أنا مشغول جداً هذه الأيّام (مشاغل دراسيّة) .. ومشكلتي أنّي حينما أشعر بنفسي مضغوطاً جداً .. أتحوّل إلى لا مبالٍ لأبعد الحدود ..
طبعاً .. ليس للحد الذي أجلس فيه لكتابة قصّة قصيرة أو خاطرة أو مقالة .. لكنني فتحت "درج" مذكّراتي .. ورحت أقلّب بين أوراقي وأشيائي .. أستعيد ذكرى كلٍّ منها على حدة.. أغلب هذه الأوراق منذ أيّام الثانويّة .. أي منذ زمن طويـــــــــل نسبياً ..
وجدت هذه الخاطرة .. أذكر جيّداً أنّي كتبتها أيّام "البكالوريا" .. حينها كنت (وقعان عشوشتي) .. (لذا فقد تكون ضعيفة أدبياً .. لكنّها معبّرة جداً عما قد يجول بخاطر مراهق)

أحببت أن أشاركم قراءتها .. وأهديها لكلّ وردات المنتدى .. بيوم عيد المرأة العالمي ..

______________________________

عندما أراك ..
أندد بإرهاب عينيك .. بنهم شفتيك .. بوحشيّة أظفارك .. بجبروت أناملك وهي تعصرني ..
أشجب حمرة خدّيك .. رعشة يديك .. لعثمة الكلمات التائهة في محيط وريقاتي ..
أستنكر ذاك العطر الذي يسكرني ..
أتمرّد على العادات .. والتقاليد .. والقيود .. والسلاطين .. !! ..
أدين دكتاتوريّة سحرك .. والتي تعزلني عن العالم الخارجي .. والمتغيّرات الدوليّة .. والداخليّة ..
أعلّق منشوراتي الوطنيّة على كلّ جدار .. من جدران متاهاتك .. وأحرق أفكاري اليساريّة .. بنظرة من عينيك ..
أعقد قمّة عربيّة .. لأوطّد علاقات دولتي بسلاطين النفط الأسود .. في بؤبؤ ناظريك ..
أطالب بمحاربة الفساد في جزر الواق الواق .. وإطلاق سراحي من سجن العشّاق الذي حبستني به إمبراطوريّتك الملكيّة ..
وأؤكّد على حق الشعوب في تحقيق مصيرها .. وعلى مبدأ العشق مقابل السلام ..
أميّز بين الإرهاب .. ومقاومة سحرك ..
أمتّن العلاقات السياسيّة بين القطب الشمالي من كرة عيني .. وجزر البؤبؤ الطافي .. وفي بحر عينيك ..
أفتح الحدود .. وأمزّق الأسوار الشائكة التي تفصل بين مستعمرة (حنين) .. في الضفّة الغربيّة من صدري .. وبين حنان حضنك ..
أثور على بياضك .. نعومتك .. على القمر التائه .. في ظلمة شعرك ..
أدعوك لطاولة السلام .. لأستسلم لك .. وتستسلمين لي ..
أدعوك لسلام الشجعان ..
أنقلب على سلطة جسدك ..
وأعيّن نفسي .. "على سنّة الله ورسوله" .. خليفة للبلاد .. !!

عندما أراك ..
أدرس حركة التيارات الباردة .. والحارة .. في محيط جسدك ..!!
أقيس ارتفاع الموج .. على شواطئ بلدتك .. !!
أبحر بسفينتي الشراعيّة .. وأتصيّد الأسماك .. حتى ترطمني الأمواج ..
أدرك سرّ مثلّث برمودا .. وأحدد مكانه بدقّة على الخارطة .. وأعرف أين تختفي سفني وقباطنتها .. وأين تسقط طائرتي ومضيفاتها ..
وأعرف أين أبحث بدقّة .. على مكان الصندوق الأسود .. الذي يسجّل لهثاتي وتسارع أنفاسي وهي تلفح بشرتك ..
أرسم خط الاستواء على خصرك .. وأعيّن المنطقة الحارة .. والمعتدلة والباردة ..
أقيس قوّة الزلازل التي عصفت بجسدي .. وأنسى حجم الخسائر التي ابتلعتها براكينك ..
أحطّ مركبتي الفضائيّة على القمر .. وأنصب علمي على أرضه .. وأركع لرماله .. لأكون أوّل من قبّلها ..

عندما أراك ..
أجري عارياً .. وأنادي .. : وجدتها .. وجدتها ..
دون أن أجد ما وجده أرخميدس ..
أنقض النظريّة النسبيّة ..
وأكذّب دارون ..
وأسخر من مثلّثات فيثاغورث ..
أكسر ما اخترعه أمبير .. في قياس شدّة تيارات العشق ..
فالعشق يا حبيبتي .. يأبى أن يعترف بالمسلّمات ..
والعشق يا حبيبتي .. عريٌّ .. بلا نظريّات ..

عندما أراك ..
أقيس السرعة اللحظيّة لحركة عينيك ..
أحسب الطاقة الكامنة .. التي تخبّئينها في صدري ..
وأبحث عمّا خبّأته في صدرك ..
وأبرهن أن الطاقة لا تُخلق .. ولا تفنى من عدم ..!!
بل إنّها تتحوّل من كامنه .. إلى نظرات .. ومن نظرات إلى همسات .. ومن همسات إلى لمسات ..
دون زيادة أو نقصان ..
وأنّ لكل فعل ردّه .. يساويه شدّة .. ويعاكسه جهة ..
وأحسب مقدار ردود أفعالك .. على التجارب التي أمارسها على جسدك ..
أضرب أخماسي بأسداسي .. وأسداسي بأخماسي ..
أشكّل منك ومنّي .. معادلات بلا مجاهيل .. وبلا حلول ..

عندما أراك ..
أنسى علوم الأحياء ..
وأنسى أننا أحياء ..
أنسى الخلايا .. والحويصلات ..
وأنسى الجسيمات الريبيّة .. والشبكات السيتوبلاسميّة ..
أنسى أن الرئة تتنفّس ..
وأن الشهيق والزفير .. أفعال انعكاسيّة ..
وأنّ حبيبات العرق التي ألثمها من عقب رقبتك .. تحوي على حامض البول ..
ولا أتذكّر إلا القلوب ..
ونبضات القلوب ..

عندما أراك ..
أغوص بين صراعات الماديّة .. والوجوديّة .. والمثاليّة .. أدرس المذاهب العشقيّة جميعها ..
وأجعل من جسدك جنّة لميتافيزيقيّاتي .. ومسرحاً لتجاربي الوضعيّة ..
أبحث عن صيغة وصل بين أناي الأعلى .. وأناي الأسفل ..
فأحرّض الأسفل ليتسلل للأعلى .. وأحرّض الأعلى لينسلّ للأسفل ..
وأدرك في النهاية .. يا فتاتي .. ويا فلسفة وجودي ..
أنّ الغلبة دوماً ..
لما هو في أسفل .. !!


عندما أراك ..
أدرك أنني عاشق .. في زمن الالكترونات ..
وأنّك ذرّتي ونواتي ..
وأدرك أني لولاك ..
كنت سأرسب في كلّ المواد ..


خوليو