{myadvertisements[zone_1]}
الصابئة "المندائيون" حقيقنهم الدينية، ونظرة الاسلام لهم ..
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #3
الصابئة "المندائيون" حقيقنهم الدينية، ونظرة الاسلام لهم ..
الاختلاف ينبثق من تسمية الصابئين عندما أرجع عموم المفسرين هذه التسمية الى اللغة العربية، وما يراه العرب في أصل الجذر المهموز لكلمة ( صبأ ) بمعنى الخروج من حال الى حال آخر ، وهو الأسهل والبائن لأنه يعتمد على اللغة مع أن كل الأديان التي ذُكرت تسمياتها في الآيات المشار اليها لم يعتمد القرآن تسميتهم فيها على أساس الفعل لغويا، بل بمدلولهم المعتمد أي بالتسمية المعروفين بها إنتساباً أو صفةً . وقياساً تكون ( الصابئون ) تسمية لقـوم معروفين بهذه التسمية أصلآً. وإن كانت التسمية لغوية فهي إنما تنطبق على( ال ذين آمنوا ، والذين هادوا، والذين أشركوا) بسبب إستخدام كلمة " الذين " وإردافها بالفعل المعتمد لبيان الحال. والفعل لا يشكل ديانة بل أنــه يشـير الى عمليّــة، والعملية تنتهي بإنتهاء فعـلها فإن صبأ الصابئون ، كما فسرت لغة ،أي تحولوا، فـإلى ماذا تحولوا ؟ ومـا هي تسميتهم بعد التحول؟ أم أنهم جمدوا على حال الصبوءة! ولو سلمنا جدلاً بأن الصابئين من الفعل صبأ بمعنى تحول فأن السؤال يكون من ماذا والى ماذا هذا التحول ؟ ولو سلمنا مرة أخرى بأن كل من يتحول في ديانته الى ديانة أخرى يكون قد صبأ فهو صابئ وهو إذاً من الصابئين لأصبح من تحول ودخل الديانة اليهودية صابئيا ، والذين غيروا ديانتهم اليهودية ودخلوا المسيحية صابــئين والذين دخلوا في ديـــانة الدعوة المحمدية صابئين ! ً أن إطلاق قريش على النبي محمد لفظة صابئ بمعنى أنه خرج عن دينهم، فذلك الخروج يمكن أن يفسر على أنه نحو الحالة الأصح : هذا الصابئ، و لقد جاءنا بدين الصابئين. إذن هو دين في كتابه وشرائعه وطقوسه وأنبيائه وأتباعه التي يمكن أن ينظر فيها جميعا لإستنباط الحكم الشرعي. فكيف يترك كل هذا لينصب الأمر على تعريف واشتقاق لغوي ينظر له البعض من زاوية ما يعرف ويترك- لأنه يجهل- زاوية الأصل الآرامي للكلمة( صبا ) والذي يعني إصطبغ أو تعمد أو إغتسل وهي من التسميات التي عرفوا بها الصابة المغتسلة . ثم أن المعنى اللغوي للفعل ( صبأ ) بمعنى خرج ومال وحاد هو نفس مــعنى كلمة حنيف ومنها ( الأحناف ) والتي مصدرها (حنف ) بمعنى مال وحاد وهي مستخدمة في اللغة بهذا المعنى أكثر من كلمة صبأ، ومع ذلك فأن الكلمتين يعطيان المعنى نفسه فلماذا يـُدخل اليهما من مدخلين مختلفين !



وبالنظر في التفسيرات المعتمدة للآيات المذكورة نجد أنها ، فيما يتعلق بالصابئين ، ظلت أسيرة عدم التحديد الدقيق بسبب عدم مثول أتباع هذه الديانة في منظور أغلب المفسرين وعدم المعرفة بحالهم وحقيقة دينهم وإعتقادهم فكان أن لجأوا الى الظن والأعتماد على السمع ومن ثم النقل . وليس أدل على ذلك مما جاء بكتاب " تفسير القرآن العظيم " للإمام الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير المتوفى سنة 774 هـ في تفسيره الآية ( 62 ) من سورة البقرة التي يرد فيها ذكر الصابئين حيث يبدأ : " أما الصابئين فقد اُختلف فيهم .. " ويبقى هذا الإختلاف والتناقض قائما في كل ما أورده عنهم . ويظهر عدم إتفاق المفسرين بشأن الصابئين من خلال تعدد وصفهم ، ومن ذاك: " طائفة من المجوس ، عبدة الملائكة ، عبدة الكواكب ، يعبدون الشمس ويصلون اليها خمس مرات في اليوم ، بين اليهود والنصارى يقرون بالله ويقرأون الزبور ويعبدون الملائكة ويصلون الى الكعبة ، قد أخذوا من كل دين شيئا ، إن أصل دينهم هو دين نوح ، أنهم الذين لا دين لهم ، أنهم من أهل الكتاب فقد أخذت منهم الجزية التي لا يجوز أخذها الاّ من أهل الكتاب ، أنهم موحدون توحيدا صريحا بدليل ما ذكروا به في القرآن الكريم ". فهل أُختلف في أي من الديانات الأخرى مثل هذا الإختلاف؟



وإختلاف المفسرين يقع أيضاً بشأن " الذين آمنوا " في الآيات المذكورة أصلاً ، إن كان المقصود بهم من آمن بدعوة إبراهيم وبقوا موحدين ، أم خصوص الذين صدقوا وآمنوا بدعوة محمد تمييزا لهم عن الذين لم يآمنوا، وهكذا بقي وصفهم بالقرآن دائماً " يا أيها الذين آمنوا.." ، فإن كانوا هؤلاء فهم معلومون . كما أن "الذين هادوا " وهم اليهود فأن معرفتهم وتعريفهم لا يتطلب جهدا واختلافا ذلك أنهم قائمون في بيئة نزول القرآن. "والنصارى" قائمون أيضا بكثرتهم في بلاد العالم وما جاور الجزيرة العربية وتخومها . و " المجوس" محددون بأمتهم ووجودهم القائم في بلاد فار س بما لا يقبل التأويل وعدم المعرفة . و " الذين أشركوا " وهؤلاء من لا يقع ضمن من ذكروا وكان اشراكهم بالله ماثلا بالأوثان والأصنام .. نقول أن كل من ذكر بالآيات الثلاث معروف بشكل محدد تماما، أما الصابئون فإن بيئتهم الثابتة تأريخيا هي جنوب العراق ، وإن كان لهم وجود في فلسطين فإن ذلك الوجود كان قد هاجر ، حسبما يروى، الى العراق أيضا قبل ما يزيد عن 500 عاما من دعوة النبي محمد . ومع ذلك فإن شمولية القرآن وتشخيصه وتحديده للديانات القائمة والمعتمدة قد أشارت اليهم إشارة صريحة وبدلالة محددة ، وإن ورود ذكرهم في آيات مدنية إشارة الى أنهم باقون في عهد النبي محمد والى ما بعد هجرته من مكة . فماذا نفهم من هذه الإشارة المحددة ؟



أولا- أن للصابئين ديانة، بل هي واحدة من الديانات المعروفة والمُعلـَّمـَة ، ولذلك يورد ذكرها في الآيتين من سورتي البقرة والمائدة مع الأديان الثلاثة المعروفة الأخرى ، وفي آية ثالثة مع الأمم الخمس بإضافة أمة المجوس ، والذين أشركوا .

ثانيا- إن الصابئين أمة ذات شأن إستوجب أن يذكرها الله ويشير اليها جنبا الى جنب مع الأمم الكبيرة المعروفة. ولو لم تكن كذلك لما إستحقت ذلك الذكر وبالتسمية المحددة .

ثالثا- إبتعاد ديانة الصابئين عن المجوسية ذلك أن الله قد أفرد ذكر المجوس بشكل منفصل في سورة الحج ، كما أن إستخدام " واو العطف " بين كل فئة وأخرى يفيد، لغة ً ، للمغايرة قطعاً.

رابعا- إبتعاد ديانة الصابئين عن الشرك أيضا ، ذلك أن الله أفرد ذكر " الذين أشركوا " بشكل منفصل أيضا في سورة الحج ، ومعلوم أن عبادة الأصنام والأجرام والملائكة وكل ما هو غير الله هي من الشرك الذي أبعد الله الصابئين عنه في هذه السورة .

خامسا- إن ذكر الصابئين في سورتي البقرة والمائدة مع الديانات الثلاث وهي المعروفة بتوحيدها يدلل بما لا يقبل الشك بأن للصابئين ديانة موحدة أيضا ، ولذلك فإن الله يَعـِد في هذين الآيتين الجميع بوعده ويُلزم قيام الجميع بما حدده والذي أعتبر ، تأسيسا على ما جاء بهذين الآيتين، أنه مقومات الدين القويم .

سادسا- كرر الله في آيتين وخص بهما الديانات الأربعة بما فيها ديانة الصابئين ، أما في الآية التي أورد ذكر الجميع فيها أي "المجوس" بما معروف من إشراك في المجوسية ، " والذين أشركوا " وعبدوا ما هو غير الله ، فلم يذكر فيها وعدا ، بل أشار الى أنه يفصل بينهم . وبالتالي فقد سمى البعض الآيتين بآيتي الوعد، أما الآية الأخرى فأسموها آية الفصل. والفرق بيّن ومعلوم بين الوعد والفصل.

سابعا- لم يذكر القرآن هذه الأديان الاّ لأنها قائمة وموجودة وليست منقرضة ، ذلك أن الكثير من الأحداث والأقوام وعباداتها ومسمياتها كانت قائمة قبل الحالة الموجودة والباقية للأديان المذكورة ولكن لم يتم ذكرها أو الإشارة اليها ، وحجب الله فيها أي تفصيل وأشار بأنه هو وحده الذي يعلم أمر ذلك .









يكون ذكر الصابئين في القرآن إذاً مرجع إعتماد وتخصيص إفـراد وإظهــار وجـــود وإسناد ما يزال

ماثلاً، بقدرة الله ، في وجودهم طائفة حية في العراق وإيران تأريخا، وبقية بلدان العالم اليوم امتدادا.

وبعد، فإن ما ذُكر ذكراً بيناً إن فُهم فهماً هيناً فلا حاجة لمحاجة ، فالصابئون- شأن جميع من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً- " لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ". هذا أمـــر الله فيهم ولا شك أن من خالف أو يخالف ذلك إنما هو أمام معصية الله في تشريعه و حكمه.








الآية 62 من سورة البقرة ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصرى والصبئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .

الآية 17 من سورة الحج ( أن الذين آمنوا والذين هادوا والصبئين والنصرى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيمة إن الله على كل شئ شهيد ) .

الآية 69 من سورة المائدة ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصبئون والنصرى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ).



إن هذه الآيات وردت في سور مدنية ، أي أن نزولها كان بعد هجرة النبي الى المدينة ، مما يعني أنه لم يحصل نسخ للآيات ، كما يعني أن الأديان المشار اليها مازالت موجودة وباقية في زمن النبي بما إقتضى الذكر والتنويه تحسباً لما سيشرّع و يُسن بشأن أتباع هذه الديانات ، ومن ذاك أخذ الجزية من أهل الكتاب جميعاً الذين لم يدخلوا في الديانة التي دعا اليها النبي " الإسلام " كحل لعدم إلزامهم بذلك . وكان الصابئون ممن أخذت منهم الجزية كما تشير الى ذلك كل المراجع وكتب الخراج .



01-22-2005, 06:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الصابئة "المندائيون" حقيقنهم الدينية، ونظرة الاسلام لهم .. - بواسطة arfan - 01-22-2005, 06:55 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حقيقة ظاهرة الصراعات الدينية في العالم...؟! زحل بن شمسين 5 1,271 06-12-2013, 07:13 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  الثقافة الدينية المصرية هي عينها لدى المسلمين و الاقباط! الزول سالم 1 725 03-21-2012, 02:04 AM
آخر رد: الحوت الأبيض
  ما "اختلسه" القران من الكتاب المقدس لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة 89 28,371 10-23-2011, 12:11 AM
آخر رد: لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة
  سقوط رواية سن السيدة عائشة "زواجها والبناء بها" بالضربة القاضية zaidgalal 315 93,554 10-24-2010, 08:37 PM
آخر رد: طريف سردست
  ماذا تستنتج من هذه الإحصائيات الدينية مؤمن مصلح 1 889 09-06-2010, 07:52 AM
آخر رد: THE OCEAN

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS