جقل
عضو متقدم
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
جمادى الأولى و الثانية..
جمادى الأولى و الثانية..
أستبشر السورين عندما جاء الرئيس حافظ الأسد الى الحكم في عام 1970 و كان الفرح حقيقيا بمجيئة "هكذا قرأت في صحف تلك الأيام" أستهل مشواره كرئيس بجولة جاب فيها كل المحافظات السورية و استقبلته الجماهير كفاتح و تعامل هو معها كفاتح أيضا بعد أن استطاع أن ينقلب على مجموعة تبنت خطابا متشنجا نزقا و متهورا أيضا و المصيبة أن تلك المجموعة كانت مقتنعة بما تقوم به فكانت النتيجة حربا "مبرره" شنتها أسرائيل أحتلت بموجبها أرضا "من ثلاث دول" تبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف المساحة التي حصلت عليها بعد قرار التقسيم.أنتقل تشنج مجموعة الحكم الى الشارع فتوتر المواطن و أحتقن كل شيء .نتج عن ذلك الإحتقان بروز حافظ الأسد دفعته أسباب شخصية "ووطنية" الى إزاحة رفاق الأمس, تربع على كرسي الحكم وحيدا و ترقب السوريون بفرح نتائج رحلته في ربوع الوطن السوري.
طوال الثلاثين عاما التالية لم يكرر حافظ الأسد زيارته الى المحافظات السورية و أكتفى برحلات على شكل إجازات و "نقاهات" يقضيها في بلدته الجميلة,و أحاط نفسه بمجموعه ضيقه من المقربين أختارهم أيضا لأسباب شخصية أبرزهم شخص بليد "الوصف لكريم بقرادوني" اسمه عبد الحليم خدام ,صبغ عهده ببرود جامد تحنط فيه كل شيء فبدا كل شيء بطيئا حركة الزمن و حركة السياسة و من فرط البطء تظن أن كل شيء ثابت بمكانه , دلت تحركاته و طريقة تعاملة مع الخارج و الداخل على أنه يبني "حكما" مستقرا و ليس "دولة حديثة" أوجد مؤسسات و بتها في كل أركان المجتمع ولم يعطها ألا دورا ديكوريا ذو وظيفية تجميليه فقط و ركز كل شيء في يمينه, و بعد أن عمل على تنصيب نجله ليحل محلة تبين أنه يريد أن يبني سلالة حاكمة أيضا.
أستبشر السوريون و هذه المرة كنت شاهدا بمجىء بشار الأسد الى الرئاسة ,لم يقم كوالده بجولة بل خطب في مجلس الشعب خطابا سمي "خطاب القسم" و هذه التسمية كانت وليدة خطاب بشار نفسه أو مستقاة من ثقافات مجاورة, حدد بشار الأسد لنفسة مهام بدت مهمة و هامة ,ثم أتبعها بتحركات سياسية فعدل حكومة والدة و تزوج , و أطلق مزيدا من الوعود شجعت بعض الشخصيات لإفتتاح منتديات حوار ما لبثت أن أغلقت بعنف مع إطلاق مزيدا من الوعود ,غير بشار الأسد الوزارة كلها بعد أن تبين أن رئيسها مصطفى ميرو الذي جاء به بشار شخصيا غير نزيه , رأى بشار أن الحكومة الجديدة لم تقم بما كان يريده منها فعدلها.و عقد مؤتمرا عاما للحزب الحاكم أعاد فيه تأكيد الكثير من حيثيات عهد والده ,ثم اقال أو جمد معظم طاقم ابيه.
خلال تغييرات بشار الوزارات أو تعديلها و خسرت سوريا الكثير من المواقع خرجت من لبنان بشكل مخز و رفضت إسرائيل دعوات سورية لمتابعة الحوار , و توالى الفشل الإقتصادي و أنخفاض مستوى المعيشة, و تعززت الرؤية أن بشار الأسد ورث عن أبيه ميله لبناء سلطة و رغم ما يحيط خروج عبد الحليم خدام و تصريحاته من شكوك فلا يمكن أن تمر بسهولة حول تفصيلة تقول أن بشار يحاول أن يستبد بالأمور بشكل شخصي و منفرد ,و هذه ميزه هامة كانت لدى والده من قلبه.
قرار بشار الذي اقال فيه مجموعة من القضاة لم يكن واضحا, فلا نستطيع أن ندرجه تحت عنوان محاربة الفساد لأن بعض المقالين لم يكونوا فاسدين بالإضافة الى أن بعض المفسدين ما زالوا في مواقعهم و لا نعده قرارا إصلاح مؤسسة لأنه لم يمس الهيكل التنظيمي و لا المرجعية لوزارة العدل و بدا الأمر و كأنه إطلاق "خرطوشة "لكش الحمام المختبأ,ثم كان قراره الثاني الذي أعتمد فيه نفسة كمسؤول أول عن الوزراء و الوزارات,رغم وجود رئيس للوزارء لا يستهان "بحجمه".و قرارات أخرى مشابهة تظهر صاحبها و كأنه "فايت بالحيط".
ما قام به بشار الأسد يؤكد نيته بناء سلطة شخصية تتركز حوله ,بحيث أعطى لنفسه منصب رئيس الوزراء و كان قد تقلد سابقا جميع مناصب أبيه في الجيش و الحزب و الجبهة الوطنية و مارس صلاحيتها بنفسه .و لا يمكن أن نطلق على شخص يحمل كل هذه الأوزار وحده ألا لقب ديكتاتور.. أما الدور الذي تلعبه المؤسسات فقد بدا واضحا بنسخة كاريكاتورية تدعى مجلس الشعب عندما تحدث أعضاء مجلس الشعب "بالدور" عن الخائن خدام.
|
|
03-14-2006, 01:58 PM |
|