تمهيد .
الزملاء و الأصدقاء .. هذا هو الشريط الثالث الذي أفرده لموضوع الليبرالية ، و لكن هذه الأشرطة أصبحت ملكا للمساهمين الجادين و مازالت مفتوحة للحوار .
الأول بعنوان الليبرالية ....بين السماء و الأرض .و هو مخصص لمفهوم وتاريخ ومبادئ و أسس ومدارس الليبرالية.... الخ ، أي كل ما هو تنظير .
اضغط هنا
الثاني بعنوان مستقبل الليبرالية في العالم العربي : وهو مخصص كدراسة حالة لليبرالية في العالم العربي من مختلف الجوانب .

اضغط هنا
هذا الشريط مخصص لمناقشة الدين و مستقبله من وجهة نظر ليبرالية ،و بعبارة أدق من وجهات نظر ليبرالية ، و هو مفتوح لكل الدراسات و التعليقات الجادة خاصة المخالف منها لهذا الطرح .

[SIZE=5]الدين قضية شخصية .
تلك هي الفكرة المحورية في العقل الليبرالي ، و يمكن التعبير عن تلك الفكرة باستخدام الترجمة العربية الركيكة ( خصخصة ) الدين رغم أني أفضل دائما تعبيرا أقل ابتذالا ولو نسبيا مثل ( تخصيص ) أو ( تشخيص ) الدين . فالعقل الليبرالي القياسي يتبنى مبدأ قبول الأديان على ألا تدعي نفوذا سوى على معتنقيها و داخل المجال العقدي فقط ، وهذا يعني بوضوح لا يقبل أي ظلال أن الدين فقد وضعه العام ،و لا حاجة إلى القول أن فقد الدين لوضعه العام هو محور العلمانية و معناها . هذه الفكرة لا تعني إلغاء الدين ولا تتضمن أي موقف إلحادي كما تذهب المادية الجدلية مثلا ، و لكنها تعني مع قدر من التقريب اتخاذ موقفا حياديا من الأديان كوظيفة ،و لكنها معادية للدين كممارسة سياسية و مرجعية اجتماعية و ثقافية .
هذه الثقافة الليبرالية هي ما يربك الإنسان الدينيhomo-religio ( الإنسان الذي يمارس الحياة كمجرد نشاط ديني ) الذي تفرزه مجتمعات الشرق الأوسط كمنتج ثقافي طبيعي ، فالعقل الديني الإسلامي لا يستطيع بحكم بنائه أن يميز بين الدين كوظيفة و كممارسة ، وهو يخلط بين الدين كعقيدة و الدين كفقه و كتراث تاريخي و يراها جميعا الشيء نفسه . في مواجهة هذه القضية الثقافية يلجأ العقل التراثي الإسلامي إلى حيل لا شعورية تقليدية يمكننا أن نطلق عليها التحوير ، فهو يعيد طرح السؤال الذي لا يعرف له إجابة ( كيف يكون الدين ؟) إلى سؤال آخر أكثر بساطة إلى حد السذاجة المفرطة و هو (هل يكون الدين ؟ ) ، و الإجابة كالعادة معروفة سلفا . إن العقل السلفي يختزل القضايا المركبة كلها إلى أفكار تراثية بسيطة ، و لكنها ككل الأفكار بالغة التبسيط بالغة التجهيل عديمة الجدوى . إن العقل التراثي يعتقد أن كل من يناقش أي جزئية من منظومة التدين التاريخية يفعل ذلك كم أجل هدف شرير و ليس بحثا عن الحقيقة ، فهذا المتشكك هو مجرد .. صليبي ، صهيوني ، فارسي ، شيعي ، كافر و زنديق و ملحد و شعوبي و شيوعي ( سابقا ) و متأمرك ( حاليا !) لا أخلاقي و . , إلى آخر تلك المحفوظات المملة التي لا يتوقف العقل العربي عن اجترارها كالإبل في بيدائها العقيم .
(الدين قضية شخصية )مثل غيرها من الأفكار التأسيسية ، هناك تنوعات على هذه الفكرة المحورية ، تتدرج هذه التنوعات من الطرح المذهبي الشعاراتي ( الدوجماطيقي أو الدوجمائي – اختر ما شئت ) إلى النماذج الاسترشادية ( الباراديم ) المركبة .هذا الطيف الواسع من الطرح العلماني لقضية الدين يمكنك أن تلاحظه بوضوح لو كنت ملما بقدر معقول من الجدل الغربي ، فالموقف من الدين مختلف بشدة سواء من حيث المنهج أو الموضوع بين مادي ملحد ينتمي للثورة الصناعية مثل فولباخ أو كارل ماركس و ليبرالي معاصر ينتمي إلى عصر ما بعد الحداثة مثل نيكلاس لوهمان ، رغم أن كلاهما مفكر ألماني بارز !.
وكي نوضح الفكرة السابقة يمكننا أن نقارن بين نموذج توماس بين الرافض للمسيحية في كتابه (عصر العقل ) و نموذج نيكلاس لومان Niklas Luhmann لدين العولمة في كتابه ( نظرية ، ثقافة و مجتمع ) ، ليس فقط لتباينهما بل لأن الأخير يتناول بعمق ظاهرة الدين من رؤية ليبرالية ،و لأنه يتعرض مباشرة لمستقبل الدين في المجتمع العالمي المعاصر .
للموضوع تكملة .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	كيف يرى السوريون مستقبل بلادهم؟ -- ممنوع دخول الجنس الثالث	الملكة	13	3,356	04-27-2012, 03:18 PM آخر رد: السلام الروحي
	كيف ترى مستقبل الحرية في العالم العربي ؟.	بهجت	20	7,088	03-12-2012, 05:58 PM آخر رد: بهجت
	مستقبل الجزيرة العربية في زمن الاحتكارات - عبد الله النفيسي	عبادة الشايب	2	1,346	12-22-2011, 09:47 PM آخر رد: Rfik_kamel
	سقوط العالم الإسلامي نظرة في مستقبل أمة تحتضر	vodka	6	5,083	07-25-2011, 01:36 AM آخر رد: بهجت
	هل الدين شر محض أم فيه خير ؟	Sniper +	6	1,827	11-20-2010, 05:15 PM آخر رد: ماجن