دنت أصابع الفراق ... اقتربت منا ... اقتربت من أعناقنا لتخنقنا
أصابع موحشة تخنقنا ببطءٍ شديد ... تعذبنا ... ترهق أنفاسنا
أصابع تقتل الروح قبل الجسد .
من أين أتيتِ ؟
ولماذا أتيتِ ؟
كنتِ بعيدةً جداً عنا , كنا نظن بأنكِ غير قادرة على الوصول إلينا .
كيف استطعتِ الوصول ؟
من دلكِ على طريقنا ؟
ونحن لم نخبر أحد بسر وجودنا , حتى قلوبنا لم نخبرها بسرنا .
كان برعماً صغيراً قد أنبت بأعلى قمة من جبال أحلامنا , حتى نحن لم نستطيع الوصول إليه
فكيف استطعت أنتِ ؟
كيف سرقت برعمنا الصغير ؟
كيف أخذته بعيداً عنا ؟
ألم تشفقي عليه ... ألم تشفقي علينا , وهو الذي يدفىء أرواحنا ... يزرع الأمل فينا ...
يخلق لنا المستقبل ثمرة .... ثمرة كنا سنقطفها معاً , ولكن أتت أصابعكِ الموحشة لتسرق منا الأمل
لتقتل ما لم يخلق بعد ... لتشقي طفولتنا المتعبة .
لماذا أتيتِ ؟
لماذا إلينا ؟
وهل استكثرتِ علينا حباً لم ير النور بعد ؟
أم أنها مشيئة القدر , وأنتِ محكمة القدر .
كيف استطاع القدر ؟
كيف استطاع العبد أن يتحكم فينا ونحن الذين خلقنا القدر , ونحن الذين أخضعناه لعرشنا .
كيف استطاع العبد أن يتحكم بخالقه ؟
كيف بعد أن أركعناه... أركعنا
في أي زمن نحن ؟
في زمن ركعت فيه الآلهة خاضعة خانعة . ولكننا لن نبقى طويلاً في هذا الزمن .
ستعود قلاعنا التي هدمت ... سنعود إلهاً لا يقهر
سنعود بعد أن نزيل تلك الأصابع عن أعناقنا ... سنعود أقوى .
نسقي جذر برعمنا الصغير ... نسقيه كبرياء لن يذله عبد ... نسقيه حباً لن يميته ذلك المسخ المسمى قضاء وقدر ,
حباً لن تخنقه أصابع الفراق ... حباً لن يموت حتى وإن طالت أصابعك أرواحنا .
فاغرز أصابعك في أعناقنا ... اغرز في لحمنا في عظمنا فالحب لا يحييه إلا الألم .