أنا مشكلتي مع دوائر الدولة مشكلة مستعصية وقد تحولت إلى نوع من الفوبيا أو الرهاب إذ والحقيقة تقال أنني أخشى الدخول إلى أي دائرة حكومية حتى ولو كان الأمر لمصلحتي كأن أذهب لقبض الراتب ومرة ضاع علي إذن سفر لأن الأمر كان يتطلب مراجعة مديرية التربية , ولا أقصد أن هؤلاء الموظفين مخيفين ولا أريد أن أعمم ولكن العقدة قد استفحلت عندي لدرجة أنني إذا اضررت وراجعت إحدى الدوائر الحكومية وعاملني هذا الموظف أو الموظفة باحترام وابتسموا في وجهي فإنني أشعر بالخجل من نفسي وأتصبب عرقاً وأشعر بالحيرة الشديدة إزاء ما يجب فعله لرد هذا الجميل .
ولهذه الأسباب فأنا أتجنب الدخول إلى أي دائرة حكومية وأعرف أنني أبالغ إلا أن الموضوع ليس بيدي لدرجة أن زوجتي قد احتاجت إلى أن أكفلها لتأخذ قرضاً و هذا يتطلب ورقة من من محاسب التربية في مركز المحافظة ولم أنزل أنا بل أقنعتها هي بالنزلة إلى المحافظة وأخذت أسهل عليها الأمر هي التي لم تدخل مديرية التربية من قبل وأقول لها لن تمشي ولا متر فهي بجانب الكراجات والخ حتى استسلمت ونزلت هي .

وطبعاً أنا لا يخطر على بالي أن أدخل بنك طوعاً للأسباب الانفة الذكر وللسبب الأهم أنه لايوجد أموال أصلاً لأفتح حساب ( الذي يزيد من الراتب أضعه في خزنة في البيت ) .

ولكت مالحيلة إذا احتجت إلى قرض عقاري فوقتها سأدخل البنك ورجلي على رأسي . وهذا ماحصل ولن أتكلم عن التعقيدات والروتين ولا شيء من هذا والحقيقة كان يوجد موظفون عاديون . يعني قد لا يبتسمون في وجهك لكن على الأقل لا يكشرون ولا يزجروك ويوجد موظفون جيدون.
إلا أنه في آخر مرة وكان علي أن أقبض القسط الأخير من القرض . فقد أوقعني الله بين يدي موظف من تلك النوعيات التي نظنها قد انقرضت والتي تظن في نفسها أنها قد تملكتك لأنك بحاجتتها وكأن القرض هو من جيبها وليس من الدولة لذلك فله الحق أن يستعبدك . ويذلك كما يشاء إذ لم يكفه ذلك الحاجز الرخامي بينه وبين المراجعين بل أخذ يتذمر ويتنمر ويطلب من الجميع عدم التجمع فوق رأسه رغم أنني لو مددت نفسي ثلاثة أمتار فلن أصل إليه ولم يكتفي بهذا بل أخذ يغيب ويعود ثم يعمل ببطء ليشعرنا أنه يعاقبنا وفي آخر الأمر طلب هويات الجميع حتى ظننت أنه سيقدمنا إلى أحد فروع الشرطة أو الأمن . وقال أنه ( رح يمشي) المعاملات جميعها ويوزعها على الجميع وبنفس الوقت ( وكأننا في مدرسة وهو المدير وسيوزع الجلاءات علينا ) أي أنه يجب من تنتهي معاملته أن يصبر حتى تنتهي جميع المعاملات ليوزعها سوية . ولم يكتف بهذا بل اشترط أن يذهب الجميع ويغيبوا بعض الوقت ثم يعودوا ليستلموا معاملاتهم وكأنه لا يطيق النظر في هذه الوجوه ( كمن يصرف ولداً مشاغباً ويقول له : روح العب برة ) . وأنا أتمزق من الداخل ولا أستطيع فعل شيء فما الحل ونحن بحاجته ؟؟!!