تتساقط الأيدلوجيات أمام بقاء الانسان. ما قيمة أي أيدلوجية اذا لم تكن لخدمة الانسان أولا وأخيرا. هناك من يقتل انسان مثله اتباعا لهوى أيدلوجية ما ورثها عن أجداده. سني يقتل شيعي لأن الأخير من أتباع عليا علما أن علي توفى غيلة قبل 14 قرنا. وهابي يبغض شافعي رغم أن محمد بن عبد الوهاب مات بعد الشافعي ب 13 قرنا. ليس ذلك فحسب, بل هناك بغض شوفيني بين شعوب متجاورة ليس بسبب الجاه فقط, بل جريا وراء تحقيق رفعة لسمعة أيدلوجية تبدو جيدة نظريا و تم تطبيقها على الطريقة الطائفية..

سوريا تغتال لبنان كل يوم. قتلت رموزها و نهبت أموالها و صادرت مؤسساتها وحبست أبنائها, كل ذلك باسم البعث و من أجل صاحب البعث. كل بعثي في سوريا هو نصف اله. وكل موال للبعث السوري في لبنان هو زعيم متوج..

كل هذا القتل من أجل من؟

من أجل فرد واحد رأسه كالزبيبة, ينتمي الى عائلة ليست من ضمن المخترعين المائة التي ترصع أسمائها صفحات الكتب المنضيئة..

كل من قتل في لبنان حديثا و قديما كان من أجل فرد أو فردين. ثم ندعي أن الانسان (كرمه الله) بعقل ليسود الأرض..!!

انسان يقتل انسان من اجل (فكر) انسان آخر..
لم نسمع عن حيوان قنل حيوانا من جنسه من أجل فكر حيوان آخر..

ألا يعني ذلك بأننا كبشر متخلفون عن الحضارة و المدنية الحيوانية؟

بل ألا يعني ذلك أن الحيوان بلا (فكر) هو قمة الرقي..؟؟!

أنا تحديدا, أقتدي بالحيوان لأكون متحضرا. في اعتقادي أن الانسان في طوره القادم سيتحول الى حيوان وسيكون أكثر رقيا و حضارة و مدنية..!

حسام راغب..