{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
من أوراق الحلاق..النسوية
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
من أوراق الحلاق..النسوية
رسمت بعض المسلسلات التي تناولت تاريخ الشام صورة نمطية للمرأة و كانها تنسخ عن بعضها البعض فحبستها داخل بيت كبير ذوجدران عالية و بحرة في المنتصف و أحاديث ساذجة و أحيانا غبية لا تتجاوز الحمل و الطيخ و الولادة , و لم تحاول أن تقترب من إمرأة ذات هم مختلف و كذلك لم يقترب من رجل أراد للمرأة دور أكبر من ذلك ولعل الفقر في إسهامات الأنثى و سلبيتها خلال تلك الفترة سبب النقص الحاصل , و في عودة الى كتاب حوادث دمشق اليومية حاولت أن أعيد قراءة ما كتبة البديري الحلاق عن النساء فلم تخرج الصور المرسومة للمرأة عن إطارها الجنسي و هي الفكرة التقليدية التي يعاد تجديدها في كل آوان, و كان الحلاق ينعت النساء اللاتي يتحدث عنهن "ببنات الخطا",و لم أجد في كتابه أثرا لنوع آخر من النساء و هو شيء متوقع لأن النوع الآخر كان حبيس الحرملك ذو الجدران العالية و أنى لحلاق أن يتصل به .فتكرست صورة المرأة في القرن ما قبل الماضي على شكل "بنت خطا" او نزيلة حرملك.

في حوادث عام 1175 هجرية يذكر البديري أن الكوارث حلت بالشام" فقد طلع نجم له ذنب من جهة الشمال و الطاعون الذي يفتك بالأهالي و غلاء الأسعار الجنوني حتى بلغ ثمن "رطل الخبز عشر مصاري",و كذلك قتل "شيخ التكية نفسة أما الطامة الكبرىيستغرب البديري الحلاق أستمرار الطاعون و الغلاء رغم القضاء على بنات الخطا؟؟!!

لم تكن جميع "بنات الخطا"و لا يذكر الحلاق لماذا ثارت حمية القوم ضد سلمون حتى قتلوها و لم يحصل الأمر ذاته مع الجارية التي أحبت غلاما تركيا واضح أن فجور الثانية كان أكثر بجمعها كل بنات و تظاهرهن السافر في المدينة بالمباخر و الشموع و الدفوف و لم يجد التقاة إلا صيحات الله أكبر."

لا يلبث المزاج العام أن يتغير على بنات الخطا فيقص علينا الحلاق في أحداث 1162 أنه "في ذلك اليوم أمر الحاكم بأن يخرجوا بنات الهوى، وهم الشلكات، من البلد إلى خارج البلد، وأظهر أنه يريد أن ينفيهن إلى بلاد أخرى، ونبّه على مشايخ الحارات أن من وجد في حارته ذو شبهة لا يلومن إلا نفسه، ثم نادى منادي إن النساء لا يسبلن على وجوهن مناديل، إلا حرم الباشا ونساء موسى كيخية. ثم شرع أعوان الحاكم بالتفتيش وشددوا، فانفرجت بعض الكربة، ثم ما بقي هذا التشديد غير جملة أيام، إلا وقد رأينا البنات المذكورات يمشين كعادتهن في الأزقة والأسواق وأزيد، ورجعن إلى البلد، ورتب الحاكم عليهن في كل شهر على كل واحدة عشرة غروش وجعل عليهم شوباصياً، بل قطع من الناس وسلب والله المستعان."يظهر هذا الخبر أن الحاكم تعامل مع جميع نساء البلد "كشلكات" إلا حرم الباشا و نساء الكيخيا , لكن بنات الخطا كن أقوى من أمر الحاكم فعدن و أضطر أن ينظم لهن المهنة بتعيين مراقب "شوباصي" و تكليفهن ضريبيا بترتيب عشرة قروش على الواحدة و يذكر الحلاق أن ثمن ثلاثة أرطال من الدبس بقرش و رطل العسل بقرش و مد الملح نص قرش و بلغ و غرارة القمح بلغت إثنين و خمسين غرشا و يمكن مقارنة هذه الأسعار بفداحة "التاكس" المفروض على بنات الخطا أو قد يرمز على رواج بضاعتهن في ذلك الوقت.

تحدث البديري الحلاق عن نوع من النساء بما يختلف كثيرا عن زوجة المختار أبو حاتم في مسلسل ليالي الصالحية التي زوجت زوجها حتى لا تذهب المختره من عئلته فقال في احداث عام 1163 هجرية"وفي تلك الأيام أيضاً جيء لحضرة الوزير أسعد باشا بامرأة قتلت زوجها، فسألها عن السبب، فقالت له إنه تزوج عليّ، فلما كانت ليلتي نام وتركني، فقمت وقطعت ذكره، وقلت لا لي ولا لها، فمات من ذلك. فضحك حضرة الوزير، ولم يفعل بها شيئاً سوى أنه أمر بحبسها." أريد أن أظهر أعجابي بهذه السيدة التي لم ترضى أن يذهب حقها هدرا في ليلتها قالت على لسان أم كلثوم "هذه ليلتي" و لكن السافل نام و تركها و لم تنام المرأة على الضيم و فعلت ما فعلت ثم أنعشت قلب الوزير الخطير أسعد باشا بضحكة ملوكية تليق بمقامه.

و ليس كل النساء مثل سعدية زوجة المعلم عمر وفيه صادقة محبة تصون غياب زوجها يذكر البديري في أحداث علم 1163 هجرية "وفي جمادى الآخرة قُتل رجل في محلة العقيبة، فسألت عن السبب، فقيل إنه رجل يشتغل بالفرن، فمضى إلى فرنه آخر الليل وسكّر باب داره وترك زوجته نائمة، فلما وصل إلى فرنه واستقر برهة، جاءه نذير، وأخبره أنه رأى رجالاً دخلوا داره، فجاء يعدو بالحال، فوجد السكرة، مفتوحة، فجسّ الباب فوجده مدربساً، فصاح على زوجته فأجابته، فقال لها من مَن عندك، فصاحت: واعرضاه من يكون عندي، فقال لها افتحي الباب، فتعللت بعدم قدرتها على فتح الباب، فصاح بشدة، وإذا قد فتح الباب وخرج منه رجال، فضربه أحدهم بطبنجة جاءت في صدره فقتلته حالاً، فلما طلع النهار أخبروا حضرة وزير الشام أسعد باشا، فأحضر المرأة بين يديه، وسألها فأنكرت فأمر بحبسها، فحبست وذهب دم زوجها هدرا." يعني أن النساء لم يكن معصومات في تلك الفترة لا زوجة الحاج الكردي و لا إمرأة الفران , و لعل الفصل الشديد بين الجنسين خلق فضول شديد عند كل جنس لإكتشاف الآخر و الفضول صفة انسانية لا يمكن القفز فوقها.

الجميل في هذا النص ورود بعض المفردات الشامية التي مازالت مستخدمة حتى الآن مثل "سكرة" و هي قفل الباب "مدربسا" و لاحظ التنوين أي مقفولا من الداخل و "عابت" و غيرها مما يعني أن الكاتب كان يكتب أثناء حلاقته للزبائن فجاءت نصوصة برئية صادقة و عفوية...هناك المزيد.

الأزرق....... كلام أحمد البديري الحلاق..


02-21-2006, 08:14 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
من أوراق الحلاق..النسوية - بواسطة جقل - 02-21-2006, 08:14 AM
من أوراق الحلاق..النسوية - بواسطة Deena - 03-13-2006, 02:24 PM,
من أوراق الحلاق..النسوية - بواسطة Deena - 03-13-2006, 02:26 PM,
من أوراق الحلاق..النسوية - بواسطة Deena - 03-14-2006, 10:20 AM,
من أوراق الحلاق..النسوية - بواسطة Deena - 03-14-2006, 01:19 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أوراق مبعثرة عن نادي الفكر العربي . بهجت 3 1,304 07-23-2012, 01:48 PM
آخر رد: نظام الملك
  أوراق سبتمبر AhmedTarek 20 4,921 04-27-2011, 04:38 PM
آخر رد: هاله
  يا ناس دمرني الحلاق القرامطي 1 534 03-05-2008, 09:47 PM
آخر رد: القرامطي
  البوح في الأفاق بأمر الحلاقة و الحلاق السيّاب 5 1,036 07-19-2007, 06:15 AM
آخر رد: إبراهيم
  أوراق نوطة؟ الكندي 14 2,527 01-25-2007, 07:35 AM
آخر رد: الكندي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS