد عبد الوهاب: "الجامع الفريد"، نواقض الإيمان، ص277) أي "قال عن مذاهبهم او البعض منها أنه صحيح". هذا بشأن المذاهب التي اشتهرت بكفرها كاليهود و النصارى، أما المذاهب التي لم تشتهر بكفرها فيجب التريث بالحكم حتى يتبين الأمر بصورة قاطعة (كالشيعة و الله أعلم).

2) موالاة الكفار (المادة القادمة مأخوذة من كتاب الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين، ص181-194):

أ- معنى الموالاة: الموالاة مشتق من الولاء، و هو الدنو و التقرب، و الولاية ضد العداوة، و الولي عكس العدو، و المؤمنون اولياء الرحمن، و الكافرون أولياء الطاغوت و الشيطان، لقرب الفريق الأول من الله بطاعته و عبادته، و قرب الفريق الثاني من الشيطان بطاعة أمره، و بعدهم عن الله بعصيانه و مخالفته.

و من هنا يتبين أن موالاة الكفار تعني التقرب إليهم، و إظهار الود لهم، بالأقوال و الأفعال و النوايا (و في هذا تناقض عجيب ما أعرفه و أعلمه من مبادئ الإسلام و الإنسانية، فأبسط مثال هو سماح الإسلام للمسلمين أن يتزوجوا من أهل الكتاب (الكفار) و الله قال في كتابه العزيز "و جعل بينكم مودة و رحمة" فكيف ينهانا تارة عن مودتهم ثم يقرها لنا في مواضع أخرى؟؟؟ و لا أعني هنا تناقضا في مبادئ الإسلام و إنما فهم الفقهاء لهذه المسائل و لبيان ذلك حديث قادم إن شاء الله). و ذلك لأن من معنى شهادة ان لا إله إلا الله نفي استحقاق العبادة لغير الله عز و جل، فلا يكفي في تحقيق هذه الشهادة أن يعبد الإنسان ربه، و بناء على هذا يتحدد موقف المسلم الذي يتفق مع الشهادتين من أعداء الله و أعداء دينه من الكفار و المشركين و المرتدي، و يتبين الحد الذي يجب أن يقف عنده المسلم و لا يتجاوزه من أجل الحفاظ على دينه و إيمانه في معاملتهم و بناء العلاقة معهم.

فإذا تخطى المسلم هذا الحد و دخل في طاعة الكفار و أظهر الموافقة على دينهم الباطل، و أعانهم بالنصرة و المال، و والاهم، و قطع الموالاة مع المسلمين، و جعل علاقته معهم أهم من علاقته مع المسلمين، فقد صار منهم و ارتد عن دينه، و كان كافرا من أشد الناس عداوة لله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم، و لا يستثنى من ذلك إلا المكره.

ب- الادلة على تحريم موالاة الكافرين:
ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تفرض على المؤمن قطع الولاء للكافر، و يدل كثير من هذه الآيات على كفر و ردة من قام بموالاة الكافرين و قطع موالاته لإخوانه المؤمنين، و من ذلك:
1- قوله تعالى:{لا يَتَّخِذِ المُؤمِنونَ الكافرينَ أولياءَ من دونِ المُؤمنينَ و من يَفعَل ذلكَ فَلَيْسَ منَ اللهِ في شَيءٍ إلاّ أن تتّقوا منهُم تقاةً} [آل عمران: 28]. فقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن اتخاذا الكافرين أولياء و أصدقاء و أصحابا من دون المؤمنين (هل "من دون المؤمنين" تعني ترك المؤمنين تماما و التوجه للكافرين؟ و إن كان نعم فهل يصح إذن مصادقة الكافرين مع عدم ترك موالاة المسلمين و القصد أن الشرط الموضوع في صياغة الكلام ينتفي هنا!!!)، و أخبر أن من فعل ذلك فليس من الله في شيء، قال ابن جرير عند تفسيره لهذه الآية: "و معنى ذلك: لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهرا و أنصارا توالونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شيء، يعني بذلك فقد برئ الله منه بارتداده عن دينه و دخوله في الكفر" (تفسير الطبري: 6/313).

و اما قوله تعالى "إلا أن تتقوا منهم تقاة" كقوله تعالى: "إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان"، و هو أن يكون المسلم مقهورا معهم لا يقدر على عداوتهم (يعني إن لم يكن مقهورا فعليه بعداوتهم؟ و أين "وجادلهم بالتي هي أحسن" و أين "و ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة"؟؟؟)، فيظهر لهم المعاشرة، و القلب مطمئن بالإيمان بالله، و مليء بالعداوة و البغضاء للكفر و أعداء الله.

2- قوله تعالى: {يا أيُّّها الذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا اليَهودَ و النَّصارى أَولِياءَ بَعْضُهُم أَولياءُ بعضٍ و من يَتَوَلَّهُم مِنْكُم فَإنَّهُ مِنْهُم إنَّ اللهَ لا يَهدي القَومَ الظَّالِمينَ (51) فَتَرى الذين في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أن تُصيبَنا دائِرَةٌ فَعَسى اللهُ يَأتي بالفَتحِ أو أمْرٍ من عِنْدِهِ فَيُصْبِحوا على ما أَسَرُّوا في أنْفُسِهِم نادِمين} [المائدة: 50-52]. فقد نهى سبحانه و تعالى عن موالاة اليهود و النصارى، و ذكر أن من والاهم كان منهم، لأن المتولي متبن لما عليه ذلك الكافر و راضٍ عنه، فيكون مثله من حيث الكفر.

و أما عذر هؤلاء الذين كفروا بموالاتهم لليهود و النصارى، فإن الله لم يقبلهُ منهم، و هو خوفهم من أهل الكتاب و سلطانهم، على مراكزهم و أموالهم و دنياهم.

3- قوله تعالى: {تَرى كَثيراً منهُم يَتَوَلَّوْنَ الذينَ كفروا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لهُم أنفُسُهُم أن سَخِطَ اللهُ عليهِم و في العذابِ هم خالدون (80) و لو كانوا يُؤمنونَ بالله و النّبيِّ و ما أُنزِلَ إليهِ ما اتّخَذوهم أولياء و لكنَّ كثيراً منهُم فاسقون} [المائدة: 80-81]. فبيّن سبحانه و تعالى أن الإيمان بالله و النبي مرتبط بعدم ولاية الكفار، فثبوت موالاتهم يوجب عدم الإيمان، بل رتب الله تعالى على موالاة الكافرين سخطه و الخلود في العذاب، و أخبر أن موالاتهم لا تحصل من مؤمن.

4- قال تعالى: {بَشِّرِ المُنافقين بأنَّ لهُم عَذاباً أليما (138) الذينَ يَتَّخِذونَ الكافرينَ أولِياءَ من دونِ المُؤمنينَ أيَبْتَغونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فإنَّ العِزَّةَ للهِ جَميعاً} [النساء: 138-139]. فجعل سبحانه و تعالى اتخاذ الكفار أولياء من أخص خصائص النفاق و أهله.

5- {لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنونَ باللهِ و اليَومِ الآخِرِ يُوادُّونَ من حادَّ اللهَ و رَسولَهُ و لو كانوا ءاباءَهُم أو أبناءَهُم أو إخوانَهُم أو عَشيرَتَهُم} [المجادلة: 22]. فقد أخبر سبحانه و تعالى أنه لا يوجد مؤمن يودُّ كافراً، و إذا كان سبحانه قد نفى الإيمان عمّن يودُّ أباه و اخه و عشيرته إذا كانوا كفارا، فمن والى الكفار الأبعدين أولى بأن لا يكون مؤمنا.

ج- أساليب موالاة الكافرين:
هناك أساليب عديدة تظهر موالاة المسلم للكافر، و قد أشارت النصوص إلى كثير منها، و من ذلك:
1- اتباع أهوائهم: و قد نهى الله عن اتباعها، قال تعالى: {و لنْ تَرضى عنكَ اليَهودُ و لا النَّصارى حتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إنَّ هُدى اللهِ هوَ الهُدى و لَئِنِ اتَّبَعْتَ أهواءَهُم بعدَ الذي جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لكَ منَ اللهِ من وَلِيٍّ و لا نَصيرٍ} [البقرة: 120].

2- طاعتهم فيما يأمرون و يشيرون، قال تعالى: {يا أيُّها الذينَ آمنوا إن تُطيعوا الذينَ كَفَروا يَرُدُّوكُم على أعْقابِكُم فَتَنْقَلِبوا خاسِرينَ} [آل عمران: 149].

3- الركونُ إليهم: و هو الميلُ و الرِّضى القلبي، قال تعالى: {و لا تَركَنوا إلى الذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ} [هود: 113].

4- إظهار الود لهم: قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوماً يُؤمنونَ باللهِ و اليَومِ الآخِرِ يُوادُّونَ من حادَّ اللهَ و رَسولَهُ} [المجادلة: 22]. لكن هذه النقطة بحاجة إلى تفصيل أكبر نظرا لعمومية اللفظ و تدرجه في المراتب، فالمودة تتدرج في المراتب، و الله عز و جل أخبرنا في كتابه العزيز: {... أن تبرّوهم و تقسطوا إليهم} و البر أعلى مرتبة و أكثر شمولية من الود، و الود هو مرتبة من مراتب التدرج إلى البر؛ و المرتبة المنهي عنها هنا هي المودة التي تؤدي إلى الموالاة و الاعتراف بالكفر أو بعضه و هذه من نواقض الإيمان المنهي عنها؛ أما المودة التي تقتضي حسن المعاملة و الاحترام و ما إلى ذلك من معاملات اجتماعية أقرها الإسلام فهي متروكة لتقدير المسلم و مقاييسه الخاصة للأمور دون تعدٍّ أو مخالفة لأمر شرعي صريح كما أسلف ذكره.

5- مداهنتهم و مداراتهم و مجاملتهم على حساب الدين: قال عز و جل: {وَدُّوا لو تُدهِنُ فَيُدهِنونَ} [القلم: 9].

6- إكرامُ الكفار و تقريبهم، و خاصة من الحكام، و مشاورتهم في الأمور الهامة، و اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين. و في هذا حديث قادم أيضا إن شاء الله تعالى.

7- التشبه بأعمالهم و عاداتهم و تقاليدهم، و أخذ الأمة بوسائل الترغيب و الترهيب و الإعلام و غيرها للتشبه بهم و تقليدهم في شؤون الحياة.

8- استعارة قوانينهم و مناهجهم في حكم الأمة و تربية أبنائها.

9- معاونتهم، و التآمر و التخطيط معهم، و تنفيذ مخططاتهم، و الدخول في تنظيماتهم و أحلافهم، و التجسس من أجلهم، و نقل عورات المسلمين و أسرار الأمة إليهم، و القتال في صفهم.

10- استئمانهم، و توليتهم المراكز الهامة، و تنصيبهم في أهم الوظائف و أخطرها.

11- تحسين أفكارهم و مناهجهم و قيمهم و تصوراتهم و الدعوة إليها.

فمن اجتمعت عنده هذه الأمور، أو قدر منها، و كان ذلك خلقا له و عادة فقد أقام الدليل على أنه راضٍ بكفرِ الكافرين، فيكون مثلهم، بل منهم.

ملاحظة: طبعا عندي ملاحظات و استفسارات كثيرة حول هذه المادة أطرحها لاحقا إن شاء الله...

و النص باللون الأحمر في النقطة الرابعة من أساليب موالاة الكفار تم الاتفاق عليه مع مؤلف كتاب العقيدة الإسلامية المدرس في كلية الشريعة و أصول الدين في الجامعة الأردنية (أعني مضمونه) و سيتم تعديل الطبعة القادمة إن شاء الله.
وبالنسبة للتعليقات الجانبية داخل الموضوع فما هي إلا تساؤل و لا أشكك فيها بالقرآن الكريم بل أتساءل عن فحوى فهم الفقهاء للآيات، أو قد يكون ربطي للمواضيع و المفاهيم ضعيفا فعذرا...

في انتظار أي مشاركة مفيدة (f)
12-26-2005, 11:39 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الولاء و البراء (مختصر و للفائدة) - بواسطة كمبيوترجي - 12-26-2005, 11:39 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الزواج من اهل الكتاب وعقيدة الولاء والبراء coptic eagle 2 1,232 07-22-2011, 02:47 AM
آخر رد: ahmed ibrahim
  الطوائف الدينية وجدلية الولاء الوطني (1) رائد قاسم 0 1,129 01-12-2010, 09:08 PM
آخر رد: رائد قاسم
  مناقشة العضو (..) فى عقيدة الولاء والبراء أنا مسلم 69 10,978 10-08-2008, 04:55 PM
آخر رد: Obama
  مصادر التشريع الإسلامي (للفائدة) كمبيوترجي 11 2,607 12-12-2005, 07:16 PM
آخر رد: كمبيوترجي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS