الزميل العزيز "فري مان" يستعمل رمز النازية في توقيعه. لا اعتراض لي على ذلك، و لن اعترض على استعمال ايديولوجية كانت تؤمن بأفضلية عرق معين من الناس على كل الاعراق الاخرى. إن كان الاخ فري مان يجد في النازية ما يعبر عنه، فأنا لا اعترض على ذلك.

عضو آخر في النادي كان يستعمل صورة الارهابي ابن لادن في توقيعه، مرفقة بآيات قرآنية لداعي تبجيله. ابن لادن يكفّر العالم و ينادي بقتل من خالفه في العقيدة. أيضا لم اعترض و لم أبلغ يوما عن ذلك العضو الذي لم يكن مجرد عضو بل و من اداريي النادي! أيضا، اذا كان هذا العضو يجد في بن لادن ما يعبر عنه، فأيضا لا اعتراض و لن اتوقع من الادارة حذف مثل هذه الامور مثلا.

لكن حين نشرت الصورة الساخرة التي تظهر اللـه و محمد يبحلق بفتاة الشاطئ، و اللـه يقول لمحمد "زوجناك اياها بعد ان قضى الجميع منها وطرا"، قامت الادارة بحذف الصورة حتى اشعار اخر.

يبدو ان النازية و الارهاب مسموح بهما هنا (و لا اعتراض مني!) و لكن الصور الساخرة بالاديان و المواضيع الهزلية هي خط أحمر.

أقترح اجراء تعديل على وثيقة النادي لتقول، "يُسمح للاعضاء بتبجيل النازية و الارهاب و الجريمة و لكن ممنوع منعا باتا السخرية من الاديان. مقدسات الانسانية مباحة، و مقدسات الخرافة ذات حرمة لا يجوز التعدي عليها."

يذكرني هذا الامر بنكتة تلفزيونية يظهر فيها ابن قسيس يشاهد فيلما فيه من الذبح و القتل و اطلاق الرصاص و العنف ما يثير في النفس الرعب و القرف، و القسيس جالس يشاهد الفيلم مع ابنه. و في لحظة من اللحظات، ظهر بطل الفيلم و هو يقبّل البطلة على فمها و يعبر لها عن حبه، فإذا بالقسيس يقفل الجهاز بغضب و يقول، "ما هذا الانحدار الاخلاقي و القيمي في العالم؟ اذهب يا ابني و تابع دروسك و لا تشغل نفسك بهذه الامور اللااخلاقية." و هكذا فالعنف و القتل و الدم امور لم يعترض عليها القسيس، و لكن التقبيل و الحب اصبح حراما و انحدارا للقيم.

و في النادي النازية و الارهاب امور لا بأس بها، و لكن السخرية أمر حرام. و بئس النادي الذي يجعل للخرافات حرمة، و يبيح كل الاشياء الاخرى.