السيد الزميل زيد جلال
بعد التحية
اقتباس:اللغة العربية ليست حكرًا على الإسلام
إنما ننادي بالدقة في الترجمة من لغات الكتاب المقدس إلى اللغة العربية
الدقة فقط
جيد أنك إعترفت أن اللغة العربية ليست حكراً على الإسلام ... فاللغة العربية من اللغات القديمة التى تكلم بها البشر قبل الإسلام بآلاف السنين ولا يصح مثلاً أن نقول أن القرآن هو المرجع الأساسى لقواعد اللغة العربية ... فيوجد مؤلفات كثيرة مكتوبة قبل الإسلام وقد وصلت إلينا مثل الأدب الجاهلى .
أما ما تنادى به وينادى به الآخرون بالدقة فى الترجمة فلا محل له من الإعراب ... وإلا ما هى الترجمة الدقيقة لإسم الخالق الواحد الذى أعبده كمسيحى ... ماذا تقترحون كترجمة دقيقة ؟ ألا تعرف أن الترجمة الحرفية من لغة إلى لغة قد تشوه المعنى نظراً لإختلاف قواعد كل لغة عن الأخرى ؟
اقتباس:أما "الله" Allah فقد اعترف جهابذة علماء المسيحية بخطأ استخدامه في الكتاب المقدس. فهذا ليس اختراعي ولا اختراع أي مسلم. بل هو نتيجة بحوث علماء المسيحية التي أوردناها.
هل عندما تقول عنهم أنهم جهابذة قد كسبت القضية ؟؟؟ لا يا صديقى ... فليهرف من يهرف سواء كان جهبذاً أو حتى أرنباً ... اللغة العربية ما هى إلا لغة من مئات اللغات التى يستخدمها البشر ولم يكتب بها الكتاب المقدس كلغة أصلية وعند الترجمة فمن حق المترجم أن يترجم من لغة إلى لغة مع مراعاة الإختلاف بين اللغتين سواء فى القواعد أو المعانى وإلا لو إلتزم بالترجمة الحرفية فسيشوه المعنى بالتأكيد .
كون أن كلمة "الله" إستخدمت قبل الإسلام للدلالة على الله الواحد الخالق فهذا يكفينا لكى نترجمها فى الكتاب المقدس باللغة العربية الى "الله" لكى يفهم من يقرأ الكتاب المقدس باللغة العربية ما هو المقصود من إلهه الذى خلقه من عدم .
أنت تعترض على ترجمة كلمة "إلوهيم" العبرية الى "الله" بالعربية ... وإليك بحث عن كلمة إلوهيم :
أولاً: الإسم الجمع "إلوهيم Elohim":
للتعبير عن الله فى العهد القديم ، عادة يستعمل الاسم العبرى "إلوهيم Elohim" . وما هو معروف فى اللغة العبرية ، إن "إلوهيم" إسم جمع ، له نهاية الجمع المذكر "يم" . وهذا الاسم يستعمل كثيراً فى العهد القديم للتعبير عن الإله الواحد الحقيقى كما فى :
- فى البدء خلق الله "إلوهيم" السموات والأرض" (تك 1:1)
ويستعمل ايضاً للآلهة الكاذبة كما فى :
- لا يكن لك آلهة "إلوهيم" أخرى أمامى (خر 20: 3)
بينما استخدام اسم الجمع "إلوهيم" لا يثبت عقيدة الثالوث القدوس ، إلا أنه بلا شك يفتح باب التعليم بعقيدة الأقانيم الثلاثة فى الإله الواحد ، حيث أن نفس الكلمة تستعمل لكل من : الإله الواحد الحقيقى والآلهة الكاذبة العديدة .
وهذه الكلمة سببت بعض المشاكل للرابيين . ففى كتاب "Siddur" , وهو كتاب يستعمل لصلوات يوم السبت والذى جمعه الرابى "هيرتز Rabbi Herz" يقول فى تعليقه على تكوين 1:1 الآتى (الجمع هنا يدل على كمال القدرة الإلهية ، فالله يدرك ويوحد اللامحدودية واللانهائية ، فهو أبدى أزلى) .
أحياناً يقولون - للتبرير - أن هذا الإسم "إلوهيم" يستعمل للدلالة عن كلا المعنيين (الإله الواحد الحقيقى ، والآلهة الكاذبة) ، حيث لا توجد كلمة أخرى بديلة فى اللغة العبرية . وهذا فى الواقع غير صحيح على الإطلاق لأن مفرد كلمة "إلوهيم" هو "إلوه Eloah" وقد إستعملت أكثر من مرة فى العهد القديم مثل :
فسمن يشورون ورفس.سمنت وغلظت واكتسيت شحما.فرفض الاله "إلوه" الذي عمله.وغبي عن صخرة خلاصه. 16 اغاروه بالاجانب واغاظوه بالارجاس. 17 ذبحوا لاوثان ليست الله "إلوه" (تثنية 32: 15-17)
- الله "إلوه" جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران (حبقوق 3:3)
صيغة المفرد "Eloah" أٌستعملت كثيراً ولكن ليس بنفس القدر لصيغة الجمع "Elohim" ، فمثلاً نجد أن صيغة المفرد استعملت 250 مرة مقابل 2500 مرة بصيغة الجمع . والميل لإستخدام صيغة الجمع بكثرة يأتى كبرهان واضح لصالح مبدأ الأقانيم الثلاثة فى الإله الواحد أكثر من عكس ذلك .
ثانياً : أفعال الجمع المستعملة مع الإسم "إلوهيم"
يقول الرابيون أيضاً ، بالرغم من أن "إلوهيم" اسم جمع ، إلا أن الأفعال المستخدمة معه دائماً مفرد ، فى حالة التعبير عن الإله الواحد الحقيقى ، ودائماً جمع فى حالة التعبير عن الإلهة الكاذبة . ونحن نرد عليهم بالقول إنه بحسب قواعد اللغة العبرية يتحتم أن الأفعال تتفق مع الأسماء المرافقة لها ، فى كل من الجنس والعدد ... جرت العادة فى الأسفار المقدسة للعهد القديم عندما يستعمل الاسم "إلوهيم" للدلالة على الإلهة الوثنية ، فى هذه الحالة يتبعها دائماً الفعل فى صيغة الجمع ولكن عندما يستعمل الاسم "إلوهيم" للدلالة على الإله الحقيقى ، فى هذه الحالة نجد أن الفعل الذى يتبعه دائماً فى صيغة المفرد .. وهذا كسر للقاعدة المفروضة للنحو فى اللغة العبرية ، إذ أن "إلوهيم" إسم جمع ... كسر القاعدة النحوية لا يمكن تفسيره إلا بتعدد الأقانيم فى الإله الواحد.
وبالرغم من أن هذا الوضع - حقيقى - فى أحوال كثيرة ، ولكن ليس دائماً هكذا . فقد نجد فى مواضع عديدة فى العهد القديم الاسم "إلوهيم" الذى يقصد به الإله الواحد - إله اسرائيل - يتبعه أحياناً فعل فى صيغة الجمع ، فمثلاً :
- تكوين 20:12 "وحدث لما أتاهنى الله من بيت أبى أنى قلت لها هذا معروفك الذى تصنعين إلى. فى كل مكان نأتى إليه قولى عنى هو أخى". هذه هى كلمات ابراهيم ، الذى يعبد الإله الواحد الحقيقى ، حرفياً يقول "وحدث لما أتاهونى إلوهيم" .
- تكوين 35:7 "وبنى هناك مذبحاً ودعا المكان إيل بيت إيل . لأنه هناك ظهر له الله حين هرب من وجه أخيه". هذه هى كلمات يعقوب ، وهو أيضاً يعبد الإله الواحد الحقيقى ، حرفياً يقول ".. لأنه هناك ظهروا له إلوهيم ... ".
- صموئيل الثانى 7: 23: "وأيى أمة على الأرض مثل شعبك إٍسرائيل الذى سار الله ليفتديه لنفسه شعباً ويجعل له إسماً ويعمل لكم العظائم والتخاويف .." . هذه كلمات داود النبى ، الذى يعبد الإله الواحد الحقيقى - إله إسرائيل - حرفياً يقول " ... شعب إسرائيل الذى ساروا إلوهيم ليفتديه لأنفسهم .." هو نفسه داود يقول قبل هذه الآية "لأنه ليس مثلك وليس إله غيرك" صموئيل الثانى 7: 22.
- مزمور 58: 11 "ويقول الإنسان إن للصديق ثمراً . إنه يوجد إله قاض فى الأرض" . يقول داود النبى حرفياً : "... يوجد إلوهيم يقضوا ..".
هذه الآيات مجرد أمثلة ، يُستعمل فيها الفعل فى صيغة الجمع للدلالة على الإله الواحد الحقيقى ... لتدعيم مبدأ الأقانيم فى الإله الواحد .
ثالثاً : الإسم إلوهيم أطلق على المسيا
كما أن الدليل بوجود أقانيم فى الإله الواحد قوى فى آيات عديدة من أسفار العهد القديم .. هكذا أيضاً نجد أن الإسم "إلوهيم" يُستعمل للإشارة إلى المسيا ، وفى نفس الوقت للدلالة على الإله الواحد الحقيقى ، وفى نفس الآية .
فعلى سبيل المثال :
- مزمور 45: 6-7: "كرسيك يا الله (إلوهيم) إلى دهر الدهور. قضيب إستقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله (إلوهيم) إلهك (إلوهيم) أكثر من رفقائك".
نلاحظ هنا أن "إلوهيم" الأول هو المُخاطب (داود يخاطب المسيا بالإسم "إلوهيم") ، و "إلوهيم" الثانى هو إله لـ "إلوهيم" الأول الذى يخاطبه داود . إذاّ يوجد هنا شخصان متميزان تماماً هما : "كرسيك يا الله (تعود إلى أقنوم الإبن ، وإستعمل له الاسم إلوهيم) ... مسحك الله (تعود على أقنوم الآب ، وإستعمل أيضاً له الإسم إلوهيم) إلهك (أى "إلوهيم" الثانية هو "إلوهيم" للأول) ، فيكون معنى الآية حرفياً : أن إلوهيم الجالس على كرسيه إلى دهر الدهور قد مسحه إلوهيم إلهه بزيت الفرح .