باختصار..


المساء دافئ ونيسان...
اللون يتحد مع العناصر ثم يتفكك..

وتسقط من كل عش قشة


هاربة هي بنصف روح
تتراجع بخطى الأعماق الذابلة نحو النوافذ المغلقة
من ذا الذي يجاري الفضاء خلفها؟

تغتسل أناها بفيض الخنوع وتدق صلبان

كان لها حاضر.. وهاهو لم يزل ماضياً نشوان يدق الأجراس في الوريد.. في الرمز وفي الزفير

قبل دهر عميق عاشت غيبوبة عشق أغمض عينيه على النجوم ثم امتطاها مرصعة ً حتى الرحيل

لو بقي...
لكان الكرم يراهق حتى اللحظة عابثاً متجنباً الولوج في الخمرة الأصيلة..
للبثت الدعابة اللذيذة ممتطية الطائرة الورقية فوق اللافجر واللامكان..

لو بقيتَ! "
لكنت أصعد حتى الآن عبر النزف الى ما ورائك...
فالوقت والصمت لا ينتهيان
لو بقيت
لتوردت كأميرة الفجر حتى الغروب
لكنت أصعد الآن في الضباب
أنحت الغيم والليل
وللصنم أنحر قربان الرقاد الطويل

لو بقيت..!


منذ الأزل وأنت ناصع الدمار والحنين
فاتنٌ مفتون..
مفقودٌ وراء الهمس والعذوبة
تجرجر مقلتيّ في طفو وغرق لا ينتهيان"


تتراجع.. وتمر بالزمان فيشيح بالوقت عن سنيها وكبريائها
وتمر ببرودة الحضن فينكمش خجلاً من شمسها.

ــ" أيا موت!.. هلا تعود من الغرق لتبعثني حرةًَ طاهرة؟
لأعود إلى مرآتي وأوراقي وفنجاني..
كم من العطر يلزم لاكتمال أجنحتي؟
فأنا أود المرور يوماً بنافذة شعره
إذ ما معنى الهواء إن لم يخط شعره على الأنفاس أيقونة العمر الخالد؟
إلام أنتظر أطراف السفن على مدرج هبوط العصافير ؟
والساعة تنفصل عن عقاربها
وتصبح الألسنة لغة محيطة تتاجر بي وبالرحابة والجمال
وأنا هاهنا أنمو.. أتخمر في دنان الجهل واللحظة؟"

كم تضرعتِ مهووسة بالفقدان:

ــ ” صنه لي يا شعر
أحببه واحفظ جسمه براقاً
فقط خبئني برعماً في يخضور مقلتيه
وفي دروب الروح قطـّر الحلم حتى الوصول
ويا شرر خبئ عتمة الحب خلفك واحفظ السر
فأنا في كل يوم أسرح شعري بأغصان جحيم لا يلبث أن يرتدي ثيابه ويرحل متوعداً أن..انتظريني! "

أنت!
خبئي ممحاتك في وكر الأكاذيب وواجهي العباب الأخضر
اجلسي فوق الحقيبة أغمضي أذنيك عن صوت القطار الراحل
كم تأنثتِ ولم تصبحي امرأة!

فما كان قد كان..
وما من مغامر سوى البوح ليظلل عينيك بعد الآن.