مكالمة ... تهنئة ... و اعتذار ...

بعد مشاهدتي يوم امس ل حفل '' غولدين غلوب '' ( Golden Globe) ... تلقيت اتصال لم اتوقعه ..
فرحت عندما سمعت صوت صديقي الرائع دان (مختصر دانييل) .. كانت المكالمة قصيرة لكنها مليئة بالمعاني ..
فبعد التحيات ..و الاستفسار عن الاحوال .. قال لي دان :.. مبروك '' ''
قلت : '' على ماذا ?'' و كلي دهشة ... رد : '' فوز الفيلم الفليسطيني بجائزة احسن فيلم اجنبي ..'' (لطالما دان يعرف مدى تأييدي للقضيه الفلسطينيه و للفلسطينيين بشكل خاص عن باقي الشعوب العربيه )... لطالما كنا ندخل في نقاشات عقيمة ..
رددت : '' شكرا, اعتقد ان هاني ابو اسعد يستحقها و استحق الكم الهائل من التصفيق '' ..
ثم قال دان :'' ايضا اسف ..''
و باستغراب اكثر ..تساءلت :'' على ماذا آسف ..''.
رد :.. '' لأني أيدت الحرب على العراق ..أشعر بخجل شديد ..''
هذا الصديق, بكل بساطته و عفويته اعتذر عن اتخاذ موقف ظن في يوم من الايام انه على حق ..
يا الهي ما أنبله .. يتراجع عن موقفه و ينتهز مناسبة رائعة كهذه ليعلن ذلك ..
و هو المشهور بمواقفه اليمينيه , فهذا الصديق من المؤيدين للمحافظين اليمينيين .. و دائما عند كل انتخابات تبدأ المشاحنات بيننا و النقاشات .. فهو لا يفهم سر دفاعي المستميت عن الديموقراطيين و تهجمي على المحافظين ..
فهو متدين من الانجيليين الذين يحلمون ب العودة الى أورشليم...
على الرغم من الهوة الواسعة في التفكير بيننا و العادات و التقاليد و المبادئ وغيرها .. لا أعتقد بأن هناك توافق على شئ بيننا سوى شئ واحد فقط '' احترام الآخر '' ....
قلت له :'' لن أبدأ اي نقاش حول موضوع الحرب العراقيه القذرة .. لكني سعيدة بادراكك في النهايه للخطأ المأساوي الذي قامت الحرب على اساسه ..''
تابعت :'' شكرا يا صديقي, شكرا على دفء مشاعرك ..'' و تابعنا الكلام عن الاهل, الحياه, الاصدقاء و اين سأقضي عطلتي الصيفيه القادمه .. هل ستكون وجهتي الشرق الاوسط, ام اوروبا .. و تحدثنا عن العمل .. و ما أخر الاخبار .. و غيرها .. و انتهت المكالمة على ان نعاود الاتصال مرة اخرى في الاسبوع المقبل لتحديد موعد محدد لاجل حضور الفيلم '' الجنة الآن '' ( Paradise now ) معا ..و طلب مني برجاء عدم التكلم في السياسه .. فضحكت ..و قلت سافعل كل ما بوسعي .. لكن لا وعد قاطع ..
7 سنوات او اكثر هي عمر صداقتنا, و دائما على خلاف ... و اشتد الخلاف ازره عند قيام اميركا ب تفكيك العراق ( و ليس تحريرالعراق ) ..لكن لم نقطع اواصر الالفة فكانت الصداقة اقوى من الخلاف ..
بعد ان وضعت سماعة الهاتف ... قلت لنفسي '' يا الهي ما انبله و ما اشجعه, لملم شجاعته و قالها اخيرا ... '' بقدر ما سررت لسماع اعتذاره لطالما كانت نفسي تواقة لاعترافه بخدعة الحرب, بقدر ما زاد احترامي له ..
هنيئا ل هاني ابو اسعد بجائزته, هنيئا للفلسطينيين بهذا التكريم, هنيئا للعرب,
و هنيئا لي مرتين ...مرة لايماني بوجود شبان عرب كــ هاني(f) و مرة اخرى لايماني بوجود شبان غربيون كــ داني (f)...

و لي عودة الى هذا الشريط بعد مشاهدتي للفيلم ...

و دمتم على ألفة و احترام ..

بمحبة:97: