المسيح قام حقاً قام.‏
لماذا العتب على المسلمين اذا لم يؤمنوا بقيامة السيد المسيح؟
العتب على بعض المسيحيين الذين يدخلون الكنائس ويصلّون ويقرأون في الانجيل ويمارسون كل ‏الطقوس الدينية ويزايدون على مسيحيّتهم ويتعصّبون لمارونيتهم، وفي النهاية، تُصدم عندما ‏ترى أفعالهم وتسمع أقوالهم.‏

كيف يفهم هؤلاء سيرة حياة يسوع الناصري القائم من بين الأموات وهم الذين يحاضرون عن ‏التسامح والغفران والمحبة والتواضع والعطاء ويفعلون عكس ذلك. أيُعقل ان تكون معاني هذه ‏الكلمات قد تغيرت مع مرور الزمن؟ كل شيء وارد بوجود من يسمّون أنفسهم بالمسيحيين الجدد ‏الذين يجولون في العالم ويبشّرون بإنجيل ومسيح جديدين على قياس عالمهم الجديد.‏

العتب على بعض المسيحيين الذين يغيّرون مواقفهم كما يغيّرون ثيابهم وسياراتهم وبيوتهم ‏وأصحابهم وأحبابهم.. فهل أصبح تغيير العقل سهلاً الى درجة انكَ تنام مدافعاً عن قضية وتصحو ‏على مشروع اخر. اي كوابيس هذه التي تفعل فعلها مع بعض المسيحيين؟ يبدو ان السوق ‏اللبنانية بدأت تستثمر العقول المستوردة على «اونا»، على «دوي»، على «تري».. من ‏يشتري؟

يقولون ان «العتب على قدّ المحبة»، الاصح ان «العتب على قدّ الضياع» الذي يعاني منه بعض ‏المسيحيين، هم لا يعرفون ماذا يريدون، وإن عرفوا تجد أمامهم ووراءهم وعلى جانبهم من ‏يلعب على التناقضات ويتقن فنّ الهدم والوشاية. وهنا تكمن المصيبة، واي مصيبة هذه التي ‏تعشش في البيت الواحد وبين الاخوة.. فكيف الخلاص.‏

لم يعد مسموحاً بعد اليوم، ان يستخف المسيحيون خصوصاً الموارنة بقدرتهم التغييرية رغم وجود ‏البعض منهم و«الشاطرين» في تغيير المواقف وبث روح الانهزام والاستسلام.‏
لم يعد مسموحاً بعد اليوم طلب الرأفة والتفهّم لمن لا يعرف الحدود والرحمة في كلامه.‏
لم يعد مسموحاً بعد اليوم استدارة الخد الايسر للذي يصفعك على الخد الايمن، فالسيد المسيح ‏طلب من أتباعه المسامحة والغفران للذي يعتدي عليهم مرّة واثنين وحتى ثلاث مرات، لكنه لم ‏يطلب منهم ان يظلّوا يتلقون الضربات وهم يتفرجون. فالسيد المسيح دخل أيضاً الى الهيكل ‏ودمّره على رؤوس الظالمين والكفرة، وملك المجد كان ثائراً على الخائنين والخانعين والمزوّرين ‏والمزيفين.‏

ما هذا التناقض في الكلام؟ تسامح وغفران في البداية وثورة وانتفاضة في النهاية. مَن لا ‏يفهم السيد المسيح في محبته اللامتناهية للبشر وشفائه للمرضى وإطعامه للجياع ومغفرته ‏لخطايا مريم المجدلية و«قلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام» داخل بيت ابيه عندما ‏قال: «بيتي بيت صلاة وانتم جعلتموه مغارة لصوص». مَن لا يؤمن بهذه الحقائق وبهذه الرسائل ‏وغيرها الكثير، لا يمكنه ابداً ان يعيش مسيحياً حقاً على وجه الارض. وتستغربون بعد لماذا ‏يتعرّض المسيحيون في لبنان للقهر والذل؟

تحية للمسيحيين في عيد القيامة، وللمسلمين بوجود السيد حسن نصرالله الذي سامح سلفاً من ‏تآمر عليه لاغتياله، وهذا موقف يذكّرنا بمواقف رأس الكنيسة الكاثوليكية ورجل السلام ‏يوحنا بولس الثاني عندما غفر للرجل الذي حاول اغتياله ونال جزاءه في السجن. هذا ‏الكلام قد يستفز مشاعر بعض المسيحيين وبعض المسلمين، ولكن مَن لا يعيش التسامح في حياته ‏اليومية لا يمكن ان يقدّر موقف الغافرين والمسامحين لانه يجهل كيف يحب ولا يعرف كيف يغفر.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	المسيح، حقيقة أم خيال؟	الكندي	21	3,968	10-26-2006, 07:37 PM آخر رد: الكندي
	السيد المسيح هو الحل	قطقط	12	2,080	10-07-2006, 06:44 PM آخر رد: بوعائشة
	عودة المسيح المنتظر	Hajer	1	521	02-09-2006, 07:55 PM آخر رد: Hajer
	شمعه تبث رائحه المسيح...	Arab Horizon	17	2,255	04-15-2005, 01:58 AM آخر رد: The Godfather