مرة ثانية..و للضرورة أرجو من السادة المشرفين نقل هذا الموضوع الى ساحة الأديان...مع كل الشكر

أود في البداية أن أعتذر من زملائي,فليس في الأمر مكيدة أو أي محاولة للخداع,ما أردت تبيانه,أننا بجهد قليل يمكن أن نرفع نصا "أدبيا" الى السماء السابعة أو ننخفض به الى سابع أرض.دون أن يتمكن أحد من إدانتنا إدانة واضحة لعمل كهذا قد نتهم و نشتم و لن يخرج الأمر عن هذا الإطار و يبقى الأمر مجرد أتهام , فالنقد يخضع لمعيار صاحبة و له منابع ذاتية كثيرة و في حالات معينة يأخذ النقد شكل التعبير عن حالة نفسية فلا يرى الناقد في موضوعة غير ما يريد أن يراه أو يؤمن به,و يجب عدم الفصل بين "الذات الناقده" و الرأي النقدي لأنهما يشكلان وحدة لا يجب فصلها, الأكثر طرافة وجود حالات كالأمر الذي نحن بصدده بإنفصال الرأي عن الموضوع, أو ما ندعوه عدم الموضوعية و ذلك عندما يكون الرأي النقدي بعيدا موضوعه و لا يتعلق إلا بالحالة النفسية للناقد .و ليعذرني زميلي عدلي مثلا لأنه يمثل حالة مثالية حيث أن موقفه من القرآن لا يتعلق بالقرآن بقدر ما يتعلق بأمر ذاتي يخص الزميل عدلي ذات الأمر ينطبق على أتماكا مثلا فما يراه في القرآن أنعكاس لحالة يقينية تتملكة تدفعه لإعطاء ما يره لون محدد.لا نستطيع لوم هؤلاء الزملاء لأن ما هو ذاتي يأخذ لديهم شكلا لا إراديا فيتوفير عندهم الدافع الذي يبرر مواقفهم و قد يبرر حدتهم و تهجمهم.

نأتي الى مسألة "تقليد" القرآن و التي يصر الزميل الختيار عليها مرة بعد مرة بدون مبرر كاف و بدون هدف واضح, لأنه بعد كل محاولة يغرق بذات الأسئلة و ذات الإتهامات و يصل الأمر غالبا الى الشخصنة و السب و الشتيمه المبطنه,لا أنكر عليه تقليده القرآن لأنه يعرضه لشخصنة الأمر,و لكن لأن الأمر نفسه غير مجد و لا يكاد أن يكون له تأثير يذكر لا على إسلام المسليمن و لا على شك المتشككين,بإعتبار أن اليقين الديني حالة نفسية و ليست حالة معرفية, فما يراه المؤمن في القرآن ليس مجرد عبارات و تعاليم مكتوبه عمادها اللغة العادية,ما يراه المؤمن معجزة متكاملة يظن أنها كتاب فيزياء و جغرافية و دستور و قانون و لا تعدم من يرى فيها كتاب في الطب و الحكمة, و الإقتراب منه كالإقترب من منقطة عسكرية يطلق النار على من يمس سياجها,و في هذه الحالة يتحول مقلد القرآن الى مجرد شخص يحاول السخرية أو التحقير أو الإهانة ,و قد ينظر الى محاولته كمن يريد صنع مركبة فضاء من طشت الغسيل و اسياخ شوي اللحمة.

الأمر الآخر هو أن تقليد النص القرآني فعلا مستحيل, و اضع من عندي تحدي جديد يضاف الى تحديات القرآن نفسه في إستحالة الأتيان بمثله,التحدي الذي اضعه يأتي من باب إستحالة محاكاة الأشياء محاكاة كاملة , فإذا حاول أحدهم تقليد لوحة مشهورة,فليس هناك ضمانة مثلا أن يأتي التدرج اللوني موافقا أو وضعية الأشياء في الرسم متوافقة و إن نجح الرسام في هذه الأشياء فقد تختلف نوعية القماش أو الورق الذي يرسم عليه لأن الرسم الأصلي وجد في زمن مختلف و إن وفق في كل هذه الأشياء مجتمعة فعندها لا يكون الرسم الجديد محاكاة بل يكون سرقة فنية و بدلا أن نقول أن الشخص الذيس نقل هذه اللوحة فنان سنقول أن هذا الرجل اللص و تنتفي عنه كل صفة إبداعية. الأمر ذاته ينطبق على القرآن, فلا يمكن محاكاة التراكيب الجاهلية و لا ترادفها و قد يخلق توظيف كل مفرده مشكلة جديدة في وجه من يريد تقليد القرآن الطامة الكبرى في مراعاة مزاج كاتب النص القرآني,أو لنقل التباعد الزمني الذي يفصل موضوعات السورة الواحدة و ثم تأتي التوصيفات الفريدة لحالات إنسانية في مواجهة الجنة و النار و الحساب و هو توصيفات خاصة بالقرآن لا بد لمقلد القرآن أن يستعير منها و إن فعل وصم فورا بالسرقة, ثم هناك الحالة النصية التي تقف في المنتصف بين ما هو شعر و ما هو نثر ,فقد تقرأ مقطعا موزونا مقفى ثم تنتقل في نفس السورة الى نص مختلف الوزن أو حتى غير موزون بالمره بدون أي تمهيد و هذه تثقة مفرطة من النص بنفسه لن تجدها في شخص يحاول تقليد القرآن بحرصة على الأسجاع و الأوزان و ترادف المعاني.بالإضافة الى أن للقرآن سمة و أجرء أن اقول توقيع يميز نصه و يعزلة عما يشابهه نشأت بفضل أربع عشر قرنا من التلاوة يحس بها حتى غير المسلم أو غير المؤمن هي حالة كالتي نحس بها عند دخولنا الى قلعة اثرية أو متحف قديم لا بد أن تسري في أوصالنا "رعدة التاريخ", هي حالة موجودة فينا طبعا و ليس في المكان الأثري و لكنها حالة إنسانية تميز البشر,الأمر السابق طبعا ينطبق على اصحاب الثقافات العربية و من ضمنهم المسيحيين بالطبع.

لا أنكر أنه بجهد بسيط يمكن كتابة آيتين أو ثلاثة لا يفرق الكاتب العادي بينها و بين القرآن و لكن الإمعان في الكتابة يظهر الفرق و بزيادة عدد الآيات المكتوبه يظهر الإنحراف عن القرآن,و هذا ما حصل بالفعل مع "صورة" العاصفة للختيار, و قد اعترف الختيار بعضمة لسانه أنه كتب "صورته" في ساعات قليلة و أعتقد أن في اعترافه بهذا "إهانة" للقرآن لأن التصدي لعمل كهذا ترجو من بعده التوفيق يتطلب جهدا أكبر بكثير,و ربما لذلك جاء نصه بعيدا كل البعد عن النص القرآني و يمكن لقارىء مبتدىء في القرآن أن يميز بين النصين,سابدا هنا نقاط الفرق بين نص العاصفة و النص القرآني نقطة نقطة و أستجيب لدعوة زميلي الختيار في الحوار حول نصه,و أرجو أن لا نغرق في قيل و قال من قبيل أن قلت كذا و أنت قلت كذا فندور في حلقة نعض فيها اذناب بعضنا البعض دون أن يرى كل منا وجه صاحبه, و لنبتعد عن هنا واو و هناك سين, ما ابتغيه مقثارنة نص بنص من حيث الأسلوب و البناء و الأغراض و المفردة و التماسك النصي و الصور و البديع البياني, و القافيه و طول الآية..و أشياء أخرى اذكرها في حينها..لن أحاول أن اثبت في حواري التالي أن نصوص القرآن أفضل من نصك و أن نصك متهالك..ألخ.."سأحاول" أن أبين أن نصك "مختلف" عن النص القرآني و ليس لي دخل بالمستوى الفني لا للقرآن و لا للعاصفة.



سأترك لك المجال أن كنت تريد التعليق و أدعو كل من يرغب بالحوار حول محاكاة القرآن و "صورة" العاصفة أن يتفضل..

مودتي