هزل كل شيء في لبنان. ولامست الاخلاق الارض واستوت الكرامات على منخفض سحيق، وصار الدلع ‏فنّاً، والطقطوقة طرباً، وهيفاء فيروزة ونانسي صباحاً.‏
وتقمّص العلاّمة الفقهي - الفكاهي وليد عيدو الكاتب الفرنسي اميل زولا صاحب عبارة اني ‏اتهم، كما حطّم الـ «عيدو» الرقم القياسي في الهجاء الجريري بحق رئيس الجمهورية اللبنانية ‏بمعاونة اكثر من وليد ووليد.‏
واذ نترك لوقت آخر احاديث النصب والتشليح الضرائبي وفضائح الهدر الخليوي وتسوياته ‏الملغومة ومغاور علي بابا في الكهرباء والضمان والصناديق المثقوبة القعر في المحافظات ‏المحميّة، فلكي نبقى ضمن اطار الجمال النسائي المزيف والطرب المدلّع!!‏
كان الجمال الطبيعي قاعدة فصار الشدّ والمدّ ونحت الأنف وتصغيره حتى السدّ.. شرطاً للوصول الى ‏النجومية والالوهية الفنية.‏
وكأن التجميل الاصطناعي لم يف بالغرض المطلوب حتى ازدهر علم - الماكياج - وصولا الى ما يصح ‏تسميته - بالنسخ البشري - الذي حمل اكثر من رجل لأن يفتش بدقة عن زوجته بين رفيقات لها ‏شدّدن ومدّدن الوجه وضخّمن الشفتين حتى بُتّن قاب قوسين من التوأمة.‏
لا نشارك الشاعر العباسي الذي تمنى الطرش بعد سماعه صوت مغنية لاننا في لبنان ننعم بما ‏يعوّض عن القباحة الصوتية بجمال القامة الممشوقة والمدعومة بدرعين بارزين مع تمايل وتدلّع ‏ووفر في القماش وتعرٍ بأدب ابو العلاء المعرّي..!‏
لا نطالب هيفا ونانسي واليسا ودمينيك ومثلهن الكثيرات بإنشاد فيروزي او بآهات كلثومية، ‏او بموشحات اندلوسية ولكننا نتمنى على مؤلفي اغنياتهن وطقاطيقهن ببعض من الاحترام لهن ‏ولنا كمشاهدين لجمال يتحرك ويتمايل ويغني. لا. لا يجوز ان ينحدر الغناء الطربي من يا ‏ظالمني لام كلثوم مثلاً الى:‏
بوس الواوا. شوف الواوا. خللي الواوا يصحّ. لما بستو شفت الواوا. صار الواوا دح.‏
لن ازيد.‏

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني