أتدري كيف هي صورتك في القرن الحادي والعشرين؟
لقد طرحت صورتك بعد (اختراع النفظ) خاصةً، طرحوك بشكلٍ مفزع، حيث نبتت في المجتمعات المتخلفة كائنات ينعتون أنفسهم بـ(الدعاة)، أتدري كيف ادعوا أنهم يقتدون بك؟ إنهم يزعمون أنك تتدخل في كل تفاصيل الحياة، فهم قد أدخلوك في نزاعاتهم الجانبية، وزعموا أنك حرمت (المكياج، والعدسات اللاصقة، والكنادر التي أسفلها كعب، والأكل بالملاعق) زعموا أنك تحرّم تنظيف الوجه من (الشعر) وتحرم لبس الثياب الأنيقة فاختلفوا هل أنت حرّمت (المعصفر، أم المزعفر) طرحوك وكأنك مفتٍ أعمى على كرسي في الحرم في القرن الحادي والعشرين.
أتدري؟ لقد قاد 19 شاباً من السعودية (دولة قريبة من قبركم الكريم) قادوا طائرة فيها ابرياء إلى مبنى فيه آلاف الأبرياء واخترقوه زاعمين أنهم ينفذون أوامرك، ودمروه بالكامل، إي والله، لا وأزيدك من الشعر بيتاً فتلك الدول لدينا معها مواثيق وهي التي تنصع لنا سروايلنا (وستيانات) زوجاتنا، كما زعموا أنك تدعوا إلى الكراهية، وأن الإيمان لايكمل إلا بمايسمى الولاء والبراء، وهو البغض، زعموا أنك بعظمتك تدعوا إلى الانتحار والنسف والتفجير والقتل، زعموا أنهم يقتدون بك، دعني أصفهم لك:
إنها كائنات عريضة مابين المنكبين، لديها لحى كثّة غير نظيفة تتجمع فيها أصناف الباكتيريا (الضارّة) وأصناف متعددة من (عثّ الغبار)، ويحرمون السيارات قديماً، كما يحرّمون الراديو، والشيء الغريب أنهم يحرمون حتى (الموسيقى) الهادئة، المحببة إلى قلبك، كما يحرمون كل شيء، كل وقتهم يثرثرون بالآثار الجائرة التي نسبت إليك، والتي ملؤوها تشويهاً لصورتك.
نبينا الكريم:
لقد والله أشفقت عليك منهم، إنهم يصورونك على أنك (برميل نفط) مستعدّ للنسف، مليء بالكتيبات والأشرطة،ولكنني أريد أن أخبرك عن تلك الشراذم التي رسمتك كاريكاتوراً إرهابياً في أذهان العالم قبل أن يرسمها صبي في الدنمارك، أيها الشخص العظيم، خانك الأقربون منك، فصوروك سياسياً دموياً، وحولوا صورتك إلى داعية متوفى كان يحرم العطور والزهور والغناء والسمر، حولوا دعوتك إلى مجموعة من الكتيبات تعلم الناس أسرار الموت البطيء..