{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رواية العار أو لاجا لتسليمة نصرين ( كاملة )
eyad 65 غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 689
الانضمام: Sep 2004
مشاركة: #1
رواية العار أو لاجا لتسليمة نصرين ( كاملة )
البداية مقتطفات شعرية لها:
حياتي استولى عليها رجل شيطاني
إنه يريد أن يملك جسدي
كلما شاء
وفي قصيدة أخرى تقول:إذا طاردك كلب
حذار
هذا الكلب مصاب بالسعار
وإذا طاردك رجل
حذار
حذار
فهذا الرجل مصاب بالزهري

إحدى أقوالها التي أثارت ضدها المتعصبين :
"القران والفيدا والإنجيل وكل هذه النصوص التي أصبحت الدينية التي أصبحت خارج الزمان و المكان تحتاج إلى مراجعة شاملة"

ملاحظة: عنوان الرواية هو"لاجا" وهي كلمة بنغالية تعني " العار أو الخجل أو الذنب "
مقدمة المؤلفة:
أنا أكره الأصوليين والأصولية . كان هذا سبب كتابتي لرواية لاجا فور هدم مسجد " بابري " في أيودها بالهند في 6 ديسسمبر 1992.هذا الكتاب الذي استغرقت كتابته سبعة أيام يعالج اضطهاد الهندوس, وهم أقلية دينية في بنغلادش , على أيدي المسلمين , الذين
يشكلون الأغلبية إنه أمر مخزي أن يتعرض الهندوس في بلدي للملاحقة على أيدي المسلمين بعد هدم مسجد بابري.

نحن الذين نحب بنغلادش لا بد أن ينتابنا الخجل من حدوث مثل هذا الشيء البغيض في بلدنا الجميل .

أحداث عنف 1992 في بنغلادش هي مسؤوليتنا جميعا وعلينا يقع اللوم نشرت لاجا في فبراير1993 في بنغلادش , وبيع منها أكثر من 60 ألف نسخة قبل أن تصادرها الحكومة بعد خمسة أشهر , وكانت حجتهم أنها تعكر صفو السلام الطائفي . وفي سبتمبر من نفس العام صدرت ضدي فتوى من إحدى المنظمات الأصولية أباحت دمي , وأعلنت عن مكافأة لمن يقتلني . وشهدت شوارع داكا –عاصمة بنغلادش-مسيرات طالب فيها المتعصبون بقتلي . ولكن شيئا من هذا لم يهز إصراري على مواصلة المعركة ضد الاضطهاد والطائفية الدينية, بنجلادش هو وطني , لقد حصلنا على استقلالنا عن باكستان مقابل حياة ثلاثة ملايين شخص إننا نخون هذه القضية إذا سمحنا لأنفسنا بأن يحكمنا التطرف الديني.

" آيات الله " سوف يقتلون كل شيء متقدم في بنغلادش إذا سمحنا لهم بالانتصار, واجبي هو أن أحاول حماية بلدي الجميل منهم وأن أدعو كل الذين يشاركوني قيمي إلى مساعدتي في الدفاع عن حقوقي.

مرض الأصولية الدينية لا يقتصر على بنغلادش وحدها, ولكن لابد من محاربته في كل مكان . بالنسبة لي , لست خائفة من أي تحدي أو تهديد لحياتي . سوف أواصل الكتابة والاعتراض على الاضطهاد والتعصب . وأنا مقتنعة بأن الوسيلة الوحيدة لإيقاف قوى الأصولية هو أن نتضامن جميعا , نحن العلمانيين والإنسانيين ونحارب تأثيرهم المميت . أنا عن نفسي لن أسكت .

دكا – مارس 1994
تسليمة نصرين











اليوم الأول
كان سورجان راقدا في فراشه ..أتت أخته نيلانجانا , التي يطلقون عليها اسم مايا , ودخلت الغرفة مرة أخرى و قالت : دادا ألا تنوي أن تستيقظ وتفعل شيئا قبل فوات الأوان ؟
عرف سورنجان أن مايا تريد منه البحث عن مكان يختبئون فيه مؤقتا من الخطر الذي يتهددهم . لكن مزاجه كان معاندا . لماذا ينبغي له الهروب من بيته لمجرد أن اسمه سورنجان دوتا ؟
هل من الضروري لأسرته – أبوه سودهاموي وأمه كيرونموي وأخته نيلانجانا – أن يهربوا مثل المطاريد بسبب أسمائهم ؟ هل يجب أن يبحثوا عن ملجأ في بيت كمال أو بلال أو حيدر كما فعلوا منذ عامين ؟

تذكر هذا اليوم 30 أكتوبر 1990 , بوضوح .. كمال , الذي يعيش في أسكاتون , خاف غليهم من التعرض لأي مكروه فقطع الطريق الطويل إلى بيتهم وحثهم على مغادرته والذهاب معه .. لم يكن هناك أي تقصير في كرم ضيافة بيت كمال . كانوا يفطرون البيض والتوست , ويتناولون السمك والأرز في الغداء , ويقضون أمسيات جميلة كسولة على العشب الأخضر. وكانوا ينامون في سلام و راحة على المراتب السميكة وستمتعون جميعا بوقت رائع !

ولكن مهما كان طعم السعادة التي تذوقوها في منزل صديقهم , فإن هذا لا يجيب عن السؤال الأساسي : لماذا يتحتم عليهم أن يختبئوا في منزل كمال ؟ .. صحيح أن كمال صديق قديم لسورنجان , والأصدقاء يتبادلون الزيارات , ولكن ليس في ظروف من هذا النوع . لم يتحتم عليه أن يهرب من بيته ؟ كمال لم يكن لديه سبب يدفعه إلى الهروب أبدا . أليس هذا الوطن وطنه كما هو وطن كمال ؟ ثم لماذا يحرم من حقوقه , ولماذا يدير له بلده ظهره ؟ لماذا لا يستطيع أن يقول له : أنا ابن هذا التراب , أرجوك لا تسبب لي أي أذى ؟!

كان سورنجان راقدا في فراشه , مستغرقا في مثل هذه الأفكار , ومتجاهلا أخته التي دخلت و خرجت , ثم بدأت تتمشى بلا هدف في أنحاء البيت , وتفكر في أن أحدا منهم لا يدرك أنه يجب فعل شيء قبل أن يحدث لهم شيء بشع . في التلفزيون عرضت قناة
CNNتفاصيل تدمير مسجد بابري في السادس من ديسمبر 1992 .. وكان التلفزيون لا يزال يعرض بعض مشاهد الحادث . جلس سودهاموي و كيرونموي أمام التلفزيون يراقبان عملية التدمير , ويأملان أن يصحبهما سورنجان إلى بيت أحد أصدقائه المسلمين . ولكن سورنجان كان قد قرر أنه لن يفعل شيئا من هذا , وأنه حتى لو جاء كمال أو أي صديق مسلم آخر لاصطحابهم فسوف يقول له :
لن أغادر بيتي مهما كانت الظروف.

هذه المشاهد في بيت آل دوتا كانت تجري في السابع من ديسمبر . في المساء السابق , خيم ظلام كثيف على ضفاف نهر ساريو بمدينة أيودها الهندية .. في ذلك اليوم المصيري , عصابة من أتباع من يطلق عليهم " كارسيفاكس " هدوا مسجدا يزيد عمره على 400 أو 500 سنة , وفقا لأبرشية هندوس فيسوا فإن المسجد كان محل ميلاد " راما " –نبي الهندوس – وبهذا اعتبروه ملكية دينية لهم .

المتطوعون المتعصبون انضموا إلى مشروع لتطهير المنطقة في المسجد و حوله . وقبل حوالي خمس وعشرون دقيقة من بداية العمل بدأت الكارثة عندما بدأ عمال التطهير في هدم المسجد بلا هوادة .

حدثت هذه الدراما بأكملها في حضور ضباط أصحاب رتب عالية ورجال دين أبرشية هندوس فيسوا , وحزب بهارتيا جاناتا وغيرهم.
ضباط وجنود قوة الشرطة الاحتياطية المسلحة , وشرطة وردية المنطقة المسلحة وشرطة أتار بارديش وقفوا يتفرجون دون يطرف لهم جفن بينما كان هدم المسجد مستمرا في الثانية وخمس و أربعون دقيقة بعد الظهر سقطت واحدة من القباب , في الرابعة انهارت الثانية وفي الخامسة وأربعين دقيقة انكسرت القبة الثالثة إلى نصفين على يد المتعصبين . أثناء عملية هدم المبنى الهائل دفن أربعة منهم تحت الأنقاض , وتتعرض مئات من الناس لإصابات خطيرة .

كل هذا وغيره ذكرته تقارير تفصيلية في الصحيفة التي كان يتصفحها سورنجان تحت عنوان ضخم يصرخ : "تدمير مسجد بابري " لم يذهب سورنجان إلى " أيودها " أبا , ولم ير مسجد بابري , وكيف يمكنه ذلك وهو لم يغادر بنغلادش أبدا ؟ سواء كان المبنى الذي تم تدميره محل ميلاد راما أو جامعا مقدسا , فهو لم يكن يهم سورنجان كثيرا , الواضح بالنسبة له هو أن تدمير أثر يعود للقرن السادس يمثل ضربة وحشية لمشاعر المسلمين في الهند و خارجها كما أنه يضر بالوحدة الوطنية بين الهنود أيضا لأنه اعتداء همجي على " الوئام الدولي و الضمير الجمعي للناس " على حد كلمات الصحيفة , التي واصلت على هذا المنوال في تقريرها :
" لا يحتاج الأمر إلى القول بأنه في بنغلادش أيضا سوف يتسبب رد الفعل على هذا الحادث في خلق موجات مسعورة من الهستريا الدينية . وسوف تهدم المعابد وتسوى بالأرض , وتحرق منازل الهندوس ومحلاتهم وتنهب "

بتشجيع من حزب بهارتيا جاناتا قام المتعصبون بهدم مسجد بابري ليزيدوا من قوة رجال الدين الإسلامي في بنغلادش . هل مر بخاطر حزب بهارتيا جاناتا و أبرشية هندوس فيسوا وشركاهم أن ردود الفعل على عملهم المجنون في أيودها لن تقتصر على الحدود الجغرافية للهند ؟
في الهند أسفرت المحنة عن مولد أحداث عنف جماعية راح ضحيتها حتى الآن خمسمائة أو ستمائة أو ربما ألف شخص , وعدد الموتى في ازدياد كل ساعة . هل أدرك الهندوس المتدينون , المفترض منهم أن يرعوا مصالح دينهم ووحدتهم أن هناك حوالي 25 مليون هندوسي يعيشون في بنغلادش أيضا ؟,,

أغلق سورنجان عينيه . ثم فتحهما من جديد على مايا تهزه قائلة :
-ألن تفعل شيئا ؟ أرجو أ، تدرك أن أبوينا يعتمدون عليك في حفظ سلامتنا تثاءب سورنجان وتمطى بكسل وقال :
-اذهبوا أنتم إذا شئتم أنا لن أتحرك خطوة واحدة من هذا البيت
- وماذا عن أبوينا ؟
- لا أعرف
- ماذا لو حدث لهما شيء ؟
- ما الذي يمكن أن يحدث ؟
- أن يهاجموا منزلنا ويحرقوه !
- فليفعلوا
- هل تعني أنك ستجلس وتنتظر حدوث ذلك ؟
لا , لن أجلس , سوف أنام


أشعل سورنجان سيجارة على معدته الخاوية واشتاق إلى كوب من الشاي عادة ما كانت كيرونموي تحضر إليه الشاي في الصباح ولكنها لم تفعل ذلك اليوم
لم يكن مجدبا أن يطلب من مايا , فسوف تهدم البيت بصراخها إذا طلب منها كوبا من الشاي كان يمكنه أن ينهض ويعد الشاي لنفسه ولكنه شعر بكسل شديد في الغرفة المجاورة كان التلفزيون يطن . لم يكن يرغب حتى في الجلوس والتحديق في تغطية الCNN للحادث فجأة سمع مايا تصرخ مرة أخرى في الغرفة المجاورة ك
دادا يستلقي في الغرفة ويقرأ الصحف ولا يبدوا أنه يبال بأي شيء في العالم

لم تكن المسألة أن سورنجان لا يفهم خطورة الموقف . ففي أي لحظة يمكن أن يقتحم البيت مجموعة من الناس ينهبون و يسرقون أو ربما يحرقون البيت عن اخره في هذه الظروف لم يكن ليرفض كمال أو حيدر أن يأويهم . ولكنه كان يخجل أن يهرب إلى أيهما . بدأت مايا في الاعتراض بصوت مرتفع :
لو لم يكن لدى أحدكم النية في الخروج من هنا فسوف أذهب وحدي . سأذهب إلى بيت بارول وأبقى هناك إلى أن يتحسن الموقف . لا أعتقد أن دادا ينوي اصطحابنا إلى أي مكان . ربما لا يرغب في الحياة , ولكني أريد أن أحيا

هذا الإنفجار اليائس بين أن مايا قد أدركت أخيرا أن أخاها لن يفعل شيئا في سبيل توفير مأوى لهم , وأن علها أن تفعل ذلك بنفسها إذا أرادت . من جانبه ظل سورنجان راقدا في فراشه يفكر . حتى لو انتقلوا إلى مكان آخر هل سيكونون بمأمن لقد كانوا محظوظين في أكتوبر 1990 بنجاتهم من الرعب والدمار .
واستدعى في رأسه أحداث ذلك الشهر . عشرات المعابد ودور العبادة قد دمرت و أحرقت ونهبت . استدعى سورنجان الأماكن التي خربت في مذبحة 1990 واحدا وراء الآخر هذه الأحداث التي وصفت بأنها اضطرابات ؟
هل كلمة اضطراب –أو شغب – تعني قيام طائفة ما بالاعتداء الوحشي على طائفة أخرى لا ترد الاعتداء ؟ لا مثل هذه الظاهرة لا يمكن أن توصف بأنها اضطرابات الذي حدث فعليا أن أفراد طائفة ما قاموا بانتهاك مقدسات وخصوصيات طائفة أخرى ببرود ودون ندم . وهذا ليس أقل من طغيان و قهر.
تسلل ضوء النهار عبر النافذة إلى جبهة سورنجان , ولكنها شمس الشتاء الناعمة ولذلك لم يشعر بالضيق , وواصل الرقاد حالما بكوب من الشاي .

في الغرفة الأخرى كان سودهاموي يفكر أيضا في الماضي . عندما كان شابا بدأ كل أعمامه وعماته في مغادرة بنغلادش أسرة وراء الأخرى . كان قطار البخار يشق طريقه من ميمنسنج إلى فولبلاريا , وكانت صفارته مصحوبة دائما بنحيب القلوب المحطمة للذين يغادرون البلد الوحيد الذي عرفوه
عندما رحل جيرانهم نادوا على والد سودهاموي قائلين :
-يا سوكومار , تعال لنرحل بعيدا هذا وطن المسلمين . الحياة غير آمنة في هذا البلد .
لكن سوكومار دوتا أصر على عدم خيانة القيم التي امن بها دوما , وقال :
-إذا لم يكن هناك أمان في هذا البلد , فأي مكان آخر في العالم يمكننا أن نذهب إليه ؟ لا يمكنني أن أهرب من وطني . اذهبوا أنتم إن أردتم , لكنني لن أترك ميراث آبائي , مزارع جوز الهند و الفلفل ومساحات حقول الأرز الهائلة و البيت الكبير .. لا يمكن أن أترك كل هذا لأصبح لاجئا في مبنى محطة سيلداه .
في هذا الوقت كان عمر سودهاموي تسعة عشر عاما تقريبا , وقد رحل معظم أصدقاء دراسته إلى الهند بعد أن حذروه :
- أبوك سوف يندم على القرار عاجلا أم آجلا
- لكن سودهاموي كان مثل أبيه يقول :
- لماذا ينبغي أن أغادر وطني إلى مكان آخر ؟ إذا عشت فسوف أعيش على هذا التراب وإذا مت فسوف أبقى في نفس المكان

لكن الهجرة استمرت بدون هوادة واستمر عدد طلبة الكلية يتضاءل .. الذين لم يرحلوا عام 1947 كانوا يستعدون للرحيل الآن . وهكذا واصل سودهاموي الدراسة مع عدد قليل من الصبية المسلمين و بعض الهندوس الفقراء في كلية ليتون التي حصل منها على شهادته في الطب .. وفي عام 1952 كان سودهاموي شابا ممتلئا بالطاقة , عمره أربعة وعشرون عاما . في شوارع دكا كانت الثورة تملأ الشوارع بسبب مطالبة البنغال باعتماد اللغة البنغالية كلغة قومية . لكن محمد علي جناح رئيس دولة باكستان رفض الطلب و أعلن أن اللغة الأردية هي اللغة القومية لباكستان .
شباب البنغال الواعون سياسيا في غرب باكستان ثاروا معترضين على قرار جناح وامتلأت شوارع المدينة بدمائهم ولكن أحدا لم يتراجع , وأصروا على أن تصبح اللغة البنغالية اللغة القومية , شارك سودهاموي في المظاهرات وفي الغالب كان يقودها , وحضر اليوم الذي أطلق فيه البوليس نيرانه على رفيقه سلام بركات وكان معرضا طوال المظاهرات للموت أيضا .

وشارك سودهاموي في الحركة القومية سنة 1969 وكانت قوات شرطة أيوب خان الباكستاني قد تلقت الأوامر بإطلاق النار على المظاهرات , لكن البنغاليين رفضوا الخنوع للتهديد وواصلوا حملتهم مطالبين بميثاق المطالب المكون من إحدى عشر نقطة ومات علم جير منصور على أيدي رجال الشرطة وحمل سودهاموي جثته عبر شوارع ميمنسنج , ووراءه مئات الباكستانيين الناطقين بالبنغالية حزانى صامتين يعدون أنفسهم للمواجهة الحتمية للأحكام العرفية

حركة اللغة 1952 انتخابات الجبهة المتحدة 1954 حركة التعليم 1962 حركة الاعتراض ضد قضية مؤامرة الانتخابات العامة 1970 وحركة التحرير 1971.....كلها كانت تؤكد نقاط التقاء لشباب البلد الواعين سياسيا وكل ثورة جديدة كانت تؤكد على حقيقة أن تقسيم البلاد بناء على نظرية الأمتين كان أمرا غير صحيح وقد قال مولانا أبو الكلام أزاد :
" من أكبر أنواع الخداع على الشعب أن نقول بأن الصلة الدينية يمكن أن توحد المناطق المختلفة ثقافيا و لغويا واقتصاديا وجغرافيا . صحيح أن الإسلام سعى إلى تأسيس مجتمع يتسامى عن الحدود اللغوية والعرقية والاقتصادية ولكن التاريخ أثبت أنه بعد العقود القليلة الأولى أو على الأكثر بعد القرن الأول فإن الإسلام لم يستطع لأن يوحد البلاد المسلمة بناء على قاعدة الإسلام وحده " .

جناح كان يدرك أيضا حقيقة أن تطبيق نظرية الأمتين كان تمرينا فعليا في عدم الجدوى وعندما كان ماونتباتن يخطط لتقسيم البنغال قال هو نفسه :
" المرء بنجابي أو بنغالي قبل أن يكون هندوسيا أو مسلما .. لأنهم يشتركون في التاريخ واللغة والثقافة والاقتصاد .. وسوف تتسببون في حمامات دماء وقلاقل لا تنتهي " .
بداية من عام 1974 وحتى 1971 شهد البنغاليون موجة تلو الأخرى من حمامات الدماء والقلائل , وصلت كلها إلى الذروة بحركة الحرية 1971 عندما حصلوا على الاستقلال مقابل حياة ثلاثة ملايين بنغالي شهيد , مما أثبت أن الدين وحده لا يمكن أن يكون أساسا لهوية قومية , وأن اللغة والثقافة والتاريخ على الجانب الآخر يمكنهم أن يشكلوا الأساس الذي يبنى الإحساس بالقومية . باكستان كانت قادرة مبدئيا على صياغة رابط مشترك بين المسلمين في البنجاب والمسلمين في البنغال ولكن كلا من الهندوس والمسلمين البنغال سرعان ما أثبتا خطأ شعار الأمتين عندما بدا في رفض تنازلات كبيرة للمسلمين في باكستان .

في 1971 كان سودهاموي طبيبا في مستشفى س.ك في ميميسنج وكان رجلا مشغولا سواء في البيت أو في العمل . في المساء كان يمارس عمله في عيادته وكانت كيرونموي حاملا في طفلها الثاني في الشهر السادس وعمر سورنجان اثنا عشر عاما مما اضطر سودهاموي إلى تحمل الكثير من المسؤولية سواء لرعاية أسرته الشابة أو لإدارة المستشفى وحده فعليا . من وقت لآخر عندما يتوفر لديه بعض الوقت كان يذهب إلى بيت شريف للقاء أصدقائه في الثامن أو التاسع من مارس ذهب أصدقاؤه شريف و فيصل وبابلو للاستماع للشيخ مجيب لرحمن. عند منتصف الليل مروا بمنزل سودهاموي أثناء عودتهم لإبلاغه بما قاله الشيخ نجيب :
-إذا أطلقت رصاصة واحدة أخرى وإذا مات واحد آخر من رجالي فإنني أطلب منكم أن تتركوا بيوتكم لتقيموا المتاريس وإن تجمعوا كل شيء ممكن لمواجهة العدو كيفما احتاج الأمر هذه المرة الصراع من أجل الحرية ومن أجل الاستقلال
وبرعشة الإثارة قال له الأصدقاء :
-سودها-دا , هذه المرة فعلنا شيئا !

كان سودهاموي يعرف أنه لا يمكن أن يتحقق شيء بالجلوس وانتظار مسار الأحداث ولكن أسرته وعمله يحتاجان إليه ولذلك لم يفعل شيئا ثم حدث في 25 مارس عندما اجتاح الجنود الباكستانيون البنغال بال مبالاة أن عاد إليه أصدقاؤه وهمسوا في أذنه :
-يجب أن نحارب .. ليس هناك حل آخر
وجد سودهاموي نفسه في موقف صعب . أسرته هي همه الأساسي الآن وعمره كبر على الاشتراك في حرب...ولكن كلام أصدقائه ظل يؤرقه ولم يستطع التركيز في عمله بالمستشفى وأخيرا تحدث إلى كيرونموي وسألها إذا كانت تستطيع أن تتدبر أمرها وحدها إذا اضطر إلى الذهاب ؟
كيرونموي المرعوبة قالت له:
-دعنا نذهب إلى الهند كل جيراننا تركونا الواحد تلو الآخر
كانت هذه حقيقة وسودهاموي رآهم بنفسه خروج 1947 كان يتكرر وسودهاموي كان ثائرا لعنهم جميعا ووصفهم بالجبن بعد أيام قال له نيماي :
-سودها-دا الجيش في الشارع . إنهم يصطادون الهندوس ويقتلونهم لنهرب بجلدنا
في 1947 كان أبوه حازما في قراره بعدم الرحيل .. سودهاموي اتخذ نفس الموقف وقال لينماي :
-اذهب أنت إذا أردت ولكن لن أهرب من وطني سوف نقتل هؤلاء الكلاب الباكستانيون ونحصل على حريتنا عد إذا استطعت بعد ذلك

و بالفعل اتخذ قراره بأن تبقى كيرونموي وطفلها في قرية فاجولا بينما يصطحب هو شريف و بابلو وفيصل إلى ناليترابي ولكن قبل أن ينفذ القرار قبض عليه الجيش فقد ذهب لشراء قفل رغم علمه بخطورة الموقف فالجيش في الشارع وليس هناك بنغالي واحد امن على نفسه تسلل بتوتر وإثارة في شوارع المدينة المقفرة لم يكن هناك سوى عدد قليل من المحلات المفتوحة .. فجأة ظهرأمامه ثلاثة رجال صاحوا فيه بالتوقف .. واحد منهم أمسكه من قفاه وسأله باللغة الأردية :
-ما اسمك ؟
لم يعرف سودهاموي أي اسم يستخدم تذكر أن صديقات كيرونموي نبهوها إلى أن ضرورة تغيير اسمها إلى شيء مثل " فاطمة أختار " وأدرك سودهاموي أن اسمه الهندوسي لن يجلب له خيرا مع معتقليه و أجبر نفسه على نسيان اسمه واسم أبيه وشعر بصدمة وهو يسمع صوته ينطق باسم " سراج الدين حسين " واحد من الرجال قال له " افتح صدرك "وقبل أن يستطيع فعل شيء
انتزعوا " صدريته بأنفسهم في هذه اللحظة عرف رأى بوضوح سبب هرب نيماي وسودهانو و رانجان

من الوقت الذي قسمت فيه الهند إلى باكستان والهند ترك الكثير من الهندوس ديارهم في شرق باكستان ورحلوا إلى الهند .. وتوفر لهم ذلك لأن تقسيم شبه القارة على خطوط طائفية ترك الحدود مفتوحة أمام الهندوس ليرحلوا إلى الهند أبناء الطبقة الثرية والمتعلمة هاجروا في أسراب , سرب تلو الآخر
انتاب سودهاموي ألم أيسر في صدره . كان ألما قديما معاودا آلمه رأسه أيضا ربما ازداد ضغط دمه في التلفزيون كانت محطة CNN تواصل تغطيتها الإخبارية لكارثة 6 ديسمبر ولكن مسجد بابري لم يعد يظهر في كل مرة يذكر فيها اسمه فيها . استنتج سودهاموي أن ذلك تم بناء على طلب الحكومة التي تحاول بوضوح حماية الهندوس من غضب طائفة الأغلبية لكن الذين اعتادوا على ردود الفعل العنيفة لم يكونوا بحاجة لمشاهدة الC NN . شعر بوخزة حادة في صدره , دلكه بيده ليخفف الألم واستلقى في الفراش , لا تزال مايا في الشرفة تتنقل في قلق عرف سودهاموي أن ابنته تريد الهرب إلى مكان آخر أي مكان . ولكن كيف لها ذلك سورنجان يرفض أن ينهض؟ حدق سودهاموي بلا إرادة منه في الشرفة المغمورة بضوء الشمس حيث يستطيل ظل مايا جلست كيرونموي ساكنة تمتلىء عيناها بتضرع حزين كما لو كانتا تقولان : " دعنا نعيش دعنا نرحل " أين يمكن أن يذهب سودهاموي إذا قرر مغادرة البيت في مثل هذا العمر هل يستطيع الجري هنا وهناك كما كان يفعل من قبل ؟ في الماضي لم يدخر نفسه أبدا وكان دائما في قلب الأحداث وطالما ترأس مجموعات المعارضة الإقليمية ضد حكام باكستان . روابط البيت والأسرة لم تكن بقادرة على منعه من المشاركة في هذه الأعمال ولكن من يأتي بهذه القوة اليوم ؟ كان يأمل أنه في دولة بنغلادش المستقلة العلمانية سوف يتمتع الهندوس بنفس الحقوق السياسية والاقتصادية و الثقافية و الدينية التي يتمتع بها المسلمون ولكن لسوء الحظ فقد تعثر مبدأ المساواة الدينية وفقد مكانته تدريجيا مع مسار الأحداث اليوم الإسلام هو الدين القومي لبنغلادش .. والأصوليون الذين عارضوا ذات يوم النضال من أجل الحرية 1971 وساءت شعبيتهم بعد ذلك يحكمون الآن من خلال الجماعات وينظمون المواكب والمسيرات , إنهم نفس المجموعة التي كانت وراء الاعتداء على الهندوس 1990 والتي حطمت معابد الهندوس وأحرقت محلاتهم و بيوتهم .

أغلق سودهاموي عينيه لا يعرف ما الذي يمكن أن يحدث هذه المرة الشيء الوحيد المؤكد هو أن تدمير مسجد بابري على يد الهنود المتعصبين سعاني منه الهندوس في بنجلادش . إنهم لم يسلموا من الأذى على يد الأصوليين الإسلاميين في 1990 فلماذا يسلمون منه عام 1992 ؟ ولهذا يتعين عليهم أن يهربوا مثل الجرذان ! لمجرد أنهم هندوس ؟ ... ولأن الهندوس في الهند هدموا مسجد بابري ؟ لماذا ينبغي أن يتحمل مسؤولية ذلك ؟ تلفت مرة أخرى لينظر إلى ظل مايا في الشرفة . وجهه الأسمر ممتلىء بالقلق و مبلل بالعرق . قالت مايا بصوت مرتفع :
-يمكنكم أن تبقوا حتى تتعفنوا هنا , ولكني سأذهب
سألتها كيرونموي بحزم :
-أين تعتقدين أنك ذاهبة ؟
تجاهلت مايا نبرة التهديد في صوت أمها وانشغلت بتمشيط شعرها بضربات سريعة وقالت سأذهب إلى منزل بارول ..لا يمكنني مساعدتكم طالما لا تريدون النجاة لا أعتقد أن دادا أيضا لديه نية بترك هذا المكان
سألها سودهاموي وهو يتذكر المرة التي انتحل فيها اسم سراج الدين ك
-وماذا ستفعلين باسمك ؟ نيلانجا اسم مميت
" لا إله إلا الله محمد رسول الله " هو كل ما تحتاجه لتصبح مسلما .. هذا ماسوف أفعله وسوف أغير اسمي إلى فيروزا بيجوم .
صاحت كيرونموي بغضب :
- مايا !
حملقت مايا في أمها كما لو أنها تقول أنها لم تخطيء في تصورها المفترض لمسار الأحداث .. تنهد سودهاموي في عجز وأخذ يقلب النظربين مايا وكيرونموي . كان يمكنه أن يفهم سبب جزع مايا إن عمرها 21 عاما لم تر تقسيم البلاد في 1974 ولا أحاث 1950 أو 1964 ولا حصول البلد على الحرية 1971
كل ما تعلمه من أيام طفولتها الأولى أن الإسلام هو الدين القومي للبلد وأنها وأسرتها ينتمون إلى الأقلية الهندوسية التي ينبغي أن تقدم التنازلات لمسايرة الوضع السائد كل ما شاهدته فعليا كان كابوس حوادث عنف 1990 وكان هذا كافيا حتى تتخذ قرارا بأنها لا تريد أن تفقد حياتها .. اتسعت عينا سودهاموي بينما زادت آلام صدره وطرد كل أفكاره عن مايا


لم يرتو عطش سورنجان لكوب من الشاي بعد . نهض وذهب إلى الحمام كان يحب أن يشرب كوبه الأول قبل غسل أسنانه .. لا صوت ولا أثر لمايا هل رحلت البنت فعلا ؟ استغرق سورنجان وقته في غسل أسنانه توتر مشئوم يلف البيت كما لو أن أحدا على وشك أن يموت كما لو أن هناك صاعقة ستنقض في أي لحظة لتجسد الموت الذي ينتظره كل منهم . ظمأنا إلى الشاي لا يزال توجه إلى حجرة سودهاموي , جلس مسترخيا على السرير و سأله :
- أين مايا ؟
لكن أحدا لم يجب عن سؤاله نهضت كيرونموي التي كانت جالسة بجوار النافذة وذهبت إلى المطبخ . أغلق سودهاموي عينيه واستدار في فراشه . يبدو أن أحدا لا يريد أن يمنحه أدنى اهتمام .. وبدأ يتبين له أنه ربما فشل في تحمل مسئوليته نحو والديه وأخته
لقد توقعوا منه أن يعثر لهم على مأوى ولم يستطع , بل الأدهى أنه قرر ألا يفعل ذلك كان سورنجان يعلم أن مايا واقعة في حب شاب يدعى جاهنجير ومتأكد أنها سترحل معه لو سنحت لها الفرصة . والآن بعد أن تركت المنزل من سيمكنه منعها ؟ المسلمون الأكثر ليبرالية اعتادوا على زيارة الهندوس و السؤال عنهم عندما تنشب أحداث العنف ولا بد أن جاهنجير سيأتي للاطمئنان على مايا في هذه الحالة ستعتبر مايا نفسها سعيدة الحظ جدا وقد تقرر أن تتزوجه بدافع من العرفان بالجميل ! الفتى أكبر منها بعامين ولدى سورنجان اقتناع بأنه لن يتزوجها في النهاية

كان بحكم خبرته الشخصية يعرف أن هذه الزيجات المختلطة الديانات شبه مستحيلة في بنغلادش . لقد كان ينوي الزواج من بارفين ولم يتم الزواج عندما رفض الاستجابة لطلب بارفين باعتناق الإسلام . قال أنه ليس ضروريا أن يبدل أحدهما دينه . بالإضافة إلى هذه العقبة رفضت أسرتها زواجها من هندوسي وزوجوها في النهاية من رجل أعمال مسلم بكت بارفين من قلبها اعتراضا ولكنها استجابت إلى رغبة أسرتها . تطلع سورنجان بندم خارج الشرفة الصغيرة .. منزلهم مستأجر لا ملعب فيه ولا مكان للتمشية جاءت كيرونموي بكوب من الشاي وبينما كان يتناوله قال عرضا :
- إنه ديسمبر ولكن الجو ليس باردا .. أتذكرين كيف كنت أحب شراب البلح في صباحات الشتاء ؟
تنهدت كيرونموي و قالت :
- هذا منزل مستأجر أين يمكن أن تحصل على عصير فاكهة طازج هنا ؟ البيت الذي كنا نزرع فيه جميع الأشجار بملاليم

صب سورنجان الشاي وفكر في العصير الطازج الذي كان يأتي به البستاني من بلح النخيل وهو يقف مع مايا بين الأشجار يراقبانه بفضول ويرتعشان من البرد
ويخرج البخار الأبيض من فميهما كلما تحدثا كل الحقول الخضراء المزدهرة التي اعتادا أن يهربا فيها وأنواع الفواكه المختلفة , ذهب كل هذا , ومرات لا حصر لها كان يقول فيها سادهومي لهما :
- هذا بيت أجدادكما لا تتركا هذا المكان وترحلا أبدا

ولكنه اضطر إلى بيعه ذات يوم كان عمر مايا ست سنوات عندما تاهت أثناء عودتها من المدرسة ولم يعثروا عليها في المدينة كلها لا عند الأقارب ولا الأصدقاء والمعارف . وساد القلق والانزعاج الهائل البيت خوفا من أن يكون أحد المتسكعين قد خطفها.. وبعد يومين عادت مايا إلى البيت وحدها لم تستطع أن تقدم أي تفسير لمكان اختفائها أو الذين اختطفوها .. ولمدة شهرين بعد الحادث كان سلوكها غريبا تنام نوما مضطربا وتستيقظ منزعجة في وسط الليل , وتخشى لقاء الناس وكان بيتهم يلقى بالحجارة خلال الليل , ويتلقون خطابات من مجهولين تهدد بخطف مايا مرة أخرى إذا لم يدفعوا فدية وذهب سودهاموي إلى قسم الشرطة وسجل الضابط بلاغا روتينيا ولم يتخذوا أي إجراء أبعد من ذلك وتفاقمت المسألة فكان صبية الحي يتسللون إلى حديقتهم ويسرقون الفاكهة من فوق الأشجار ويقلعون الأزهار ولم يكن من الممكن منعهم لأنه لم يكن من المجدي شكواهم إلى المسئولين . اشتكى سودهاموي لجيرانه فجاء الرد المعتاد :
- ماذا نفعل ؟ هكذا كان الحال دائما ولن يتحسن
حاول سورنجان جمع بعض الأصدقاء لمواجهة الصبية المشاكسين .. ولكن سودهاموي لم يوافق , وبدلا من ذلك قرر ترك ميمنسنج بأسرها وبيع المنزل . كان هناك في الواقع سبب آخر لبيعه فلوقت طويل جدا كانت هناك دعوى تنظرها المحكمة بشأن المنزل جاره شوكت علي زور بعض الوثائق واحتل جزءا كبيرا من الأرض وحاول سودهاموي مقاضاته . لم يوافق سورنجان على قرار أبيه ببيع البيت ولم ير ضرورة لذلك . كان طالبا في الكلية ذكيا وممتلئا بالطموح وتم انتخابه كعضو في اتحاد الطلبة ضمن مجلس إدارة الكلية , وكان يمكنه –إذا شاء – أن يعاقب المشاغبين الذين يضايقونهم . لكن سودهاموي منع ابنه وأصر على بيع العقار والانتقال إلى داكا . وشرح لأسرته أن عمله كطبيب بدأ يتأثر لأن المرضى لم يعودوا يأتون إلى عيادته بكثرة والقلائل الذين يأتون كانوا من الهندوس والفقراء جدا لدرجة أنه يخجل من طلب الأجرة منهم وأمام ذلك لم يصر سورنجان على الرفض لكنه لا يزال يذكر البيت الشاسع الذي كبر فيه والأرض المحيطة به واليوم الذي بيع فيه إلى " رئيس الدين صاحب " مائتي ألف تاكا رغم أن قيمته مليون تاكا في يوم رحيلهم عندما قال سودهاموي لكيرونموي " هيا نلملم أشيائنا لنرحل "
سقطت زوجته على الأرض وهي تبكي بشدة .. ووجد سورنجان صعوبة في أن يصدق أنهم راحلون فعلا عن بيتهم القديم الذي ورثوه عن أجدادهم مسقط رأسه وملعب طفولته . حيث يجري نهر براهما بوترا وحيث يسكن أصدقاؤه لم يكن يرغب في ترك كل هذا والرحيل حتى مايا , التي كانت أقوى الأسباب وراء قرار الأب هزت رأسها بقوة رافضة أن ترحل وقالت :
- لا أريد أن أتلاك صوفيا ..
صوفيا كانت صديقة وزميلة دراستها وتسكن بجوارهم . وكانت الاثنتان تلعبان معا لساعات كل مساء وماذا عن سودهاموي نفسه ؟ بالرغم أنه لم يتردد في قراره ألا أن الأسى غمره لأنه يكن عواطف عميقة تجاه المكان . ولكنه قال :
- هذه الحياة قصيرة . أريد أن أعيش في سلام مع أطفالي بقية حياتي .
ولكن هل من الممكن أن يكون هناك سلام في أي مكان ؟ ربما لا , كما كان يفكر سورنجان
أطلق سودهاموي تنهيدة ارتياح عندما وصلوا إلى داكا بالرغم من أنه في داكا المستقلة اضطر أن يتخلى عن ملابسه الهندية " الدهوتي " وارتداء " الباجاما " بعد فترة بدأ سورنجان ف6ي فهم أزمة أبيه . لقد دفعته الظروف إلى اتخاذ موقفه ولم تكن هناك وسيلة تمكنه هو أو ابنه من اختراق الحاجز الذي لا يقهر والذي يحول بينهم وبين الحياة الآمنة استغرق سورنجان في أفكاره وتمدد على فراشه محدقا في الشمس التي ملأت الشرفة . فجأة قطع تأمله ضوضاء مسيرة سريعة تتقدم انتبه سودهاموي و كيرونموي أيضا في توتر في محاولة لتمييز الصيحات الغاضبة ولاحظ سورنجان أن كيرونموي نهضت و أغلقت النوافذ مع هذا استطاعوا أثناء مرور المسيرة سماع الأصوات تقول :
- دعونا نمسك بهندوسي أو اثنين . لنأكلهم في الصباح وفي المساء أيضا .
رأى سورنجان أباه يرتجف ووقفت أمه ظهرها للنافذة التي أغلقتها تذكر سورنجان أنهم اعتادوا على سماع نفس الهتافات عام 1990 ومن كان هؤلاء ؟ المثير للسخرية أنهم كانوا أولاد الجيران ! جبار ورامجان وعلمجير وكبير وعابدين ! كلهم أصدقاء يعيشون في نفس المنطقة يلتقون باستمرار ويناقشون الأمور العامة بدون ضغائن من أجل اتخاذ قرارات جماعية في القضايا الهامة . كان هؤلاء أنفسهم يريدون تحويل سورنجان إلى طعام !

عندما وصل سودهاموي إلى داكا لأول مرة أجر له اسيت رانجان منزلا في تا نتبازار وقال له :
- سودهاموي أنت ابن رجل ثري هل تستطع الإقامة في بيت مؤجر ؟
وأجابه :
- لم لا ؟ ألا يعيش الآخرون بنفس الطريقة ؟
- - نعم يعيشون . ولكنك لم تشعر أبدا بالحاجة و الخوف . ما الذي يجعلك تبيع منزلك ؟ مايا في النهاية طفلة صغيرة ولا يبدو أنها تواجه الأخطار التي تهدد فتياتنا . لقد اضطررنا إلى إرسال ابنتنا إلى أوتبالا إلى كالكتا لأنها تتعرض للتعبيرات والتهديدات في الكلية , الصبية كانوا دائما يتحرشون بها ويقولون بأنهم سوف يغتصبونها . الآن هي هناك مع خالها . أنت تعرف يا دادا أته عبء كبير أن يكون لديك ابنة ناضجة .

كان سودهاموي يعلم أنه هناك قدرا كبيرا من المنطق فيما قاله اسيت رانجان . حتى وهو يستمع إلى صديقه حادث قيام عصابة من الصبية بتعرية طالبة صغيرة من الساري الذي ترتديه في منتصف الشارع . كانت مسلمة وكذلك الصبية الذين أهانوها . ولذلك عزى نفسه بأنه فيما يتعلق بالنساء الصغيرات لا علاقة للأمر بهندوسي ومسلم . ولكن علاقة الضعيف بالقوي الذي يتحرش به دائما النساء هن الجنس الأضعف ولذلك يقهرهن الرجال وهم الجنس الأقوى , ولم يخاطر اسيت رانجان و أرسل ابنته إلى كالكتا . كان يكسب الكثير من المال من محل مجوهراته في إسلامبور ولديه منزل قديم من طابقين لم يقم بتجديده لأنه يبدو أنه يريد شراء منزل جديد وذات يوم قال لسودهاموي:
- دادا لل تنفق كل مالك ادخره . وإذا استطعت فأرسل المال الذي حصلت عليه مقابل بيتك إلى أقاربي هناك ليشتروا لك قطعة أرض
سأله سودهاموي :
- أين تعني بهناك ؟
أجاب رانجان بصوت خفيض :
- أعني في كالكتا , لقد اشتريت أيضا
انتاب الغضب سودهاموي و قال :
- هل تعني أنك تريد كسب المال هنا وإنفاقه في الهند ؟ هل تعلم أنه يجب إدانتك بتهمة الخيانة ؟

فوجىء رانجان بهذه الثورة فهو لم يسمع هندوسيا يتكلم بهذه الطريقة أبدا . كل شخص تقريبا حريص على استغلال مدخراته في شراء أرض في الهند بما أن مستقبلهم في بنغلادش غير مضمون فأن تستقر في هذا البلد أمر فيه خطورة فسوف يلأتي يوم " جميل " يقتلع وجودك نفسه من الجذور وتترك ميتا فلماذا تخاطر ؟

حتى الآن كان يتساءل سودهاموي لماذا ترك ميمنسنج ؟ لماذا لم يمنعه حبه لبيت أجداده من اتخاذ هذه الخطوة العنيفة ؟ كان هناك مشاكل بخصوص رعاية مايا بالطبع ولكن هذه المشاكل موجودة دائما أينما كان المكان الذي يعيشون فيه . وفي كل الأحوال فإنه فيما يتعلق في حوادث الخطف ليس هناك أي فرق بين الهندوس والمسلمين . عذاب الضحايا وأسرهن لا يختلف بغض النظر عن ديانتهم . وهكذا يؤدي كل شيء إلى نفس إلى نفس السؤال القديم : هل كان خائفا لأنه هندوسي ألا ينعم بالأمن والاطمئنان في وطنه ؟ كان يخشى سودهاموي أن يوجه أن يوجه هذا السؤال إلى نفسه بصوت مرتفع جالسا في هذا المنزل الصغير المتقلص في تانتيبازار كان يتساءل مرة ومرات عن أسباب تركه لمنزل أجداده ليأتني إلى هذا المكان الغريب , هل كان يهرب من نفسه ؟ لماذا شعر بالعجز لخوفه من خسارة الدعوى ضد شوكت علي الذي سلح نفسه بوثائق مزورة . كم هو مرير أن يخسر المرء قضية تتعلق ببيته ! ولكن عندما ينظر إلى الأمر كله بإيجابية يجد أنه من الحكمة الواضحة أنه ترك المكان باحترامه قبل أن يطرد منه بعد خسارة الدعوى , أحد أبناء عمه خسر الدعوى برغم جهوده الباسلة لإنقاذه كان يعيش في تانجيا وأدعى جار مسلم اسمه جامير مونش ملكيته للأرض ووصلت المشكلة إلى المحكمة وبعد خمس سنوات جاء الحكم لصالح الجار, عم سودهاموي اضطر إلى ترك بنغلادش والهجرة إلى الهند هل كان الخوف من التعرض لنفي مصير عمه هو ما دفعه لبيع بيت أجداده ؟ ربما كان هذا صحيحا فقد اتضح له أن أهميته في المنطقة تتضاءل وبجانب هذا كان قد فقد كثيرا من الأصدقاء بالهجرة أو الموت . هؤلاء الذين استمروا في البقاء بدوا فاقدين لأي أمل .. كما لو أنهم شعروا بأن الحياة لا تستحق أن يحيوها . وعندما يتحدث معهم كان ينتابه الإحساس بأنهم يخشون قدوم وحش يقوم بالتهامهم في منتصف الليل الهند كانت حلم الجميع ومعظمهم خططوا سرا لعبور الحدود مع أول فرصة تسنح لهم وكان يقول لهم دائما :
- عندما نشبت الحرب في هذا البلد هربتم مثل الجبناء وبعد أن فزنا باستقلالنا عدتم لإظهار بطولتكم والآن أمام أصغر استفزاز تخططون للعودة للهند بصراحة أنتم جبناء كثيرا

أمام ثورة غضبه بدأ بعض الأصدقاء الابتعاد عنه وعندما كانوا يلتقون به مصادفة كانوا يشعرون بالتوتر في حضوره وبالتدريج أصبح سودهاموي غريبا في بلدته وللسخرية بدأ أصدقاؤه المسلمون أيضا في الابتعاد عنه رغم أن أسبابهم كانت مختلفة وعندما كان يذهب إلى بيت صديق مسلم كان يواجه أقوالا مثل :
- سودهاموي أرجوك اجلس في الغرفة الأخرى حتى أنتي مع فلان
أو :
- أوه لقد جئت اليوم ! ولكن عندنا عيد ميلاد في البيت

وبينما كان أصدقاؤه اليساريين يتقدمون في السن كان يزداد تحولهم نحو الدين , أما سودهاموي الذي لم يكن لديه وقت أبدا لمثل هذه الأشياء فقد وجد نفسه بلا أصدقاء الاختفاء التدريجي للمنطق والعقل والإنسانية من بلدته المحبوبة ترك جرحا شديدا في نفسه وفي النهاية أراد أن يهرب لا من بنغلادش ولكن مما أصبحت عليه بلته ميمنسج أراد أن يهرب قبل فوات الأوان وقبل أن يبتلع الموت أحلامه في النهاية في الحقيقة وجد سورنجان صعوبة شديدة في التأقلم مع البيت الضيق الذي انتقلوا إليه واعترض بشدة .. لكنه تعود بالتدريج على أسلوب حياته الجديد .. التحق بالجماعة وكون أصدقاء جددا وتعلم أن يحب الأشياء المحيطة به
وبعد فترة انخرط في السياسة ودعي لحضور الاجتماعات والمشاركة في المسيرات السياسية .. كيرونموي أيضا وجدت صعوبة في التأقلم مع محيطها الجديد وكانت تستيقظ باكية في الليل عندما تتذكر بيتهم الحبيب وتتساءل عما إذا كانت السقالة الصغيرة التي حفرتها وسط نبات الفاصوليا لا تزال هناك وتتذكر كيف كانت جوافا حديقتهم هي الأفضل في كل البلدة وتتمنى أن تكون أشجار جوز الهند الخضراء تحت الرعاية ... ولم يكون سودهاموي أقل منها انزعاجا .

وفي داكا تقدم سودهاموي إلى وظيفة حكومية كبيرة كانت تعتبر بمثلبة ترقية عن وظيفته الرسمية في ميمنسنج ولكن في كل مرة ذهب فيهلب إلى الوزارة لمعرفة مصير طلبه كانوا يجعلونه ينتظر في غرفة صغيرة بين العملاء , وأحيانا يسمح له بالجلوس والانتظار في غرفة السكرتير الخاص المساعد وكان يسأل :
- من فضلك هل يمكنك أن تخبرني عما إذا كانوا قد نظروا إلى ملفي !
ولكنه لم يحصل على رد مرض أبدا . كانوا يردون على أي سؤال باقتضاب وبعضهم يسأله :
- يا دكتور ابنتي لديها اضطراب في المعدة وتشكو أيضا من ألم في صدرها لماذا لا تصف لها بعض الدواء؟
وكان سودهاموي يفتح حقيبته ويكتب لها " روشيتة " علاج ويسأل بعدها :
-سأحصل على الوظيفة أليس كذلك يا فريد-بابو ؟
فيجيبه فريد –بابو بابتسامة واسعة :
بالفعل في العمل كأساتذة مساعدين أما أقصى ما نجح به هو إبلاء نعلي حذائه , وفي كل مرة يذهب فيها إلى الوزارة يتلقى نفس الإجابات :
- ربما غدا .. ليس اليوم ملفك أرسل إلى السكرتارية
أو :
- ليس اليوم تعال بعد غد السكرتارية مشغولة في اجتماعات
أو :
- الوزير ذهب إلى الريف عد بعد شهر

كان سودهاموي يستمع بصبر إلى هذه التبريرات حتى أنه أدرك لا فائدة من الانتظار بعد حوالي عامين من الجهاد للحصول على الترقية أدرك أن هؤلاء الذين حصلوا عليها هم الذين نجحوا في عبور الخط الشرعي حتى لو كانوا لا يستحقونها .
ولكنه كان يقترب من سن التقاعد والمفروض أن يصبح أستاذا مساعدا على الأقل وفي النهاية تقاعد كأستاذ مساعد واحد من زملائه اسمه مارهاف شاندرابال , وضع إكليل الزهور على رقبته في يوم تقاعده وهمس في أذنه :
ليس من الصواب أن نتوقع أكثر من اللازم في بلد مسلم ما نحصل عليه أكثر من كاف بالنسبة لنا
قال هذا وهو يضحك دون بهجة مارهاف كان أيضا أستاذا مساعدا وتجاوزته الترقية مرتين وكانت هناك تهم عديدة موجهة ضده منها أنه سافر إلى الاتحاد السوفييتي .

وفي وقت ما أدرك سودهاموي أن مارهاف كان على حق . فعلى الرغم من أن البد لا يمارس تعصبا ظاهرا ضد الهندوس من تولي الوظائف الحكومية والترقية فيها أو في قوات الشرطة والجيش فإن الحقيقة هي أنه لا يوجد هندوسي واحد يحتل موقع وزير أو وزير بلا حقيبة في الحكومة كان هناك ثلاثة وزراء مشتركين وعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من نواب الوزراء وكان متأكدا أن لا أحدا من هؤلاء يتوقع ترقية أخرى , وفيما كان يتعلق بالقضاء كان هناك ستة هندوس فقط في منصب قاض وقاض واحد في المحكمة العليا . وكان هناك بعض ضباط الشرطة في الرتب الصغيرة ولكن من المستحيل أن تعثر على هندوسي واحد في رتبة عالية . بالرغم من الأمر استغرق وقتا طويلا لقبوله أدرك سودهاموي أنه لم يحصل على درجة أستاذ مساعد لأنه ببساطة هندوسي واسمه سودهاموي دوتا. ولو كان اسمه محمد علي أو سليم الله شودهري لما وجد أي عقبة في طريقه هذا النوع من التمييز لم يكن موجودا فقط في الوظائف الحكومية وحدها فحتى في مجال البزنس والتجارة لم يكن يستطيع أي هندوسي أن يأمل في تحقيق شيء بمفرده , ومن الضروري أن يكون له شريك مسلم . لأنه ليس هناك مؤسسة لها اسم هندوسي صرف يمكن أن تحصل على ترخيص عمل . والأصعب أنه لا يوجد بنك أهلي أو صناعي على استعداد لمساعدة مشروع صاحبه هندوسي رغم هذه الاحباطات نجح سودهاموي في الاستقرار في تانتيباز . وبعد فترة نجح جعل بيته الجديد مقبولا ورغم أنه ترك بيته إلا أنه لم يستطع ترك وطنه , وكما اعتاد أن يقول :
- ميمنسنج ليست وحدها وطني إنما بنغلادش كلها
بقية أفراد الأسرة لم يكونوا يشاركونه مشاعره كيرونموي كانت تتنهد وتقول :
- المفروض أن أربي الأسماك في البركة و أزرع خضروات جديدة والمفروض أن يأكل الأطفال الفواكه الطازجة من الأشجار.. والآن كل أموالنا تذهب في دفع إيجار هذا البيت .و أحيانا كانت توقظ سودهاموي ليلا وتقول :
- - المال الذي حصلنا عليه من بيع البيت ومن معاشك مبلغ كبير .. دعنا نرحل .. كثير من أقاربنا هناك الآن !
وكان لديه جوابا جاهزا :
- هل تفترضين أن أقاربك سوف يطعمونك ولو ليوم واحد ؟ ربما تفكرين في الإقامة معهم ,لكنهم قد بأنك زائر عابر وسرعان ما سوف يقولون :
- أين تقيمون : هل تريدون كوبا من الشاي ؟
وكانت هي تلح :
- إذا كان لدينا مالنا الخاص , فلماذا نضطر إلى الشحاذة من الآخرين
عند هذه النقطة كان يتصلب عناده :
- لن أذهب .. اذهب أنتي إذا أردت نعم تركت بيتنا القديم ولكن هذا لا يعني أننا سنترك بلدنا أيضا

عاشوا لبعض الوقت في تانتيبازار ثم انتقلوا إلى ارما نيتولا وعاشوا هناك ست سنوات وأخيرا انتقلوا إلى تيكاتولي حيث قضوا السنوات السبع الأخيرة . في نفس الوقت اكتشف سودهاموي أن قلبه مريض , وبعد اعتزاله أدار عيادة مسائية صغيرة لكنه لم يستطع الانتظام في إدارتها كان المرضى يأتون لاستشارته في البيت بدلا من العيادة , حيث قام بوضع منضدة في غرفة الاستقبال لفحص المرضى عليها وبعض المقاعد والأرائك . خزانة الكتب كانت تمتلىء بكل الأنواع : الصحف الطبية , الأدب , كتب في علم الاجتماع أو السياسة .. وكان سودهاموي يقضي معظم وقته في هذه الغرفة . وفي الأمسيات كان يزوره أصدقؤه مثل نيمشيت – بابو أختارو جامان و شهيد الإسلام وهاريبادا ليتناقشوا في السياسة بينما تعد لهم كيرونموي الشاي وكان معظمهم يشربه بدون سكر بسبب أمراض الشيخوخة

قفز سودهاموي مع صوت مسيرة أخرى تقترب حتى ملأ الغرفة كز سورنجان بدوره على أسنانه واحتقن وجهه بالغضب و وبدت كيرونموي ×خائفة لكن سودهاموي بدا رابط الجأش بشكل ملفت بعد عصبيته الأولى . لماذا لا يقوم برد فعل ؟ ألا ينبغي أن يظهر هو أيضا بعض علامات الخوف أو الترقب أو الغضب .

يتبع.....

02-16-2006, 01:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
رواية العار أو لاجا لتسليمة نصرين ( كاملة ) - بواسطة eyad 65 - 02-16-2006, 01:45 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  قصة الحضارة - ول وايرل ديورانت . ( لأول مرة - كاملة ، منسقة ، مفهرسة - 42 جزء -) ali alik 2 2,100 06-22-2012, 05:33 PM
آخر رد: نبع الحياة
  خماسية نور العادلين - هنري ترويا - الأجزاء الخمسة كاملة . ali alik 0 1,403 01-26-2012, 09:38 AM
آخر رد: ali alik
  الكوميديا الألهية - دانتي - ترجمة كاملة 1050 صفحة و ومجلد كتب منوعة جديدة ali alik 3 4,837 07-14-2011, 08:08 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  رواية عالم صوفي/ عرض للدكتور محمد الرميحي بسام الخوري 1 2,574 06-15-2011, 08:50 AM
آخر رد: بسام الخوري
  ايه العقل من رآك (عبدالله القصيمي) نسخة كاملة هدية لفرسان التنوير الوهيم 5 3,956 04-15-2011, 12:53 AM
آخر رد: قارع الأجراس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS