الهكسوس..

لعبت مصر المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا بأسلوب الفراعنة بطىء شديد يجاري بطىء أفيال ساحل العاج و لكن عند وصول الأمر الى ضربات الأعصاب الترجيحية تحول الفراعنة الى "هكسوس" و حسموا الأمر لصالحهم و كأنهم لا يريدون خذلان العلم المصري الذي لوحت به سوزان مبارك طوال فترة المباراة.لم نشاهد المباراة لنستمتع بكرة قدم و لكن كنا ننتظر هدفا مصريا في كل لحظة الهدف لم يأت طوال المائة و العشرين دقيقة عشنا خلالها رعبا و خوفا و ترقبا بإنتظار الهدف الذي لم يأت,وكان لا بد من وصول القلوب الى الحناجر و الفريقان يتبادلان ركلات الترجيح لترجيح أحدهما و كان الحظ أقرب الى العدل فلم يخرج أكثر من سبعين ألف متفرج بوفاض خال فقد خرجوا و بحوزتهم كأس الأمم الأفريقيه.

في طريقه الى هذه المباراة أقصى الفراعنة السنغال الفريق الذي ترشح الى نهائيات كأس العالم و ساحل العاج أقصى فريقين من أعتى فرق القارة السوداء "أسود الكاميون" و نسور نيجيريا" و ظهر أن قوانين كرة القدم مختلفة عن قوانين الغاب لتتمكن الأفيال العاجية من التغلب على النسور و الأسود دفعة واحدة و أستطاعت الأفيال أن تقف سدا منيعا أمام الفراعنة و لكنهم تهاووا أمام ضربات الهكسوس القاسية في معمعة ضربات الأعصاب الترجيحية.و قد يكون حسني مبارك قد لعب دورا في هذا الفوز بزياره لهم أثناء التمارين و مطالبتهم بالفوز و حضر المباراة النهائية و زوجنه سوزران و من غير المعروف أذا كان مبارك سيرفع اللاعبين بالفلق كما كان يفعل عدي صدام حسين عندما يخسر العراق أو لا يعجبه مستواهم.

رسم حسني مبارك أبتسامة طويلة عريضة و هو "ينفح" كل لاعب ميداليته و لكن لسوء حظ اللاعبين أنتهت الميداليات قبل مرور جميع اللاعبين فأكتفى مبارك بمصافحة من بقي , أبرز المارين كان حسام حسن صاحب الحضور المعنوي و ميدو الذي أفتعل "خناقة" مع مدربة في مباراة السنغال مما أدى الى حرمانه ستة أشهر كاملة و كان المدرب محقا في إخراجه من تلك المباراة لأنه كان عالى و عبئا على الفريق كما كان طوال فترات البطولة و كان خروجة "قدم السعد" على "زكي" بديله الذي أبلى حسنا و أنقذ مصر من موقعة السنغال بعد أن كادت عنجهية ميدو أن تطيح بها.

كأس الأمم جائزة ترضية لمصر بعد أن فقدن ألف إنسان غرقا في البحر الأحمر و لا تعوض مأساة من ذلك النوع إلا جائزة بهذا الحجم ,و ربما كان يجدر بالقائين على المباراة الوقوف لحظة لأرواح الضحايا كما وقفوا لحظة حدادا على صحفي ياباني مات على فراشة في الفندق.

ملأ المصريون الشوارع بوجوه فرحة و أعلام مرفوعة و أضطر عروسان أن يتابعا مراسم عرسهما سيرا على الأقدام بعد أن قاطعت موكبهما الجموع الفرحة,فرح غامر نسيت الجموع فيه السياسة و اليمين و اليسار و الصور التي تسيء لمحمد ونسيت الجوع... ربما حتى أنقضاء الليل...


ملاحظة: كان الحكم رائعا..