لحود يذهب ضحية في سبيل القداسة

المقاومة مقدسة .. هذا ما أعلى السيد حسن نصرالله " قدس الله مقاومته " به الصوت قبل أقل من عشرة أيام

والمقاومة هنا ليست المقاومة بالمفهوم العام بكل تأكيد
فجورج حاوي كان مقاوما وكان أحد أسرع المقاومين استجابة للتصدي للاجتياح الإسرائيلي لكنه لم يكن مقدسا بدليل أنه قتل ولم تكن لحياته قداسة
أما المقاومة التي يقدسها السيد حسن نصر الله فهي تلك المقاومة التي تحمل في شخوصها سرا مقدسا يجعلها هي بذاتها وفقط هي مقدسة ويصبح الاقتراب منها اقترابا من القدسية والاختلاف معها اختلافا مع القداسة
والاختلاف مع القداسة نجاسة

إن اللقاء الهام والذي لا نعترض على مبدئه بين السيد حسن نصر الله والعماد ميشيل عون يكرس هذا المفهوم الذي قدمنا له فهو من وجه " القداسة " لقاء مقدس حيث يلتقي فيه إبليس قانون محاسبة سورية و عرًيب القرار 1559 والرافض لاحتفاظ حزب الله بسلاحه إلى أجل قريب , يلتقي بالقداسة في مكان مقدس فيكون لقاء قداديس بين القداسة وطالب الرئاسة

و " والأقدس " من هذا كله أن ورقة التفاهم التي قدسها اللقاء جاءت خير تعبير على حدود القداسة التي لا تنتمي لأحد بل ينتمي إليها الآخرين
فالوصية الأولى التي خرج بها اللقاء هي تجاهل تاريخ العماد عون وخمسة عشرة سنة من التصريحات التي تطالب بتخليص رقبة لبنان من النير السوري والإيراني
والوصية الثانية التسامح الملفت من المقاومة المقدسة مع عملاء إسرائيل ودعوتهم للعودة ومحا الله ما مضى

والأكثر خداسة في هذا اللقاء فيما لو ربطناه بتصريحات سليمان فرنجية هو التوافق مع القداسة على خلع صاحبها لحود والإشارة له بمباشرة الاستقالة
فلحود وبقاء لحود صار عليه أولويات أكثر قدسية تخص الرقبة المقدسة وطريقة تخليصها

أما سلاح القداسة فقد غابت عنه الاعتراضات في حمى التسابق بين السنيورة والعماد حيث تكرست قداسة القداسة في زحمة التجاذب الجديد

إنها السياسة الخسيسة التي لا تعرف قداسة