رصيف الجوع والعتمة
حمل صدر اللهاث
وأسراب الابتهال
ينسجون من قوت عدمهم
من نزيف الصبر
في أسلاك صوتهم
دعاءً يكفون به
جرح الحياةِ
وجثوهم القسري
بين مقابر الإهمال

في أرضٍ لا عشب فيها
لا ماء فيها
لا حب فيها
لا دفءَ يستقي
من عباءة شمسها
فيعود مكسواً ويسقيها
يبتٌ بلا بيتٍ
وسماءٌ من هباء
هذي الأجساد مزقتها
مخالب التعب
هدتها أقدام السنين
عصرت من وجعها
تاريخ الشقاء
فهل من صدرٍ رحيمٍ
يحضن آلامها
ومن حصار الجروح يشفيها

زمن يدوس على الإنسان
يهرول يخطف خيال البسمة
من شفاه الأحلام
تحلو له زفرات الضعف
يستمتع بنزف الدمع
من صهيل حناجرٍ
مسجونة في الخوف
صوت رجائها المثقل بالجراح
جعل الكلام يبكي
يوقظ جوع الأيام

أأعود على طريق الحزن
أمتشق بقلبي الفرح
أم أحرق الملاذ
أبدأ عصر الهم
فكيف انسج على شفتي
شراشف ضحكةٍ
وفي وحشة الشوارعِ
المزدحمة بالجياع
ألفُ طفلٍ يستنشق الغبار
دون أن تحمل طفولته
طعماً لثدي أم
أأحاسب التاريخ
الزمن ... الله
أم أحاسب أجسادٍ
جف فيها ماء الشعور
تغير بها لون الدم

كيف اغدو ويومي المضنى
حقيقيةٌ تنبح بالمر
هل يمكن أن أدس رأسي
تحت وسادتي
ورائحةُ الوجع والقهر
تفوح من شتات الضحايا
من غبار ملابسهم
من ضمور حناجرهم
من شبح الليل الذي
استباح بداخلهم أنثى الصبر

ماذا أقول وأنفاسي
زفراتي المتقطعة
مواويل تنهيدي
دون تمهيدٍ
داهمها اليباس
تبخر المطر في المآقي
والجثثُ الحيةُ تمشي
في أضرحة الحلك المشوه
لا يزورها ملاك الفرح
لا يقترب من بابها
جنيُ الحلم والنعاس

سلامٌ عليكم ألف سلامٍ
يا من تغسلون مرايا الوحدة
بماء الطهر من عيونكم
أصلي لكم
أغسل وجهي من حقيقتي
أطهر يدي من طينتي
أهجر جبال الجليد
ليأكل الجوع جسدي
ليلتهم البرد عمري
فأنا أعارك في نفسي
شعور الصديد
أنا أدفن روحي
إن كنتُ بعد جنازةِ
الشعور القديم إنساناً
لا يبتلعه وحش الألم
إذا لمست عيونه
دمعة شريد ...


7112003

:wr: