فتح التي لا تعرفوها

من السخف والظلم أن نضع اليوم على الطاولة ملفين نحاول إجراء مقارنة بينهما
فحركة فتح ومعها منظمة التحرير من جهة وحركة حماس والجهاد من جهة أخرى ليسا عنوانين يمكن اختيار أحدهما كعنوان للوجود الفلسطيني
بل وبكلام أوضح فتح ومعها منظمة التحرير هم الذين صنعوا الوجود الفلسطيني وحماس الجهاد ليستا سوى نتيجة من نتائج هذا الوجود جاءا طارئين في سياق مرحلة تاريخية لا يمكن توصيفها إلا بمرحلة الأزمة العامة التي تلف المنطقة عموما وليس القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني فقط

والوجود الفلسطيني الذي صنعته منظمة التحرير وعلى رأسها فتح ليس وجودا شاذا على الساحة الدولية
كما انه جاء متساوقا مع مرحلة عربية تميزت بمشروع عربي بلور حدود الشخصية العربية و أعطى للعروبة مفهوما حصريا إلى حد كبير رغم ما يمكن ملاحظته من ملاحظات كثيرة عليه
ومتساوقا أيضا مع مرحلة دولية يفترض أنها وجدت لنفسها قانون ناظم وهيئات دولية تشكل مرجعية قانونية فكانت منظمة التحرير الحركة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني وفق رؤية دولية لها مرجعياتها التي تؤمن بتلك الحقوق

أما حماس والجهاد وعموم الحركة السياسية الإسلامية في المنطقة بجانبها السني والشيعي فإنها تأتي في سياق انشقاق حضاري ومعرفي لا تمثل الحركات المتطرفة الإسلامية شقه المختلف بقدر ما يمثلون شقه المعادي وما تحمله هذه المعداة من سمات انتحار حضاري تستهدف إفشال النتائج العالمية التي خلصت إليها البشرية بعد الحروب الكبرى وانتهاء مرحلة التعسكر الإيديولوجي وبداية مرحلة العولمة وتخطي الحدود القومية والعرقية والدينية

يتبع ....