سعد الحريري "ديكا "عليّ أن اصرعه .؟! مقالات واراء


عذراً "شهد برمدا" .. لن نستطيع ان نصوت لك هذا العام ..

وفي اللاشعور عندما كنت انتقل من محطة الى محطة استوقفني العلم السوري يرفرف محمولا فوق احد الرؤوس ، تمهلت ، والمشهد كان يضم مشجعاً لشهد برمدا المطربة السورية المتميزة في برنامج سوبر ستار الذي يعرض على تلفزيون المستقبل.



وكأني اشاهد العلم السوري يرفرف في تلفزيون اسرائيلي .. ، هكذا ببساطة اثرت فينا الاحداث المؤلمة التي مضت ، ويحضرني هنا الحلقة النهائية لبرنامج سوبر ستار في اصداره الاول ، ايلول 2003 ، حيث نصبت الشاشات العملاقة في ساحات سوريا وتجمهر الناس يشجعون رويدا عطية .. في التصفيات النهائية ..

كثيرا منا كان يفضل شاشة المستقبل عن الفضائية السورية وعن كثير من المحطات العربية ، كان الجمهور السوري يصوت بكثرة لرويدا ، كما كان البعض يصوت لملحم زين ( اللبناني ) ، لم يكن هناك حسابات غير حسابات الفوز والخسارة في منافسة غنائية .. نجحت في شد الجمهور السوري باكثر ما نجح تقرير ميليس الاول في ذلك ..



من المفيد احيانا ، ان ينسحب الانسان من تفاصيل الاحداث وينظر الى المشهد من الخارج .. فهذا يساعد على تشكيل رؤية كلية تتجاوز التفاصيل الصغيرة التي ننشغل بها ..



والمشهد معركة دائرة يشارك فيها كل افراد العائلة السورية اللبنانية ، شتائم ، اتهامات ، غضب ، حقد ، رغبة بالانتقام والتشفي ، حذر ، ترقب ، عداء .. الى الدرجة التي بتنا نفكر الف مرة قبل ان نصوت لمشترك سوري ، في برنامج لبناني ، خوفا من أن تذهب 25 ل.س الى جيوب حسن الملا او فارس خشان ..



واذا كبرنا الزاوية اكثر .. دخل المشهد من يقف على حدودنا الجنوبية الغربية ، يحبس ضحكة خبيثة ، ويتجول على القنوات السورية ، اللبنانية ، ويتصفح جريدة الثورة ، ترد عليها "المستقبل" في اليوم الثاني .. وينتظر جنبلاط في حلقة الظهيرة ، ليتابع المسلسل الكوميدي مع تصريحات الصائغ في المساء ..



وما همه وقد انشغلنا عنه ، واقتتلنا .. ، واذا كبرنا الزاوية اكثر واكثر .. سنرى ونعي باننا الضحية ..



نحن ذاك الديك الذي يقتتل مع ابنة جلدته .. ومن حولنا يجتمع المراهنون ، نقتتل ، ونمزق الاوطان تحت اقدامنا ، ونستفز كل طاقاتنا لكسب معركة ، لن يكون فيها منا رابحا ..



ومع كل هذا .. لم استطع ان ارسل الرسالة .. لم اسجل صوت يضمن لـ "شهد" الاستمرار في المنافسة .. ، ولماذا افعل .. وقد اصبحتُ في الساحة .. دخلتُ الى التفاصيل ، ولم اعد ارى امامي الا سعد الحريري .. ديكا عليّ ان اصرعه ..



نضال معلوف