يتشدق المؤمنون مرارا بزعم أن غير المؤمن باللـه لا أخلاق لديه لأنه بدون إله، تكون الاخلاق جزافية لا أساس لها. لكن مسألة الاخلاق و اللـه هي مجرد حلقة اخرى في سلسلة الهراء المنطقي في الاديان.

لنأخذ جريمة القتل مثلا (قتل انسان بريء). هل هذه الجريمة تُعتَبر شرا لأن اللـه نهى عنها و قال انها شر؟ أم أنها شر بشكل مستقل عن اللـه و سواء نهى اللـه عنها أم لا؟

اذا اجاب المؤمن بأن جريمة القتل هي شر و ان اللـه ينهى الناس عن الشر، فهذا يعني ان الاخلاقيات هي امر مستقل عن اللـه و بالتالي لا حاجة للملحد ان يؤمن بأي إله ليكون لأخلاقياته أساس، فهي أساس نفسها و اللـه ليس إلا كائن ينهى عن اللاأخلاقي و يحض على الاخلاقي.

أما اذا اجاب بأن جريمة القتل هي شر لأن اللـه نهى عنها، و ما كانت لتكون شرا لو أن اللـه لم ينهَ عنها، فساعتها نسأل: لو فرضنا جدلا ان اللـه يحض الناس على قتل النفس البريئة بغير حق، فهل تصبح هذه الجريمة ساعتها خيرا لأن اللـه أمر بها؟

اذا كان الامر كذلك، فأخلاقيات المؤمن هي الجزافية و التي لا أساس لها، و ليس أخلاقيات الملحد!

أما اذا قال أن اللـه لا يمكن ان يحض على الشر و ينهى عن الخير، فهذا يعني ان الاخلاق هي أمر مستقل عن اللـه، و بالتالي فربط الاخلاق باللـه هو أمر جزافي لا أساس له، و لا حاجة لأي شخص ان يؤمن او يتبع اي إله ليكون له أخلاق.

بل الحقيقة هي أن عبيد الآلهة يتبعون أخلاقيات جزافية اخترعها الاقدمون ممن زعموا النبوة و خلافها، و هي ليست أخلاقيات ذات أساس منطقي او واقعي.