منذ عدة عقود والحياة السياسية في مصر هي قصة الصراع بين الحكومة والإخوان وأصبح الشعب رهينة لهذا الصراع الذي لم يستطع طرف منهم حسمه لصالحه مرة واحدة وللأبد فبعد شهر عسل قصير مع الثورة بدأت مواجهة دموية بينهم وبين عبد الناصر أنتهت بهم علي أعواد المشانق والمعتقلات ودول المنفي بالخليج والغرب وأعتقد وقتها أنه لن تقوم لهم قائمة بعد ذلك ولكن بمجرد وفاته بدأ شهر عسل من نوع أخر بينهم وبين السادات بغرض تدمير بقايا عبد الناصر!! ورغم طول شهر العسل النسبي فقد إنتهي نهاية دموية بإغتيال السادات علي يد جماعات نشأت من رحم الإخوان وأنشقت عليها فيما بعد ومع وصول مبارك للسلطة بدأ شهر عسل بنكهة مختلفة أستمر لبضع سنوات إلي أن بدأت عمليات الإغتيال من جديد في منتصف الثمانينات مؤذنة بنهاية شهر العسل وبداية إجراءات الطلاق ومازلنا لليوم نعيشها

الإخوان لم يهبطوا علي مصرمن المريخ أو أستوردهم أحد من السويد بل هو منتج مصري مائة في المائة كما أنه ليس تنظيما هامشيا كالتكفير والهجرة يمكن القضاء عليه بضربة أمنية وقد أثبتت التجربة أن التعامل الأمني معهم أثبت فشله الذريع ولم يزدهم إلا قوة وإزدياد تعاطف الشعب معهم وفي نفس الوقت فالتنظيم يشبه في أوجه كثيرة الأحزاب النازية والفاشية من حيث الفكر والهيكل التنظيمي له سواء عند نشأته أو في فترة شهر العسل مع السادات حيث سمح لهم بإصدار مجلة شهرية تحمل إسم ـ الدعوة ـ وقد حصلت علي أعداد كثيرة منها في منتصف الثمانينات من سور الأزبكية وهالني ماقرأته فيها من عداء للتفكير العلمي ـ هجوم مستمر علي داروين وفرويد وماركس لأنهم يهود متأمرين ضد الإسلام ـ عداء للفن والثقافة بمختلف أشكالها وعداء للمرأة وقضاياها وعداء للأقلية المسيحية وتخوينها

الحديث الأن عن الإخوان حديث عن جماعة يبلغ عدد أعضائها علي أقل تقدير مئات الألاف والمتعاطفين معها بالملايين وتحتل 88 مقعدا بمجلس الشعب رغم أنف الحكومة ورفعت السعيد وأي شخص يتوهم أنه يمكن التعامل مع جماعة بتلك الحجم عن طريق الأجهزة الأمنية فهو بكل صراحة رجل ساذج ويستحسن إنه يخرس وفي نفس الوقت لو نجحت تلك الجماعة في الوصول للحكم فعلي أقل تقدير ستصبح مصر طالبان لايت زي السجائر والبيرة اللايت وعلي الجهة المقابلة للإخوان تقف حكومة مكروهة من غالبية الشعب وفاقدة للمصداقية تماما ولم تنجح يوما ما في حل أي مشكلة والشئ الوحيد الذي تعرفه هو القمع وهي سياسة سندفع كلنا ثمنها عندما يذهب مبارك غير مأسوفا عليه إلي مزبلة التاريخ عاجلا أم أجلا والموضوع أصبح كالخراج المزمن في الجسد المصري

بعد تلك المقدمة ـ ماهي الطريقة المثلي من وجهة نظرك للتعامل مع الإخوان:what: