:Dعلى نفس طريقة الاعلام ال14 اذاري الدعائري:
الاكثرية الوهمية تتطاول على رموز لبنان: "فيروز و زياد الرحباني"
=====================================
زياد وفيروز ينظّران للحرب والهجرة!!
المستقبل - الخميس 23 شباط 2006 - العدد 2189
منى حمدان
ما القاسم المشترك بين زياد الرحباني وأم كلثوم؟
كتبت إحدى الصحف المحلية عن فتاة قالت، عندما سمعت تصريحات زياد الرحباني الأخيرة، "أصبح عندي الآن زياد الرحباني". تذكرنا هذه الجملة بعنوان أغنية شهيرة لأم كلثوم "أصبح عندي الآن بندقية"، التي غنتها في الستينات.
يشترك زياد الرحباني وأم كلثوم بأكثر من هذه الجملة. فهما فنانان من زمانين مختلفين، قدما أغاني ملتزمة كل على طريقته، شكلا، كل في زمانه، حالة أو ظاهرة، واقترب حب بعض الناس لكل منهما من القداسة والألوهة.
زياد الرحباني الذي انقطع عن العمل الإذاعي والمسرحي فترة طويلة، عاد اليوم بالبيان رقم واحد: "جاءنا ما يلي من الرفيق المواطن زياد عاصي الرحباني إعلان رقم واحد: بما أن معظم العباد أصبحوا يسمحون لأنفسهم بأن يصرحوا بأشياء لا يعرفون حجمها ولا تأثيرها على العباد الذين لا يصرحون، فانتظروا بياناً هاماً. ولعدم الرغبة بالتشويق الرخيص، فالبيان سيتناول بما سيتضمنه مثلاً: النائب الياس عطاالله والنائب نايلة معوض كما النائب جورج عدوان شامل ومن أتى به وإلى آخره كالنائب السابق فارس سعيد يخص المواطن المذكور أعلاه سلفاً الرفاق والأصدقاء من كل عيب. ابقوا معنا فلم يبق أحد معنا"..
هذا البيان ذو اللهجة العسكرية الانقلابية، يشبه في تركيبته مسرحية "بخصوص الكرامة والشعب العنيد". تلك المسرحية التي قيل أنها "تطالب بحكم العسكر"، وقيل لاحقاً أنها كانت "نبوءة" بهذا الحكم. إذ لعب الرحباني فيها دور رجل الشرطة الذي يسيطر على المواقف كلها. كما يشبه أيضاً البيانات الانقلابية العسكرية في الدول العربية، التي تبدأ دائماً بالبيان رقم واحد. انقلاب فني ـ سياسي، بدأ يطل علينا من عودة زياد الرحباني، وبتنا نراه أكثر في أغنيات لسوريين يهاجمون فيها سياسيين لبنانيين ويهزأون فيها من "الحقيقة". فهل أصبح زياد الرحباني بندقية في يد رموز 8 آذار، وحلفائهم؟ تلك البندقية التي بدأت تطلق النار على رموز 14 آذار، لتسوّق للحرب ببيانات انقلابية: "كوندو ليزا معوض، جورج عدوان شامل، الياس الخلاسي، والياس عطا الله الذي كان مختار الرميلة في العام 1988 صار نائب طرابلس في العام 2006".
تلفتنا أيضاً عودة فيروز السياسية. فيروز التي غنت لـ"لبنان الكرامة والشعب العنيد"، و"قلتلن بلدنا عم يخلق جديد"، و"خدني ازرعني بأرض لبنان"، و"بتتلج الدني بتشمس الدني، يا لبنان بحبك تتخلص الدني". فيروز نفسها تغني اليوم للهجرة: "عندي بيت زغير بكندا، ما بيعرف طريقو حدا". تغني وتحلق بالمستمع الى بيت منعزل في كندا حيث لا ضوضاء ولا إزعاج ولا مزعجين، حيث تعيش وحدها بعيدة عن لبنان وعن الوطن الذي غنت له وجالت العالم كله داعية اللبنانيين للعودة اليه لأنه يولد من جديد كريماً عزيز النفس، وتريد أن تزرع في أرضه وردة أو شوكة حتى، شرط أن تظل حية على أرضه.
تلك العودة التي كان ينتظرها اللبنانيون من زياد الرحباني ومن والدته فيروز من الشرق فأتت من الغرب، تبشر بالحرب وتمجد الهجرة. قد يقول البعض إن الحرب بدأت في الإعلام والسياسة وتنتظر التجهيزات العسكرية على ما عنونت إحدى الصحف، وقد يقول البعض الآخر إن الحرب بدأت منذ اغتيال الشهيد رفيق الحريري. لكن على الأرجح أن الحرب لم تبدأ بعد، وأن عودة زياد الرحباني الى "العمل السياسي" ببياناته العسكرية، واحدة من البوادر الأولى لهذه الحرب.
إنها الحرب تزحف من الفن هذه المرة، والخشية أن يصير الفن مدفعاً، مرة جديدة.
http://www.almoustaqbal.net/stories.aspx?S...?StoryID=165720