Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
هل تخاف من الله ؟ ... مواجهة الله خوف الملحد و الديني !!
ككل يوم فطرت سريعا لكي ألحق بعملي ..
نادرا ما نزلت من البيت دون أكون متاخرا على ميعاد العمل ..
كالعادة ركبت الميكروباص ..
لدى الكثير من الأشياء اليوم .. أتمنى ألا أرجع مرهقا كي أنجز بعض الأشياء في المنزل.
أنتظر يوم العطلة بفارغ الصبر فأنا أحتاج إلي بعض الراحة ..
سعيد أنني ملحد و لا أذهب لأي دار عبادة يوم الأجازة ..
.......... كل مرة أقوم بعبور هذا الشارع أتوقع شرا.
لا يمكن أن أتفادى يوميا تلك السيااااااااااااااااااااااااااااا ...
أين أنا ؟
فراغ .
أصرخ و لا أسمع صوتي ..
لا أشعر بأي شئ ..
كحلم ثقيل يمر بي ..
لا اشعر أن لي جسدا أو أطراف ..
فقط لا أشعر بشئ ..
لا أستطيع ان أعي شيئا ..
أشعر و كأن عدما يملأ كياني و عقلي ..
تقريبا لا أعرف من أنا.
ما معنى أنا ؟
ليس حلما ..
وعيي أكبر من وعي حلم و أقل من وعي واقع حقيقي.
آه .. لا أشعر بشئ.
لا أفهم شيئا ..
كم من الزمان يمر.
فجأة طاقة نور تفتح ...
نور عظيم يغشى عيني ..
كيانان نوريان يقتربان ...
يمسكاني من ذراعيا و يقوداني ..
هناك شخصا يجلس امام كتاب ضخم يشبه الارشيف ..
لا أستطيع أن أتبين ملامحه ..
ثم فجاة أجده أمامي مباشرة ..
ضخم و مهول و يجلس على عرش ضخم ..
من هو ؟
لو أستطيع أن أسترد وعيي و أعرف ما الذي يجري ..
آآآآآآآآآآآآآآآآه ...
ايه ..
آه .. انا فين ؟
وقت المحاكمة ...
الذي يجلس أمام الأرشيف هو الذي يتكلم ..
ثم و كان نور جميل يدخل عقلي .. صوت ناعم و قوي يكلمني :
• لقد مت .. و هذا هو يوم القيامة و جاء دورك في المحاكمة.
- من أنت ؟
بقوة سمعتها .. بهدير.
بكل فخر و إعتزاز شعرت بها في كل كياني ..
• أنا الله ...
بإنبهار بدأت أتبين ملامحه ..
و كانه سمح لي أن أتبين ملامحه بدأت تتضح تدريجيا ..
ملامح طيبة و قوية .. طيبة لامتناهية و قوة بلا حدود.
جمال محياه يبهر ... يسحر.
هل هو حقيقي ؟
في عينيه جبروت و ثقة بالنفس .. بالتأكيد ثقة إله بنفسه.
• نعم هو أنا ... منحتك قدرات إضافية لتستطيع أن تتعرف علي.
- هل حاكمت كل البشرية قبل ان تحاكمني .. ؟
• الإنسانية عاشت مليون سنة بعد أن مت .. و انا حاكمت كل من كانوا قبلك و قد جاء دورك.
- كم من وقت إستغرقت كي تحاكم كل هؤلاء ؟
• لا وقت هنا .. لدينا متسع لكي أسمعك, لن ارمي بك إلي النار الأبدية لو لم تكن تستحق ذلك.
الفكرة رجعت .. النار و جهنم, تلك الأفكار أنكرتها لسنوات و سنوات.
الرعب كله تلبسني ... مجرد كلامه عنها جعلني أشعر برعب لا قبل لي به.
كل الصور المخيفة راحت تتوالى في ذهني مرة واحدة ..
• للأسف النار حقيقية و أنا حقيقي كما ترى و تعي.
- لكن لا ... انا لا .. أبدا .. انا لم ..
• إهدأ و أترك الجزع و الهلع للنهاية ...
وجدت نفسي أهدأ فعلا .. هذا الكيان لديه تحكم كامل في.
مجرد أن قالها وجدت كل أحاسيس الهلع تغادرني بالأمر ..
- هل تستطيع أن تقرا أفكاري ؟
• انت تفكر أنني أستطيع أن أؤثر على أفكارك و مشاعرك بما يضرك .. أستطيع و لكنني أحترم حريتك و وعيك.
الجالس على الدفتر بصوت جهوري : أنت ألحدت في سن صغيرة و ظللت منكرا لوجود سبحانه و تعالى حتى الممات .. ما قولك فيما هو منسوب إليك ؟
فقط إحمر وجهي بلون الدم تلك المرة .. لا أعرف خجل أم ماذا.
- لكن لماذا لم أتهم بالخطايا التي قمت بها ؟
• لأن كل واحد يحاسب بحسب الدين الذي إتبعه ...
تلك المرة الهلع الذي أصابني كان فائقا .. الفكرة كانت قاسية جدا علي.
- ماذا ؟ كل واحد يحاسب بحسب ماذا ؟
• سأجيبك على كل تساؤلاتك لكي تفهم و تعي موقفك ... انا لا أعاقب بشرا دون أن يفهموا أين أخطاوا.
أنت لا تعرف حدود قدرتي أو حكمتي .. انا أعلم منك بنفسك و بكل الإنسانية, لم أرد أن أرسل دينا واحدا بعينه لكل أمم الأرض عبر العصور.
رأيت بحكمتي اللامتناهية و ذكائي الغير محدود أن الأفضل أن أرسل لكل شعب دينا يناسبه و يناسب طبيعته .. أن أرسل لكل زمن نبيا أو رسولا يناسبه, أنا أعرف جيدا أن لكل عصر دين و عقيدة مناسبين.
و أنا أحاسب كل من إتبع دينا بحسب دينه ... معتقد واحد أساسي أحاسب عليه و هو الإيمان بوجودي و قدرتي, الولاء لي يهمني أولا و أخيرا ثم بعد ذلك اناقش معك كيف نفذت أحكام دينك و إلي أي حد نفذتها.
هذا هو العدل ... لا يمكن ان أرسل كل تلك الأديان ثم أختار واحدا منها فقط ليكون صحيحا.
ارسلت الكثير لتختر ما يناسبك و ليس لكي ترفضهم جميعا .. عاملتك برحمة و لكنك تجبرت و رفضت رحمتي, إحترمت حريتك و ارسلت لك إختيارات فما كان منك إلا أن لفظتها جميعا بكل وقاحة.
لو كنت مسيحيا لحاسبتك كمسيحي و لكنت أرسلتك لما كنت تتوقع دخوله ..
ربما مطهر بسيط لو كنت كاثوليكيا ... و لو لم تكن مؤمنا به لكنت الآن في الملكوت.
و لو كنت مسلما لحاسبتك بحسب إسلامك و كنت الآن في الجنة ..
صدقني .. إيمانك بي و باي دين كان سيعفيك من الكثير.
.......... الذهول يتملكني, راهنت كثيرا على التناقض بين الاديان و تخيلت أن لدى حجة لا تقاوم و ما من محكمة عادلة تستطيع أن تلومني.
التناقض بين الأديان يستخدمها ميزة لصالحه ... لا أستطيع ان أستخدمها.
أشعر بالضياع .. بالغباء اللامتناهي ... بحقارتي و كراهيتي لنفسي .. ما كان يجب أن أثق في نفسي إلي هذا الحد.
ما كان يجب أن أثق بنفسي إلي هذا الحد ..
- و لكن الأديان متناقضة في ذاتها .. و من يؤمن بالمسيحية لن يؤمن بمحمد و من يؤمن بالأديان الهندية لن يعرف شيئا عن الله في الأديان الأخرى.
ثم ان أتباعك تقاتلوا و تناطحوا سنينا و أراقوا الكثير من الدماء بسببك ..
• ليس أساسيا عندي تفاصيل العقائد بقدر ما كان يهمني الإيمان بي و الولاء و العبودية الكاملين لشخصي .. أما من تقاتل من أجلي فتلك محبة زائدة و إخلاص متزايد و إيمان و ولاء لا استطيع إلا أن أكافؤهم ..
يكفي أن تؤمن بوجود قوة عظمى فائقة و هي انا .. و سميني ما شئت بحسب ثقافتك. إخلص للتعاليم التي تصلك ببساطة بلا فحص متزايد أو كبرياء يبعدك. لو بحثك و تساؤلك جعلاك في النهاية متاكدا من دين معين أيا كان إعتبرتك مجاهدا اما أن تنكر وجودي ..
- لكنني حاولت مخلصا ... كنت شغلي الشاغل طوال حياتي و حتى بعد إلحادي كنت أفكر في وجودك, كنت مهتما و متساءلا و برغم إعتقادي بأنك لست موجودا لم أهمل الفكرة أبدا و كنت مستعدا لمناقشة أيا كان و لم يكن واحد فقط من أتباعك يستطيع أن يعارض منطقي.
بصوت جهوري قوي سمعته يتكلم :
• أنت لم تنكر وجودي لأنك لم تجدني ... كل تلك الآلاف المؤلفة آمنت في صمت, هناك من كان يصحو و ينام مسبحا بحمدي. هناك من ضحى بروحه من أجلي ... هناك من سخر وقته و مجهوده و ماله و كل ما يملك من أجل رضاي. أكل تلك التضحيات كانت هباء ؟
عبث ؟
كل هؤلاء كانوا أغبياء و أنت فقط الذكي ؟
كنت كسولا و لم ترد أن تعطيني أي شئ .. مع أنني انا من صنعتك.
كنت متكبرا و رفضت أن تتقبل فكرة أن هناك من هو اعظم منك و يملكك ..
كنت جاحدا متمردا نمرودا ... رفضتني روحك قبل أن يرفضني عقلك, أنت من أوحيت لنفسك أنني بلا وجود فقط لتحيا بلا رقيب أو حسيب.
هل أحببت الحرية ؟
كنت على إستعداد أن تصحو يوميا في ميعاد معين و تظل تعمل طوال النهار لكي تكسب قوت يومك ..
لم تكسر إشارة مرور أو تقاوم ضابط شرطة يستوقفك و يسأل عن هويتك.
لا وجود لإنسان حر .. تخضع في حياتك لالف قانون و حتمية.
تخضع لحتمية العمل لأجل العيش ..
تخضع لقوانين بشرية تتغير يوميا ..
بل تخضع لمعايير الناس في أي تجمع كي لا تفقد تقديرهم لك ..
ثم تكفر بي من اجل الحرية ؟
لو كنت إعتبرتني مديرك في العمل لكنت إحترمتني و قدرتني بافضل من ذلك ..
مجموعة نصابين و سارقين و جهلة يشرعون في البرلمان قوانين تلزمك و تخضع و بلا إقتناع منك.
هل كنت حرا وقتها ؟
مجرد ان تصدق وجودي و تترك نفسك تتعبد لي و على أي ملة كان مقيدا لك لتلك الدرجة ؟
ثقة كل هؤلاء الناس لم توح إليك بشئ ؟
معجزات و أنبياء و .. و ..
كل تلك الأشياء لم توح لك أن الله يجلس هناك و يرسل و لو واحد فقط من كل هؤلاء ؟
لا تقل لي حاولت مخلصا .. لا تخبرني عن بحثك و تعبك.
لم تكتف بإنكاري بل حاولت تشكيك الناس ليطمئن قلبك .. كنت تهوى أن ترى الشك في عيونهم ليقوى قلبك, تصطاد الضعفاء و البسطاء لكي تغتر بقوتك و تؤكد لذاتك أنني عدم.
تمردت في قلبك .. روحك رفضتني, لقد مسك الشيطان منذ ان ولدت و ترك فيك شيئا من روحه.
ربما لا يكون هذا ذنبك و لكنك تبعته في النهاية ...
على العموم كنت حرا .. و إرادتك الحرة هي من إختارت و قلبك إختار قبل عقلك لذا إستحققت العقاب الأبدي.
عدلي اللامتناهي يطالب بعقوبتك ... الرحمة بداخلي تسكت الآن فلقد إستنفذت كل سبلك على الأرض.
لقد آن أوان عقاب روحك على جحد سيدك أيها العاصي .. أنا لست ناقما على عقلك فلقد وظفته لخدمتك.
........... ثم أحسست به يقترب ثم يقرب وجهه و يقول لي :
• ربما تظن انك تحيا كابوسا أو مازال عقلك يصر على أنني عدم و ان وجودي غير منطقي .. ألم تتأكد من وجودي بعد ؟
.......... رفعت راسي المنكسر لأرى وجهه, إبتسامة ساخرة صغيرة تعلوه, القسوة لها أثر واضح على وجهه .. هل هي قسوة العدالة ؟
ثم بكل يأس و إحباط رفعت رأسي :
- أما من سبيل لرحمة ؟ ألا أستطيع أن أفعل شيئا ...
• إركع ...
... ركعت
• سبح بحمدي قليلا و قل لي كم انا عادل و رحيم و محب للبشر ...
... رحت أردد بعض المزامير و الآيات القرآنية, بصوت مرتعش و نفس منكسرة و فؤاد محطم.
لم اشعر بهزيمة مرة و ثقيلة مثل الآن ..
أشعر أنني أستحق فعلا العقوبة و ان روحي متمردة و عنيدة .. و تستحق أن تحرق بالنار.
دموعي تنهمر و أنا أتكلم .. أسبح بحمده مخلصا.
شعوري بحضوره ثقيل و طاغي ..
مجرد وجوده يشعرني بالضآلة بجانب قوته اللامتناهية, بالإحتقار لنفسي بسبب رحمته التي دائما ما لازمتني ... ربما لا أستطيع أن الومه في النهاية.
إحساس كامل بالضياع .. بالندم بعد فوات الأوان ... القهر لأنني رفضت الفريق الرابح.
أو بالأحرى الفرق الرابحة ..
....... و في النهاية.
• أحكم على نفسك و سارضى بحكمك ..
... ترددت, ربما لو قلت له انني أستحق العقاب في النار و لكنني أطمع في رحمته. لا أستطيع ان أنكر إستحقاقي للعقاب على أي حال.
- أستحق العقاب و أطمع في رحمتك يا سيدي و ربي.
• و قد حكمت على نفسك .. أمرنا نحن الله مالك كل الاحياء و كل ما هو موجود بحبسك في جهنم بحيرة الكبريت و النار مخلدا إلي أبد الآبدين.
.... آآآآه لقد نطق الحكم, القاسي المتجبر .. أما من رحمة.
رحت أتوسل و أبكي و أستعطفه .. رايت الكائنان النورانيان ياتيان ليأخذاني.
- الرحمة .. استحلفك بذاتك يا الله, اما من سبيل ألا يمكن أن أحصل على فرصة أخرى, فقط إعطني اي فرصة و عاقبني إن خذلتك بعدها بما تريد .. أرجوك يا الله أن ترحمني.
لم أقصد .................
كنت حسن النية صدقني ..........
كنت مؤمنا بك في دخيلة قلبي و لكنني كنت أتمنى أن أراك .........
.. شعرت بوجهه يتجمد و يفقد أي رد فعل أو مشاعر.
كل هذا أستعطفه و لا يرحم ...
ألا يمكن أن يعطيني فرصة أخيرة قبل أن يرميني في نار أبدية ...
حاولت أن أتمالك نفسي .. لم أكن أريد أن انهار الآن.
أريد أن اعدم بكرامة .. كفاني بكاء و إستعطاف ماداموا بلا جدوى.
مشيت معهم ...
لم يتكلم أيا منهم بكلمة.
كائن نوراني آخر يفتح بابا ضخما ...
حرارة هائلة أشعر بها من بعيد و لفح النار يلسع ..
شجاعتي طارت و تماسكي تلاشى في لمح البصر ..
رحت أصرخ و أستنجد ...
قاومتهم بكل قواي ..
ثم في النهاية ..
قذفوني بكل قوة لأجد نفسي أسقط في بحيرة النار .. جهنم.
يتبع ..
|
|
04-09-2006, 01:15 PM |
|