إنه زمن الرايات السود التي تجتاحنا



من العام 1982 عندما أرسلت إيران عشرات المتطوعين إلى سوريا والذين كانوا يمرون بشارع الحجاز والحميدية بدمشق خمس مرات يوميا مغربين ومشرقين بسلاحهم وصولا إلى الجامع الأموي وهم يرتدون الملابس العسكرية ويهتفون بلكنة فارسية " لا شرقية ولا غربية جمهورية إسلامية "
كان سؤالا كبيرا يراود ذهن المواطن السوري الذي قٌنن عليه التنفس بينما تجتاح شوارعه مظاهر متطرفة قادمة عبر آلاف الكليومترات لتبلغنا أن لا شرقية ولا غربية وبالدعوة إلى جمهورية إسلامية

كانت مقارنة مشروعة تطرح نفسها على المواطن السوري الذي وصل به الحال إلى الامتناع عن تخيل أن حربا شعواء قد شنت خلال الأيام والأشهر والسنتين السابقتين ليس على من باح في سره بتخيل إقامة جمهورية إسلامية

بل شملت الحرب من لم يدع يوما لجمهورية ما غير جمهورية سورية بلحم ودم سوري تتوفر فيها حدود دنيا من احترام حقوق الإنسان أو يجوز فيها للمواطن أن يتساءل عن مصدر جاه الفساد الذي صار يتراءى على مظاهر رجالات السلطة وعملائها

كما لم تقتصر الحرب على هؤلاء بل راحت توغل في قمعها لتطال من كان يدعوا في تلك الأيام إلى اجتثاث المعارضة الدينية " الطائفية " ويساعد على تخريب وضرب المعارضة الوطنية اليسارية

وتدخل سورية في عصر الصمت المطبق وتختفي كل مظاهر الوجود البشري للشعب السوري

وحدها صور حسن نصر الله كان متاحا لها أن تلصق على مؤخرات السيارات السورية و وحدهم الزوار الإيرانيون كان لهم حق التجمع في عتبات القداسة في دمشق

أما شعب سورية فقد غدا قطيعا من السبايا التي تُكًفر عن ذنب وجودها بالوجوم الدائم والصمت المطبق
وقليلا من التزلف والتكاذب الذي يتاح لبعض الاختصاصات الكلامية

أما صوت إيران فقد صار بديلا عن صوت المواطن السوري وصار السيد حسن نصر الله قديسا مفروضا علينا .. نسبق ذكره ونلحقه بالتبجيل والتقديس

الجديد اليوم هو أن من سبانا أسلمنا إلى حلفائه نهائيا فصاروا هم المصدقون وهم المكذبون والذين لا يحق لغيرهم أن يعبروا عن آرائنا كما لا يحق لغيرهم أن يأكدوا و أن ينفوا خبر اعتقالنا
خورشيد دلة مراسل قناة العالم يشكك في اعتقال النائب الحمصي والحقوقي نجاتي طيارة


إنه زمن الرايات السود التي تجتاحنا